د. أحمد جمعه - حين أموت.. شعر

حين أموت..
تبرعوا بقلبي لعصفور
اعتزل التغريد
مذ تنكر للشجرة أبناؤها
فؤوسا،
تبرعوا برئتي لشجرة
لم تتنفس التغريد
مذ صارت الريح لا تأتي للعصافير
إلا بالمطر،
تبرعوا بعينيَّ لشاعرٍ
عميت عيون قلبه
مذ لم تر حبيبته قصيدته
تلك التي تغزَّل فيها
بعينيها،
تبرعوا بيدي للريح
التي قطع الجفاء يدها
مُذ حجبن الحسناوات
شعورهن الناعمة،
تبرعوا بقدمي للطرقات
التي لم يعد يمر بها
العاشقون؛
لربما سارت لمدينة غريبة
تعيد لساكنيها
ذكريات العاشقين
الحالمين،
تبرعوا بأنفي للعطر
الذي جف في الورود القديمة
مذ غاب عن الحدائق
الشعراء
والنسوة المسافرات في
الرحيق،
تبرعوا بلساني للقصائد
التي كُتِبت للحب
ولم يقرأها أحد
قبل أن تموت في الدواوين،
تبرعوا بي كلّي لامرأة
تبحث عني مُذ قصيدة
في عينيها
التي لمعت حين أخبرتها إيماءة:
أُحِبُّكِ!



  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى