عبدالعزيز فهمي - لا يحق لكِ...

لا يحِقُّ لكِ ما يَحِقُّ لكِ
لا يحق لكِ
أنْ تحذفي الليل
من جغرافية سريري
وعلى ما علق من حلم على وسادتي
أنْ تبعثري النشوة
في تضاريس الآه التي يتفجر بها صدري
كلما اشتد الشوق إلى العناق
أنْ تُبكي أزرار قمصاني
قمصاني التي تنتظر أن تُقد "بهيت لي"
المعتقة منذ أزمان
ها أنتِ الآن بدون حق
تدفنين بمعول الغياب
تغاريد الصباح في مناقير النداء
تكسرين بسمات النوافذ
تجثين ضفائر الأشعة
التي تركب ظلال النيران
لامبالاتك الخضراء التي تزرعينها
في أصص مملوءة بالملح
والأوجاع
تزهر شوكا وعلقما
في حناجر أحلامي
وها أنت بغير حق
تجعلين المسافات تزداد اتساعا
ما بين الحضور والحضور
أطول من أيام رمضان في شهر آب
وأبعد من تحقق المحال في المستحيل
وفي نية الحالمين
لم تُبقي من الحِلِيِّ سوى
على الغروب
قِلادة على جيد النسيان
غربلت الذكريات بلَيْتَ العاشقة
تلك التي منذ التقينا
وهي تهيئ ما استطاعت من حدائق
لعودة الحنين
لعل بابا يُفتح في جدار الغياب
فتلوحين سرب قبلات
حزمة من البوح ومن العناق
لكنك سرت سير الزمن
إنْ فاتَ فاتَ
لا يجدي معه تصريف الماضي
في صغية مستقبل غير آت
لا تنفع معه تلاوة الآيات
بالسر
بالجهر
بكل الأصوات
بكل اللغات
يا أنتِ
يحق لك ما يحق لك
فماذا يحق لي؟؟
أنا الذي لو وضعوا القمر في يد
والشمس في الأخرى
أهديتهما قرطين لأذنيك
وما تخلَّيْتُ عن النداء
حتى يلتقي الصدى
بالقبول في فمك
فتأتين أغنية بكل المقامات
مقامات
تليق بكلامي
كما تليق القبلة
قبلتي على شفتيك
فافتحي فمك على مقاس قبلتي
واغمضي عينيك
كي أراك...
عزيز فهمي/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى