السيد فرج الشقوير - زينةُ..

زينةُ..
أيّتها الصّغيرةُ...
الكانت تلعبُ الستّاويّةَ مع التّماسيحِ
بِسُمرةِ الشّيكُولا المُهداةُ منْ شمسِ افريقيا
تُصاحِبين برّمائيّات شتّى
وتفتُلين حبل الوصلِ من ضفائركِ المجعّدة
مَراجيحاً تتشعلَقُهَا الكائنات
زينةُ... الّتي تجلسُ بين الجنوبِ والشّمالِ
سودانية العشب...
بِباطينِ يعرَقانِ صَندلاً
يا الّتي اخترعتها جاذبيّة صدقي ذاتَ حلمٍ روائي
وقرّرتها الحكومة...(المهتمّة بالتعليم)...
ومكافحةِ الفيروسات المتطرّفة
ليُردّدها التلاميذ كي لا يصبحوا ثُوّاراً غدا
وتُقنعَهم..
أنّ السّودان غير قابلٍ للقِسمةِ
زينةُ...
يا الّتي فرشَحَتْ رجلَيها كسِنديانةٍ...
لتضمن الأعراق...
تحت مِرطِها الكتّاني
لتُبقي النوتيلا مضطّجعة فوق البازلتِ
تَعجّلتْكِ جاذبيّة صدقي كعَادةِ الرّواة....
وقد كنّا رفيقيّ دراسة
فدرَّستكِ الطّبّ في القاهرة..
الّتي لا تُعيرُها أكسفورد اهتماما
وأرجعتكِ للخرطومِ على عَجَلة
مُحمّلة بالكوتيفان... ومُذيبات البلغم
كبرتِ يا زينة مُختَزلة
كالحبُوبِ المُنوِّمَة...
والتي ما زالَ هيكلُ يكتُبها منْ قبرِه
وأنا جالسٌ في حضن طفولتي..
على مرمى صفحتينِ
أطالعُ فانتازيا سلامبو والأسد
وأعيش طفولةَ البلوطِ في سذاجة بكّار
زينةُ يا أبنُوسَتِي التي صنَعت من نفسِها عُكازاً..
قبل أن تجف
ماذا لو تمهَّلتِ مسافةَ أنْ يكْبُرَ الماهُوجني
سلامبو ما زالَ يُصارع
وجرحَهُ كالبعَاعِ...
تغشَّى الطبيعةَ ذاتَ انفرادٍ...
فلمْ تحْملْ حمْلَها رغم فضِّ البَكارة
ولا اثّاقلتْ كالحَبالَى
أيّتها الطبيبة بلا مشفى...
كالبجعات بلا بحيرة
زينة....
يا منْ غادَرَتْنِي في كتابِ الهَجَاء...
ونَمَتْ فجأةً كَالحُلُولِ الألفِ ليلِيّة...
حين تُقدِّمها العفاريت كزُبدة ليل
ودخلت موت المعاش على مقهى المقعدين..
ترقبُ الميراسيديوم يسبحُ في دماءِ السافانّا
وتُأمّنُ خلف البلشون المرتل...
(والمُؤْتَفِكَةَ أهْوَى * فغَشَّاهَا مَا غَشَّى
وتُخفِينَ....
(أنّى يُحي هَذِهِ اللّهُ بعدَ مَوْتِهَا)
.............................................
السيد فرج الشقوير
مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى