محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - عاطلون.. شعر

عاطلون
عن كل شيء
سوى
التأمل في التوابيت المُبعثرة
هنا وهناك
مثل اصداف ، مُبعثرة في رخام بُني الملامح
والمنام
عاطلون عن البكاء
ليس لأن الجرح قد فقد انكساره في جدار الليل
بل لأننا عطلنا الطبيعة في طبيعتها
جففنا الرياح
وسحبنا حقائب الامطار
فماتت ما نُسميها " فصول "
عاطلون
عن المساومة
حين تسألنا القصيدة
هل نغرز الخنجر في القاموس ؟
لنقتل ابجديتنا المريضة بالصراخ
ام سنغرزه
في خصر الحبيبة
لتنشطر نصفين
وتسقط في خطوط الذاكرة
عاطلون عن الاجابة
حين يسألنا الرحيل ، عن الحقائب
عن الخرائب
عن المُدن المكهربة بالزهور الذابلة
عن القطع الاثرية في رفوف الاحتلام
عن القهوة المسمومة
في الصباحات الملونة " باللاعصافير "
عن الاشجار وغيرتها
حين غازلنا الرياح امام اوراقها ونسينا حتى ان نمدها بالتحايا الصباحية
عاطلون
عن الصلاة
فالعصافير ألتهمت الاتجاهات المئة
والمعابد
اشترت ماء الوضوء
وحولته الى خمور مغشوشة
ثم استعبدت فينا المزاج
والترانيم القديمة
ازعجت سجادة الكلمات فسممت قاموسها
عاطلون
عن الاعتراف بالخطايا السبعة
الجوع : اضحوكة الشُرب الرديء
الرغبة : دين الشعراء ومسبحة المصلين الحالمين
الكسل : انسداد نافذة المعنى في وجه معقولية الاشياء
الغضب : غياب سُرة الحبيبة
في خميس ازرق الخمر و البكاء
و ما تبقى من الخطايا ، هدية الرب لسكان الجحيم المحتملين

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى