محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - قلت لسيدة ما في الطريق

قلت لسيدة ما في الطريق
اقطفي الندى
من صهوة الصمت
فلو نضج اكثر
سيسقط في شراك الزهور
قلت لمشرد ، مهترئ الكبرياء والتسول
احصي خطاك على الارض
واجمعها في محيطك المزدحم بالخراب
فقد تفقد رجلاً و اكثر
في القريب الجارح
ولا تجد خطوةً تخطوها نحو قمامتك العامرة
قلت لطائر ما قابلته في غصنٍ حزين
لا تتسلل من نافذة الربيع
وتنقر في اذنه
حتى تتساقط زهوره
وقطع القمح الفصيح
و فاكهة الشتاء الركيكة
وذاكرة الشجر
لأن الشتاء سيلتهم بانيابه الباردة ، ذاكرة الربيع الرطبة
قلت لصديقتي
لا تحتالي
البن الرديء ، والخمرة الرديئة
بانشاد احرف
ضاع مذاقها في حنجرة المغنين السُكارى
وقلت لأمي
حليبك كان رمادي الوجه والرائحة
لهذا انا
نمت في صدري عدة حمامات
مترددة اللون
بين البياض الجريء
والسواد الخجول
ولهذا اصطادتني بنادق الغجر القادمين من سهوب الفواجع الضمنية في محفظة الرب
قلت لحبيبتي
لا تٌرشي الوقت بالقبلات ، بل ارشي العتمة
ولا تلكزي نافذة المساء
فتتسلل خيول الجروح القديمة
وتدعسنا
بارجلها التي تمتطي الغبار
وترمينا في ازقة الحرمان ، لنتبول لغتنا البكماء
و اطفالنا المجبوبين
وقلت لها
لا تدخلي اصبعك الصغير
في وكر الأفاعي
لكي لا تسرق من دمك اكسير السير فوق الجماجم الخضراء
فلو سارت الافاعي برجلين اثنتين
لزادت اعداد البشرية
وارتفع سقف الكارثة

# عزوز




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى