محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - أسير حافي، على ارضية تنبتنا اشجارا يابسة

نحن المشاة
ونحن الحصى الذي يصدر نداء استغاثة
نحن الرمال التي تلتصق بارجل النساء الخارجات من النهر لتوهن
مبللات الشعر
والعانة
والمُضاجعات المحتملة

كشعب المايا
نرى انفسنا في الآخر
نرى الآخر نحن
هكذا ضعنا بين الوجوه الكثيرة ، المفضوحة النوايا
وذات الاقنعة
كمرض جلدي
نزحف على بشرتنا
يختلط الداخل بالخارج
فنبدوا عراة في كل شيء
حتى في البكاء الصامت
امضي كما كنت دائماً ، منذ كنت اتحدث لغة الطير
والماء ، والمراكب
والاسماك الزانية
منذ كنت امشي على اربع ، والخامس انتخبته الحبيبة لحاجة في نفس رغباتها
منذ كنت ارى الرب في اثداء الامهات
والشيطان
في لحية القديس
حين يُعمدنا ثم يدفعنا نحو المقصلة
امضي
لاُحاصر الحبيبة من كل جرح
وذاكرة
ازور لها وجه كل العشاق النافقين ، فتراني الجميع
وترى الجميع
ينزحون في وجهي مثل مرض خبيث
اسمه " انبعاث الجروح القديمة "
اتعلم من الاشجار الغفران
وكيف اُعطي الثمار للفأس التي تجرح يدي
لتصنع
يافتات دعاية ، وابواب لتحمي الخارج من جنون ما يدور في الداخل
اتعلم من الماء
كيف اصبح خمراً ، وشيئاً مُقدسا
وكيف انتعل وجه الفراغ عند الضياع و اصبح سرابا
اتعلم من الحقيقة
مئة طريقة للكذب ، اهمها ان أُقسم بأنني حقيقة
هذه الارض
لم تكن يوماً حلم الآله
ولا من سبقه
" وليدة الصدفة "
هذه الوجوه كان يمكن أن تكون ، اكثر فائدة
لو خُلقت اشجارا
لكانت ملجأ للعصافير ، حين تُحاصرها بنادق الصيادين الثمالى
لو خلقت قوارب
لحملت لنا افضل ما انتجه الغجر ، من اختراعات سحرية
ولنجحوا في قيادة حوار عاطفي
مع الموج المجروح بغباء السفن
لو خُلقت خراف
لكانت اشبعت جوع الذئاب ولنجا الطيبون من مشاهدهم الغبية
في نشرات الاخبار
ولكن خُلقت آدمية
وياللا التبذير


#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى