جمال فوغالي - حديثُ الروحِ في ليلِ سيرتا المضيء..

إنِّي أحدِّثُ الروحَ الشفيفةَ في الملكوتِ منَ طهارة الذكرى:
والبصيرةُ منَ القلبِ في أعاليها، والثريَّا في الوهجِ، والبياضُ في التعالي منْ سماءِ الصَّدرِ، تنزَّلُ عليهِ الشآبيبُ منَ الموسيقى، النَّايُ أنينُ الرَّحيلِ في حُداءِ الغيابِ إلى وترِ الأسى منْ عودِ زرياب، لامرأةِ النسيانِ في الأقاصي منَ حقولِ الذكرياتِ، فيما وراءَ البحر العُباب، عند الصخرةِ منْ زفرةِ الحبِّ في الوداعِ الأخير، والقرنفلُ أينعَ حولها منْ فرطِ الدَّمعِ فانشقتْ شظايا، العودُ الحزينُ يستعيدُ الرقصةَ الغجريةَ والصلصالُ منها عطرٌ زكيٌّ، والأحلامُ عزفٌ في حنينِ السِّيكا،الآهاتُ، الحرائقُ، الجراحاتُ، التنهيداتُ في مقامِ النَّهاوندِ المرصَّعِ بالمواويلِ وبالأغاني في إيقاعِ الصَّبا، فوْحُ الياسمين، عبقُ النَّرجسِ، هذي الرَّياحين، وسيرتا في التعالي منْ ليلِ أشواقي في هسيسِ الوجيبِ وهي تحلِّقُ فيما وراءَ السَّديم، وقدِ استضاءَتْ شوارعُها، أزقَّتُها، حجارتُها، بياضُ العمارات، هاتيكَ الجسورُ تسْبَحُ أجمعين في الأنوارِ منْ فرحِ قوسِ قزحٍ في أعراسِ القلوبِ، خبَبُ الصبايا الفاتناتِ في يقينِ الوَلَه، العيونُ الذابحاتُ، الوشْوشاتُ، الزَّفراتُ في توجُّعِ العاشقين والعاشقات، النجومُ في اللَّمعانِ، الحبورُ في عناقِ السُّرور، المسرَّاتُ، الحبُّ، الأنباضُ، الحساسينُ في الطيرانِ، الشهقاتُ، الرذاذُ في تقطيرِ الزُّهورِ، الحنايا الرَّاعشاتُ تبتلُّ في الهمسِ منْ عطرِ الورودِ، الصعودُ إلى الصعودِ، والكفُّ منِّي، إذْ يمتدُّ المدى في مدَدِ الرؤى، في الأباعيدِ منْ تخومِ البهاءات في ملذَّاتِ الأبديَّة، يلوِّحُ للذي ولَّى منْ غيرِ معادٍ عاشقاً، والأصابعُ من يدي تَتَقرَّى غيمَ الشِّعرِ، فيُساقطُ البَرَدُ مهرجاناً منَ جنةِ الألوانِ على لغتي الصَّاهدة...
أبتهلُ محترقَ النبضِ في الهيولى منَ الاشتعالِ:
• لا أريدُ لهذي النارِ أنْ تنطفىءَ...

10/10/2020



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى