فتحي مهذب - إلماعات.. شعر

ناداني ميت
ناشدني بتغيير مكانه..
قبره مليئ بمعارضبن جدد ..
وذكريات جميلة تصفر
مثل حجل بري..
يده مضيئة..
صدره مليء بالأوسمة..
قدماه تلمعان مثل عيني صقر..
وعلى كتفه اليمنى ببغاء..
تردد براهينه الهشة..
******
حررت شجرة من مخالب طيور كاسرة..
طاردت كوابيسها بضحكة مريبة..
عالجت غصنا مريضا بالحمى..
شكرتني كل الأغصان الخجولة.
مثل راهبات في كنيسة..
وعدتني بزيارة عائلية
في احدى مناماتي..
وتنظيف مخيلتي بعطور
نادرة جدا.
*****
أسلي حصان جاري الضرير
بايقاع كلارنيت أهدنيها
تمثال لم يعد من حرب المتناقضات..
تارة يبكي ويشير إلي بعينين
عميقتين ..
شاكرا إياي بصهيل عذب
يشبه قداسا في غابة الصدر..
بينما ذيله يكتب في الهواء
كلمات غامضة.
لا أفك شيفراتها الا عند النوم.
*****
أنا لص في منطاد..
أتجسس على سكان الميتافيزيق..
لا أختلس سوى كنوز النائمين
في الهواء..
أتبخر تدريجيا مثل غيمة
تحن إلى سجين في معتقل سري..
أهديت كل ثرواتي
إلى فقراء الموتي..
إلى عميان بأغصان مترامية .
*****
هذه الليلة
لم ينم مثل إلاه الكتب المقدسة..
لم يستسلم لخفاش المخيلة..
يفرغ قاع روحه من زيت النسيان..
سمكا ميتا على ضفة قلبه..
يساعده عمال من كواكب مجاورة.
بينما جاره الملتف بأوراقه
مثل سنديانة هرمة..
يسعل مثل قطار يطارد مسافة
هاربة .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى