سلمى الزياني - عمى الكلام

كمن يجلس تحت ظل شجرة
لم ير شيئا
هو ذا خطوهم يبتعد
سمعه الأعمى العجوز
الذي كان يتنصت على الظلال
كل الطيور التي غردت طليقة
اصبحت حبيسة
بينما القمح المسوس
ينتظر افواهها
أما النهر الموجوع
فقد لفظ آخر انفاسه
و هو يصارع الغرق
الاخبار السيئة قد تسعد الزبد
الزبد
كان ميتا في حياته قبل الغريق
و ضفائر الثكالى قد قصرت
بعد الحزن العميق
و في الوطن جسر مهترئ
من يجتزه يحظى بالتيه
و في الطرف الآخر من العالم
كان الشاعر المجنون
يرى من ثقب القصيدة
إشخاصا حفاة
قادمين من المعنى
و الحبر الذي كان يفسر به الظلال
أصبح سهما
اصاب المارة دون أن يترك اثرا
هذا ما رآه العجوز بكلتا عينيه
و هو جالس تحت ظل الشجرة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى