محمد عباس محمد عرابي - التعليل الصوتي في كتاب سيبويه.. رسالة دكتوراه للباحث /عادل نذيـرالحسّانــي

التعليل الصوتي في كتاب سيبويه أطروحة تقدّمَ بها الباحث /عادل نذيـر بيــري عـزيز الحسّانــي إلى مجلس كلية الآداب في جامعة بغداد، وهي جزء من متطلبات نيل درجة دكتوراه فلسفة في اللغة العربية وآدابها بإشراف الأستاذة الدكتورة/ خديجة عبد الرزاق الحديثي عام 1427هـ/ 2006 م .
وفيما يلي نص مكونات الرسالة، النتائج والتوصيات كما ذكرها الباحث /عادل نذيـر بيــري عـزيز الحسّانــي ،في رسالته التعليل الصوتي في كتاب سيبويه ،وهي على النحو التالي
مكونات الرسالة :
اشتملت الدراسة على مقدمة و أربعة فصول و خاتمة تضمنت النتائج والتوصيات:
الفصل الأول ( التعليل الصوتي في كتاب سيبويه ، المنهج والاتجاهات ) ،
المبحث الأول : ( التعليل الصوتي ) / أصالة المصطلح
وتم فيه توضيح المصطلح (التعليل الصوتي ) عما علق به من مستويات التعليل اللغوي ، ولاسيما النحوي والصرفي ، وتحقَّقَ ذلك من متابعة أصول التعليل ومفهومه حتى طالته أذهان النحاة ، وأيديهم.
المبحث الثاني: خصائص التعليل الصوتي:
تحدث عن خصائص التعليل الصوتي بالنظر إلى الكيفية التي تحدد بها العلة في الكتاب ، والأساليب التي يمكن بواسطتها تأشير مواطن التعليل ، وفيما إذا كانت العلة مرافقة للحكم أو سابقة عليه أو لاحقة له ، ومن ثم يكون القارئ على بينة من الآلية التي تم في ضوئها اختيار النص على انه نص تعليلي ،
المبحث الثالث : اتجاهات التعليل الصوتي في كتاب سيبويه
و تناول اتجاهات التعليل الصوتي في كتاب سيبويه . الاتجاه الأدائي ،الاتجاه التعاملي،الاتجاه البنائي ، الاتجاه التركيبي،الاتجاه اللهجي ، الاتجاه الدلالي
الفصل الثاني ( التعليل الصوتي في مستوى الصفات ):
وتم تقسيمه إلى المباحث الآتية :
- المبحث الأول : تعليل الصفات السمعية ، وفيه وقف الباحث على مواطن تعليل الصفات التي اتصفت بها الأصوات من خلال الأثر السمعي المرافق لها بشكل يفوق الأثر النطقي .
- المبحث الثاني : تعليل الصفات النطقية ، وفيه وقفنا على مواطن تعليل الكتاب للصفات النطقية التي اتصفت به مجموعة من أصوات العربية .
- المبحث الثالث : تعليل الصفات المخرجية ، وفيه وقف الباحث على تعليل الصفات التي تلحق بالصوت باعتبار نقطة انطلاق هذا الصوت من مخرجه .
الفصل الثالث ( التعليل الصوتي في مستوى الصوائت ) :
وتم فيه رصد التعليل الصوتي المرافق لكل حكم من أحكام الظواهر الصوتية المؤسسة على الطبيعة التعاملية للصوائت ، فقد اقتصر هذا الفصل على مبحثين هما : - المبحث الأول : التعليل الصوتي لمظاهر الإمالة .
- المبحث الثاني : التعليل الصوتي لمظاهر الإعلال .
أما الفصل الرابع ( التعليل الصوتي في مستوى الصوامت ) وفيه وقف الباحث على التعامل الصوتي للصوامت العربية من خلال أبرز مبحثين فيهما ؛ الأثر السياقي والأدائي لتلك الأصوات ، وعليه توزع الفصل على النحو الآتي :
- المبحث الأول : وفيه التعليل الصوتي لمظاهر الإبدال .
- المبحث الثاني : وفيه التعليل الصوتي لمظاهر الإدغام .
ثم كانت الخاتمة توزعت على النتائج العامة ، ثم الخاصة ، وانتهت بتوصيات
خاتمة بالنتائج والتوصيات:
توصلت الدراسة للعديد من النتائج كان من أبرزها النتائج التي ذكرها الباحث على النحو التالي :
أولاً : النتائج العامة :
لم يكن التلازم بين العلة والمعلول التلازم المعهود عنها عند من أسس لمفهوم العلة ، وهم الفلاسفة والمتكلمون ، وإنما كان فيها تسمحاً ملحوظاً ينسجم وطبيعة اللغة ومنطقها الخاص .
ولأن العلوم تسير إلى التخصص الدقيق فإنَّه من الواجب الفصل بين المفاهيم والمصطلحات ، وعليه ينبغي الفصل بين العلة النحوية ، والعلة الصرفية ، والعلة الصوتية .
إنَّ الكتاب لم تتوافق فيه الأحكام والتعليلات ابتداءً ، وإنما جاء بعد مرحلة استقرار الكثير من المفاهيم والقواعد التي أريد صيانتها وتسويغها ، وإلا لماذا تزّاور أضواء التعليل مع بعض الظواهر الصوتية ذات اليمين وذات الشمال ، ولاسيما مع الظواهر الصوتية التي تشهد حضورًا سياقيًا وأدائيًا مما يجعلنا نقف مستفهمين بين الفينة والأخرى ، وأغلب الظن أنَّ ذلك ناجم من حرص سيبويه على عدم تشويه القاعدة ، وعليه لا ينبغي للألف – مثلًا – أن تكون ساكنة إذا وليها متماثلان متحركان لأن ذلك إنما يتعارض وشرط الإدغام ( = سكون الأول ) إذ يتحقق التقاء الساكنين ، ويجب التخلص منه حينئذ بحذف الأول أو تحريكه ، والألف لا تقبل الحركة ، وقد عدّها سيبويه - من قبل – حركة عندما لم تعترضه القاعدة ، ولا ضير في ذلك على سيبويه ولا تثريب لأنَّ الكتاب وإنْ جاء لاحقًا – أي بعد استقرار كثير من المفاهيم – يبقى صورة من معطيات مرحلة التأسيس .
- لم يكن الكتاب من الأمالي ، فقد لاحظ الباحث أن الكتاب أعدّ له إعداد باحث يدلنا على ذلك كثرة الإحالات والتنبيهات . .
- التأسيس لمفاهيم جديدة تنضوي تحت موضوع الإدغام من خلال نمطين سمى الباحث الأول سطحي ، والثاني تحتي ، أما الأول : فيتضمن الإدغام المكاني والزماني ، وأما الثاني فيتضمن الإدغام العروضي والمقطعي . والحق أنَّ الضوء كان مسلطًا على أول الأنواع ، وهو الإدغام المكاني ، فقد بقيت الأنواع الأخرى ميدانًا للدرس لمن يريد الوقوف على خفايا هذا الموضوع من زواياه المختلفة .
- إمكانية أن تكون الهمزة أصل الأصوات ، وإن الاستعداد النطقي لها هو أصل الأصوات ، والمنعم النظر في أصوات العربية نطقًا وصفات وتعاملات كثيرًا ما يجد الأصوات تتلوّث بالهمزة إلى الحد الذي لا تخلو فيه الدراسات اللغوية المهمة ؛ القديمة منها والحديثة من باب عريض يسمّى باب الهمز ، وعليه يمكن القول باحتمال أن تكون الهمزة أصل الأصوات لاعتبارات ذكرت في موضعها من هذا البحث .
- ومن النتائج التي لا تُغفل في هذه الأطروحة ما تمخض عن دراسة الأصوات في ضوء الأعضاء النطقية المشاركة في إنتاج الأصوات ، أو في ضوء الحركة اللسانية المرافقة لكل صوت ، فضلاً عن موازنة ما جاء في الكتاب من توصيف للأعضاء النطقية مع كل صوت ممَّا جاء به المحدثون .
وعليه يمكن الالتفات إلى أبجدية عضوية للأصوات وعلى النحو الآتي :
1. الأبجدية الأولى يمكن تسميتها ( الأبجدية اللسانية ) ، وتكون في ضوء الحركة اللسانية المرافقة لإنتاج كل صوت ، ولاسيما أن اللسان ينقسم إلى عدة نواحي ، وقد رسم سيبويه خارطته على وجه الإجمال نحو المقدمة أو المؤخرة أو الوسط ، وعلى وجه التفصيل من خلال الالتفات إلى مناطق اللسان الأخرى نحو طرف اللسان ، أو مستدقه ، أو حافته ، وكذلك فعل المحدثون ، فاللسان عندهم مرصود من كل نواحيه مختبريًا ، وعليه يمكن القول بالأبجدية اللسانية للأصوات على النحو الآتي :
- الأصوات غير اللسانية التي لا حركة للسان معها ، أو قل إن اللسان معها في وضع محايد .
- الأصوات اللسانية ، وتنقسم على أحادية الحركة ، أو ثنائية ، أو ثلاثية .
2. الأبجدية الثانية ، ويمكن تسميتها ( الأبجدية العضوية ) ، وتكون في ضوء مجموعة أعضاء الجهاز النطقي المشاركة في إنتاج صوت معين ، وتكون على النحو الآتي :
- الأصوات الأحادية .
- الأصوات الثنائية .
- الأصوات الثلاثية .
وعند هذا الحد تنتهي أصوات سيبويه ، أما في ضوء ما يرصده الدرس الصوتي الحديث من أعضاء الجهاز النطقي فقد تطول القائمة لتصل إلى الأصوات السداسية ، أو السباعية .
ثانيًا: النتائج الخاصـة :
أ ) نتائج الفصل الأول :
• تابعت الدراسة في هذا الفصل مصطلح التعليل عند الفلاسفة والأصوليين ، ثم اللغويين ، وخلصت إلى ضرورة التمييز بين التعليل النحوي ، والتعليل الصرفي ، والتعليل الصوتي ، من خلال معطيات العلم الذي يستثمر ذلك المصطلح ، وتم التوصل إلى أنَّ التعليل الصوتي هو ما يعنى بمجموع العمليات التي تنتظم بموجبها عملية النطق من جانب المتكلم ، الأمر الذي أمدنا بالمفاهيم الصوتية التي تخولنا البحث عن العلّة والتعليل الصوتي في جميع مستويات الأداء اللغوي ؛ صوتًا ، وصرفًا ، ونحوًا ، ودلالةً .
• إن ما ينسحب على العلّة والتعليل الصوتي ينسحب على التعليل الصوتي والصرفي ، ولاسيما على صعيد النشأة والتطور ، وعلى صعيد النوع ما كان منها جائزًا ، أو موجبًا .
• تغليب النحو على بقية علوم العربية فيما أثر عن العرب يترتب عليه تغليب مصطلح العلة النحوية والتعليل النحوي على العلة الصرفية و التعليل الصرفي ، أو العلة الصوتية والتعليل الصوتي .
• إمكانية دراسة العلة في كتاب سيبويه في ضوء مستويات التحليل اللغوي – أعني الصوتي والصرفي والنحوي – وبذلك نضع حدّا لكون العلة نحوية وحسب
• العلة اللغوية فيها تسمّح قياسًا إلى العلل المنطقية ، أو الكلامية ، ولا غضاضة في ذلك على العلة والتعليل اللغوي ولا تثريب ، فمبدأ أهل الفلسفة أنَّ لكل شيء منطقه وضروراته وأحكامه ، ومنطق اللغة ظني اجتهادي ، مما أسبغ على العلة والتعليل اللغوي هذه السمة .
• لم يصرح سيبويه بلفظة ( العلّة ) إلا نادرًا قياسًا إلى ما توافر من مبحث ( التعليل ) في الكتاب ، ومرد ذلك – بحسب ما أراه – إلى الغاية التعليمية التي جاء من أجلها الكتاب ، ولاسيما أنَّ التعليم من أدواته بسط الأمور وتسهيلها إلى الحد الذي يستطيع المتلقي من خلاله إدراك غاية ما يتعلمه ، وسبر أسراره .
ويمكن القول: إن الغاية التعليمية لم تكن وراء عدم تصريح سيبويه بلفظ ( العلّة ) وحسب ، إذ إن التعليل لم يكن في الكتاب مطلبًا بذاته كما حصل فيما بعد ، فقد صارت تؤلف فيه الكتب عندما تعقّد فصار يأخذ طابعًا فلسفيًا لا طائل من ورائه غير الجدل .
• لم تكن العلّة ترادف الحكم في الكتاب ، وإنما تحرّكت على وفق حاجة الكتاب للإتيان بها ، فمرة ترافق الحكم ، وأخرى تسبقه ، وثالثة تكون العلّة مرجأة .
• مفهوم الدليل لا يعني مفهوم العلّة عند سيبويه ، وقد صرّح لكل منهما في سياق معين .
• لم يخلُ الكتاب في مجموع نسخه من الإشارة إلى استدلال سيبويه بالقراءات الشاذة ، وتعليلها ، أو توظيفها في التعليل ، وإذا كان هذا حال سيبويه مع القراءات الشاذة ، فالباحث على خلاف مع الدكتور أحمد مكي الأنصاري الذي يرى أن سيبويه لم يعتد بالقراءات القرآنية .
• على الرغم من هيمنة الخليل – بوصفه مرجعًا رئيسًا للكتاب – إلا أنَّ الموضوعية دفعت سيبويه إلى الانتصار لآراء غيره من العلماء .
• لم يكن التعليل يتصدى للمسائل الصوتية وحسب ، وإنما كانت له اتجاهات ترافق مستويات الأداء اللغوي ؛ أعني الصرف والنحو والدلالة واللهجات .
ب ) نتائج الفصل الثاني :
• جرت العادة في كثير من الدراسات الصوتية السابقة على تصنيف الصفات الصوتية في ضوء الصفات التي لها مقابل ، والصفات التي ليس لها مقابل أو المفردة ، ومن ثمّ الصفات المخرجية ، إلا أنَّ الباحث نحا في هذه الأطروحة إلى غير ذلك ، فقد قسم الصفات إلى سمعية ، ونطقية ، ومخرجية ، بعد أن روعي في التصنيف الأثر الراجح ، فإذا كان الأثر الراجح في التعليل الصوتي هو الأثر السمعي صنفت الصفة في الصفات السمعية ، أما إذا كان الأثر الراجح هو الأثر النطقي ؛ صنفت الصفة في الصفات النطقية ، ولا غرابة وهذه الحال إذا ما وجدنا الصفات السمعية تعلل بالأسس النطقية .
• حددت الدراسة جملة من المفاهيم التي أسس عليها تعريف سيبويه للجهر والهمس ، نحو المخرج ، والموضع ، والاعتماد ، والنفس ، والصدر ، فضلاً عن الإشباع والإضعاف .
• اختلف الباحث مع الدكتور ( آرتور شادة ) في كون ( صوت الصدر ) يتضمن الإشارة إلى الرئة ، وقد أظهر البحث بعد عرض مفهوم ( صوت الصدر ) على الكتاب ، انه يتضمن الإشارة إلى الحنجرة ، ومن ثمّ الوترين الصوتيين .
• اختلف الباحث في السلوك العلمي الذي وصل به الدكتور إبراهيم أنيس إلى تسجيل استشعار سيبويه لكل من الرئة والوترين الصوتيين ، فقد وصل الدكتور إبراهيم أنيس بمعلومات مسبقة أسقطها على نص التعريف والرواية ، أما البحث فكان دليله إلى ما وصل إليه الكتاب نفسه ، ومن ثمّ حقيقة ما عناه سيبويه بالمفاهيم الدالة على الرئة والوترين الصوتيين .
• مفهوم الاعتماد الوارد في تعريف الجهر والهمس يعني به سيبويه ( الإعاقة المخرجية ) ، وقد تمد تلك الإعاقة المخرجية ، أو التصنيف إلى ما يستوجب معه حبس النفس مما ينجم عنها صوت مجهور ، أو إضعاف الإعاقة المخرجية مع بعض الأصوات فينجم عن ذلك الصوت المهموس ، فالاعتماد مفهوم آلي في إنتاج الصوت ، ويمكن السيطرة عليه ، والتحكم به .
• عرضت الدراسة للأسباب التي تدعو إلى القول بجهر الهمزة وشدّتها ، وأبرز تلك الأسباب : أن ما يتطلبه جهر الهمزة عند المحدثين تتوافر عليه في حركة انطباق الوترين الصوتيين وانفتاحهما ، وهذه الحركة وإن بدت لبعضهم غير الاهتزاز المشترط للجهر ، فإنَّ الاهتزاز يمكن القول عنه إنه درجة من درجات الحركة بكل الأحوال ، كما أنَّ كلاًّ من الانطباق والانفتاح درجة من درجات الحركة
• أن ( العين ) الصوت الوحيد الذي نعت بالبينيّة ( = بين الرخوة والشديدة ) في ضوء مبدأ المشابهة ، أما بقية الأصوات التي طالتها الصفة – فيما بعد – فمنها ما نعت بصفة نطقية مثل المنحرف والمكرر ، ومنها ما نعت بصفة سمعية مثل الغنّـة ، فضلاً عن تعزيز تلك الصفات بالتصريح بشدتها ، أو نفي الرخاوة عنها .
• ردّت الدراسة تعميم المبرّد لعلة ( الاستعانة ) على مجموعة ( لم يروعنا )
• في ضوء الكتاب صنّفت درجات الإشراب على النحو الآتي :
- الإشراب الفمي ، أو الصويتي .
- الإشراب الحنجري ، أو النفخي .
- الإشراب الرئوي ، أو النفسي .
• فهم سيبويه للإطباق والانفتاح ينسجم ومعطيات علم اللغة الحديث ، ولاسيما الدرس الصوتي .
• لم يُسْتَثْمَرْ – بعد سيبويه – مصطلحا الإصعاد والانحدار المرافقان للاستعلاء والاستفال ، واستعملا رديفين وحسب ، والحق أنَّ الإصعاد يعد حركة عضوية متدرجة تصاحب اللسان حتى يستقر في منطقة إنتاج الصوت المستعلي إلى الحنك الأعلى ، أما الانحدار المرافق لمفهوم الاستفال فيمكن أن يقال عنه – أيضًا – إنَّه حركة عضوية تدريجية للسان حتى يستقر في موضع الصوت المستفل ، والدليل على ذلك ببساطة شديدة أن أصوات الاستعلاء لا يمكن أن تكون في المنزلة نفسها من الحنك الأعلى ، وهي في أجلى تقسيم صوتي حديث طبقية وإطباقية .
• تعريف القلقلة على أنها حركة لسانية أو شفوية مصاحبة لأصوات ( قطب جد ) في حال الوقف ينجم عنها صويت في الفـم لغرض إيضاحها .
• الصوت المرافق لأصوات ( قطب جد ) قدّمنا له تفسيرًا صوتيًا ينسجم وطبيعة الدرس الصوتي الحديث .
• استطاع الباحث التفريق بين استطالة الضاد واستطالة الشين .
• لم تحظَ الصفات المخرجية بتعليل صفاتها ، وكانت أشبه بألقاب وكنىً ، فلا علة وهذه الحال للصفات المخرجية غير ما ينجم عن مراقبة سيبويه لأداء الجهاز الصوتي ، ومن ثم تسمية الأصوات بالمواضع التي تنطلق منها .
• أن الأسنان لم تكن عند سيبويه مواضع إخراج صوتي وحسب ، كما عهدنا ذلك عند من سبقونا إلى قراءة الكتاب قديمًا وحديثًا ، وإنما هي ( = الأسنان ) بحسب قراءة الباحث – فضلاً عمّا تقدّم - :
- أصابع يشير بها سيبويه إلى مناطق اللسان المرصودة في أداء بعض الأصوات ، ومناطق اللسان عند سيبويه هي : الطرف ، والحافة ، والأقصى ، والأدنى ، والظهر ، والوسط ، والمستدق .
- وعليه فالأسنان وحدة قياس يؤشر بها سيبويه المساحة المشغولة من اللسان طولاً وعرضًا .
ج ) نتائج الفصل الثالث :
• تابعت الدراسة تطور مفهوم الإمالة من سيبويه إلى غيره من علماء اللغة والقراءات فضلاً عن المحدثين ، وبعد أن كانت الإمالة عند سيبويه النحو بالألف إلى الياء ، أو الفتحة إلى الكسرة ، توسّعت عند ابن جني لنرى الفتحة المشوبة بشيء من الكسرة ، أو الضمة منحوًّا بها إلى الكسرة ... إلخ ، وبعد أن كان شرط الإمالة عند سيبويه أن يكون بتأثير الكسرة بعد الألف ، أو قبلها ، فإنَّها عند ابن جني متأتية من تأثير الفتحة المنحو بها إلى الكسرة ، فتميل الألف التي بعدها نحو الياء .
• تابعت الدراسة تصنيف الإمالة عند ثلاث طوائف ؛ هم النحاة ، والقرّاء ، والمحدثين ، وفي ضوء الكتاب افترضنا تصنيف الكتاب للإمالة على النحو الآتي :
- تصنيفها على أساس أقسام الكلمة ( الاسم والفعل والحرف ) .
- تصنيفها على أساس الأصل ( أصل الألف اليائي أو الواوي ).
أما التصنيف الصوتي المقترح للإمالة في ضوء معطيات الدرس الصوتي الحديث ، فقد كان على النحو الآتي :
- الإمالة التقدميّة .
- الإمالة الرجعية .
- الإمالة الذاتية .
- الإمالة الدلالية .
• وفي التعليل الغائي للإمالة ؛ بيَّن الباحث أنَّ مظاهر الإمالة لا يتكفل بتعليلها قانون واحد من القوانين الصوتية ، إذ إنَّ لكل مظهر ، أو مجموعة من المظاهر حيثيات تختلف عن غيرها ، ومن ثمّ يمكن أن ينتخب لكل مظهر قانون ينسجم والطبيعة الصوتية لذلك المظهر الصوتي ، وعليه فللإمالة غايات تتنوع بتنوع المرصود من مظاهرها ، فإذا تكفل قانون الجهد الأقل بتسليط الضوء على العلة الغائية لإمالة الألف المسبوقة بالكسر ، فإنَّنا بلا شك سنتوكأ على قانون جرامونت ( الأقوى ) في الوصول إلى غاية الإمالة في الألف الذي يتنازع على إمالته الراء مع أصوات الاستعلاء .
• وفي باب الإمالة بتأثير الراء ، فإنَّه في ضوء المعايير التي يضعها سيبويه يمكننا القول : إنَّ إمالة الألف بكسر الراء أولى فيما كان أوله مكسورًا من جهتين :
- التأثير التقدمي للكسرة في الإمالة يطال الألف ، ولو كان بينهما حرفان الأول منهما ساكن ، أو كان بينهما حرف متحرّك .
- الكسرة في أوّل ( حمار ) ألزم من الكسرة في رائه ، إذ إنَّ الأخيرة متغيّرة بتغيّر الموضع الإعرابي الذي تشغله ، وكلما كانت الكسرة ألزم كانت أقوى في الإمالة .
• فيما يتعلق بالإمالة في ( حِمارِك ) نقول : إنَّ الكسرة في الراء متغلّبة على الكسرة أولاً في إمالة الألف لعلّتين :
- المضاعفة التي تستدعي سعة في مساحة الكسرة لا تتوفر للكسرة أولاً .
- الملاصقة ، إذ إنَّ الراء المكسورة تلاصق الألف حين يفصل بينهما ( = الألف ) وبين الكسرة أولاً حرف متحرّك .
• من مطلب التنازع بين الراء وأصوات الاستعلاء على الألف ، وبيان القدرة لكل منهما على استمالة الألف إلى ما ينسجم وأداء كل منهما ، وما يرافق تلك المظاهر من تعليلات تجعلنا أمام حقائق قد ترتقي إلى مستوى القواعد ، وهي :
- إذا تساوت المساحة الصوتية بين الاستعلاء والألف من جهة ، وبين الراء المكسورة والألف من جهة أخرى ، فالغلبة للراء على الاستعلاء في إمالة الألف ، نحو : ( من قرارِك ) و ( غارِب ) .
- إن الراء المكسورة كسرة لازمة ، وكانت بعد الألف مباشرة فإن لها ( = الراء ) قصب السبق في الإمالة على الاستعلاء المتقدم على ألألف ، أو المتأخر عنها ، إذ لا يستطيع إبقاءه منصوبًا .
- إذا كانت كسرة الراء التالية للألف كسرة طارئة بفعل الإعراب فإن للاستعلاء وإن تأخر عنها ( = الراء المكسورة ) القدرة على تجاوز ما لها من تأثير وإبقاء الألف منصوبًا .
• وفيما يخص مبحث الإعلال ، فبعد عرض ما ورد من تعريفات ، اقترح الباحث التعريف الآتي : الإعلال : هو التداخل الصوتي لأصوات الهمزة من الألف والياء والواو بينها وبين ذواتها وبين بعضها بعضًا لتقاربٍ في طبيعتها الأدائية فضلاً عن السياقية ، وكثرة استعمالها في الكلام ، ومن مظاهر الإعلال النقل ، والقلب ، والحذف لتأدية أغراض أدائية وبنائية ونحوية ودلالية ، والأصل فيه أن يكون في الفعل .
• العلّة الغائية للإعلال لا تنتهي عند مطلب الخفة ، أو العمل من وجه واحد ، فالإعلال هو العصا الصوتية التي يطلب بها التخفيف فضلاً عن مآرب أخرى ، إذ إن بعض مظاهر الإعلال لا يطلب بها التخفيف ، وإنما يطلب بها التمييز بين الأبنية ، أو أن يكون إمارةً على الأصل الذي ينحدر منه الصوت .
• تابعت الدراسة جميع العلل الصوتية المرافقة لقواعد الإعلال بأنواعه الثلاثة من خلال :
- عرض نص التعليل .
- تحليل نص التعليل .
- الموازنة بين معطيات النص الصوتية ومعطيات الدرس الصوتي الحديث .
• اعتمد الباحث رأي الدكتور ( هنري فليش ) في مظاهر القلب .
• ناقش الباحث رأي الدكتور عبد الصبور شاهين في مظاهر القلب ، وردَّ ما تعلّق منها بقلب الواو همزةً .
• بيَّن الباحث اضطراب مفهوم سكونية أصوات المد ، ذلك المفهوم الذي اعتمده الكتاب في تفسير كثير من المظاهر الصوتية .
• اضطراب مفهوم بعضية الحركات من أصوات المد .
• اقترح الباحث تصنيف أنواع الإعلال بالحذف في ضوء معطيات الدرس الصوتي الحديث ، على النحو الآتي :
- التعليل الصوتي لحذف القمة .
- التعليل الصوتي لحذف القاعدة .
- التعليل الصوتي لحذف المقطع .
• اقترح الباحث في ضوء معطيات الدرس الصوتي الحديث أربع قواعد تعتمد في تعليل بعض المظاهر الصوتية في الإعلال بالحذف ، وتلك القواعد هي : قاعدة اتحاد المزدوج ، وقاعدة الانشطار ، وقاعدة حذف المزدوج ، وقاعدة اتحاد المصوتين ، وهي جميعًا سبل للتخلص من الثقل المرافق لتلك المظاهر الصوتية .
د ) نتائج الفصل الرابع :
• العلة الغائية للإبدال هي الميل إلى التقريب بين الصوتين المتقاربين أو المتجاورين تيسيرًا للعملية النطقية ، واقتصادًا في الجهد العضلي .
• تابعت الدراسة العلل الصوتية لمظاهر الإبدال بين الأصوات على مستوى الصوامت ، وكثيرة هي التعليلات الموافقة لمعطيات الدرس الصوتي الحديث .
• أظهرت ( تاء الافتعال ) نمطين في التعامل الصوتي مع أصوات العربية ، وذلك على أساس من أنواع التأثير الصوتي ، وعلى النحو الآتي :
- التأثير الرجعي لتاء الافتعال مع الواو والياء إذا كانتا في موضع الفاء من ( الافتعال ) ، فقد استطاعت التاء ابدالهما تاءً ثمّ إدغامهما ، وهنا كانت الغلبة في التأثير للتاء على الواو والياء ، لأنهما أضعف في الأداء من التاء ، ذلك الصوت الانفجاري قياسًا إلى صوتي الواو والياء الواسعي المخرج .
- التأثير التقدمي لأصوات الإطباق والدال والذال والزاي والسين والثاء على تاء الافتعال ، إذ استطاعت تلك الأصوات من موضع الفاء في ( الافتعال ) التأثير في التاء وإبدالها إلى ما يجانس تلك الأصوات ، أو يماثلها .
• في ضوء التحليل الصوتي يمكن القول : إنَّ الواو المبدلة ميمًا في ( فو ) أبدلت بناءً على أنَّ ( الواو ) مدّيّة لا على أساس كونها نصف صامت ، ومن ثم تعرضت تلك الواو المدّيّة إلى الانشطار ، فأبدل نصف الصائت منه ميمًا .
• كان من نتائج الدراسة الإجابة عن السؤال الآتي : لماذا الميم هي البديل للنون إن تلتها الياء ؟ .
• العلل المرافقة لقواعد الإبدال ومظاهره ليست بالضرورة صوتية ، فقد تكون صرفية نحو إبدال الكاف شينًا في الوقف على كاف المؤنث للفصل بين المذكر والمؤنث .
• الوقوف على الآلية التي اعتمدها من قبل سيبويه لتحديد موضع كل من القاف والكاف .
• خصّ سيبويه مفهوم الإدغام بالتعامل الصوتي للصوامت ، أما الإمالة فقد خصّ بها التعامل الصوتي للصوائت ولاسيما الألف والفتحة ، والياء والكسرة .
• شابه الإدغام الإمالة في :
- العلّة = المشابهة والتقريب .
- الغاية = الخفة والتمييز .
- الأداء = العمل من وجه واحد .
• لا يغطي مفهوم الإدغام مطلق تأثيرات الأصوات في بعضها ، إذ إن كل الأصوات تمارس التأثير والتأثر ، وتحكمها في ذلك سياقات صوتية معيّنة ، والمماثلة في مفهومها أعمّ من الإدغام ، وإن عدّ الإدغام من أكمل صورها .
• تصنيف الإدغام في ضوء قانون المماثلة .
• في ضوء نصوص الكتاب خلص الباحث إلى أنَّ العلة الغائية للإدغام هي العمل من وجه واحد ، فضلاً عن التخلص من معاودة استعمال اللسان من موضع واحد ، ففي ذلك جهد عضلي لا يخفى على من يتصوّر ذلك باختبار كلمة يتردد فيها الصوتان المتماثلان بشكل متلاصق .
• التعليل الصوتي لا يعني التلازم الحتمي بين العلة والمعلول ، فإذا تدافعت الغايتان الأدائية والدلالية في سياق صوتي يحقق الإدغام ، فإنَّ المؤدي سيتجشّم عناء الأداء الثقيل تحقيقًا للغاية الدلالية ، لأن مهمة اللغة مهمة إبلاغيّة لا نظميّة .
• سجّلت الدراسة مفارقة ، وهي أن سيبويه كان يحمل ما يجري من الإدغام في ( حيَّ ) على ما يجري في ( ودَّ ) ، بعد أن أخرج الياء الثانية في ( حيِيَ ) من دائرة المعتل إلى دائرة الصحيح بفعل ملازمة الحركة لها ، غير أنَّه قال بوجوب إدغام ( ودَّ ) وجواز الإدغام في ( حيَّ ) على الرغم من أنَّ كلا المثالين أخضعهما لقوله " ما كانت عينه ولامه من موضع واحد ، فإذا تحرّكت اللام منه وهو فعل ألزموه الإدغام " .
• في ضوء نصوص الكتاب ، أسست الدراسة لمفاهيم صوتية أهملها القدامى والمحدثون ، وإذا التفتوا إليها فإنهم يذكرونها بمسميات أخر ، وتلك المفاهيم هي ( المعاودة ) و ( المهلة ) .
• على الرغم من تحقق شروط الإدغام الأدائية فقد سجّل البحث علّتين يمتنع إدغام المتماثلين المتصلين بوجودهما .
• في إدغام الأصوات المتقاربة قسّم سيبويه الحديث عنها على ثلاثة مستويات هي :
- الأصوات التي لا تدغم .
- الأصوات التي لا تدغم في مقاربها ، ويدغم المقارب فيها .
- الأصوات التي يدغم بعضها في بعض .
• لم يكن التأثير لأصوات الميم والراء والفاء والشين تأثيرًا تقدميًا ، وإنما كان تأثيرها رجعيًا عند تلي الأصوات المقاربة لها .
• وضع سيبويه معايير خاصة لتجويز إدغام لام ( هل ، وبل ) وهي : الأحسن ، والجائز ، والضعيف ، والأضعف ، والأقبح .
• إنَّ الناظر إلى نهج سيبويه في تعليل مظاهر الإدغام في الأصوات المتقاربة يكتشف أنَّه يعمد إلى المجاميع الصوتية المتوسطة ، لأنها توفّر له الفرصة في تعليل مظاهر الإدغام بتغليب بعض الصفات على بعض ، بل قد تغلّب الصفة على المخرج فضلاً عن أنَّ هذه المجموعات تراعي كون بعض الأصوات منطقة ريط واتصال بين أصوات متباعدة ، فالزاي مثلاً تحتل موقعًا وسطًا بين مجموعة الصاد والسين مكوّنة بذلك المجموعة الصفيريّة ، ومجموعة أخرى تتكون من الدال والثاء والظاء تشترك فيها الزاي والظاء في الجهر ، ويقترب صوت الثاء من هذه المجموعة من صوتي السين والصاد لاشتراكه معهما في صفة الهمس .
ثالثا :التوصيات :
- يرى الباحث ضرورة أن يعاد تحقيق الكتـاب تحقيقًا يأخذ بنظر الاعتبار كل النسخ التي تصلح للتحقيق ، أو التي تتضمن الإشارة إلى مسائل مختلفة لتكون هناك سعة في مناقشة كثير من الآراء التي بنيت في ضوء هذه النسخة المحققة تحقيق عبد السلام هارون .
• العمل على تحقيق شرح السيرافي لكتاب سيبويه ، والتوجيه إلى ذلك بغية توفير النص المساند للكتاب المعين على فهمه ، فضلاً عن الوقوف على الجهد اللغوي للعلم من أعلام العربية .
• القول بأن الباحثين من قبل ومن بعد لم يبقوا من الكتاب ما لم يدرس قول مبالغ فيه ، فما زال الكتاب نديًا خصبًا للدراسات العليا ، ولاسيما لمن تجشّم صبر المتأمل ، وعناء المجد المجتهد ، فكلما هزّت سباك اللغة نظرية جديدة فزع طلابها إلى القديم يطلبون منها مصدقيتها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى