خليل حمد - فالج لا تعالج: ربع الساعة الأخير، والشيطان يكمن في التفاصيل الأرقام لا تكذب. والارقام تقول لنا الكثير.

[SIZE=22px]فايروس الكورونا اللعين ينتشر ويتسع انتشاره. يتغول وينتشر بصورة انفجارية. الفايروس يحب التجمعات ويحب الحفلات. الفايروس يكره الاغلاق ويكره الكمامات. الخارطة الوبائية مخيفة وتفاصيل ما يجري مرعب. تردد المسؤول في اغلاق محافظة جنين فجابها في بضعة أيام في حوض نعنع. جنين تتصدر قائمة الاصابات اليوم وتحصل على المرتبة الأولى. يعلق الدكتور احمد حمارشه
DrAhmad Hamarsheh
"لنا الصدر دون العالمين او القبر"!! الإصابات الجديدة : جنين (362)- أعلى رقم في فلسطين !!
[/SIZE]
جنين اليوم 362 اصابة. رقم مخيف يعني الكثير، ويقول لا بد من اغلاق الاسواق.
والمسؤول توانى عن اغلاق رام الله والبيرة فحصلت على المرتبة الثانية. 300 بالتمام والكمال عدد الإصابات هناك، والحبل على الجرار.
الخليل محافظة رفضت الاغلاق تأتي في المرتبة الثالثة، وعدد اصابات 256 والأيام القادمة حبلي بالمزيد، ذلك لان الفايروس يتغول من خلال التجمعات، وحصاد ما جرى من تحشيد لم تظهر بعد.
إذا الحالة الوبائية مرعبة حتى دون الدخول في التفاصيل، لكن ماذا لو تعمقنا فيما قاله الدكتور باسل بواطنه مدير مستشفى شافيز حسب ما هو متداول على النت؟!
إذا صح ما قال بواطنه وهو عالم ببواطن الامور، لكل انسان من اسمه نصيب، وصح المقال، فان كلمة مرعبة لم تعد مناسبة لوصف الحال، وصار لا بد من اختراع كلمة جديدة تصف تردي الحال وصعوبة المآل.
يقول الحكيم العالم ببواطن الامور" نواجه حالات غير قادرين على تفسيرها وسيناريوهات مخيفة لبعض مرضى كورونا" نكتفي بهذا الاقتباس من التصريح ولا داعي للدخول في التفاصيل في هذا الخصوص فالشيطان يكمن في التفاصيل.
ويضيف الدكتور بواطنه "لم يعد الكورونا يقتل كبار السن فقط، فقد تم تسجيل حالات وفاة عديدة في أوساط الشباب، ومصابين لم يكن لديهم امراض مزمنة"، يعني أصبحت الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، وما حدا يا جماعة يحط ايده في مي باردة.
الأرقام لا تكذب. عدد الحالات في المستشفى المذكور لوحده على أجهزة التنفس 75 حالة حاليا...فماذا سيفعلون في المستشفى إذا جاء المزيد من الحالات والاصابات مرشحة حتما للازدياد؟
فهل تكفي كلمات مخيفة، ومرعبة في وصف الحال؟ لا والله.
على كل حال...ما دامت الأمور قد وصلت الى ما وصلت اليه، وأصبح الحال على هذا المنوال فما العمل؟
ان كنت من عشاق الحياة، وتختار الحياة على الموت فلا تقف مكتوف الايدي. ولا تتسمر امام الطوفان:
قال تعالى: ﴿وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ* قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ﴾ [هود: 42- 43].
لا عاصم اليوم من امر الله. ولا بد من بذل الجهد للنجاة. صار العيش اشبه بالسير في حقل الغام. اقل خطأ قد يعصف فيك ويعجل في آخرتك.
الأرقام لا تكذب. عندما كنت اعمل في شركة التأمين قبل سنوات، اطلعت على معلومة إحصائية مهمة ومثيرة للاهتمام. نسبة عالية جدا من الحوادث تقع في اخر 100 متر الى مكان الوصول اثناء قيادة السيارة.
هذا مؤشر ان الانسان قد يظل شديد الانتباه خلال القيادة لمسافة طويلة، حتى إذا اقترب من المنزل تشتت ذهنه وقل تركيزه، ووقع ضحية لحادث سير لا على البال ولا على الخاطر في ربع الساعة الاخير.
هذا على ما يبدو يحصل مع الحريص من العدوى، ويبذل جهده من اجل الوقاية، ويلتزم بالتعليمات لكنه كمن يسير في حقل الغام، يظل شديد الانتباه حتى إذا كاد يصل الضفة الأخرى وقع في مطب فتناثر. الغفلة لا ترحم الشطار. لا بد من الانباه حتى الخطوة الأخيرة.
أيضا قد تلتزم بكل إجراءات الوقاية وترتدي الكمامة وتمتنع عن التسليم و.و.و لكنك في لحظة غفلة تتهاون في تطبيق الإجراءات فتكون مثل السائق الذي يتبع قوانين السير ويظل شديد الانتباه حتى اذا اقترب من المنزل أعمت عيونه الغفلة فتسبب في وقوع حادث.
اننا في ميمعة الجائحة نحتاج إذا أردنا النجاة ان ننتبه للتعليمات خاصة في ربع الساعة الأخير. يعني لا مجال للتراخي ولا مجال للغفلة ولا مجال لوضع السلاح قبل انتهاء المعركة. لا بد من الحرص الكامل والمستمر والا على الاغلب أنك سوف تصاب ويصبح ما بقي من عمرك في مهب الريح.
أيضا نقتبس من علم الإدارة هذا الاصطلاح " الشيطان يمكن في التفاصيل". نسمع الكثير من الناس بأنهم أصيبوا وهم لا يعرفون كيف! ومن اين جاءت الإصابة! والاغلب ان هؤلاء الناس لا يهتمون بالتفاصيل التي يكمن فيها الشيطان.
قد ترتدي كمامة وقد تتباعد اجتماعيا لكنك في لحظة غفلة او حياء ترتكب خطا في تفاصيل ما هو مطلوب منك من إجراءات، قد يكلفك حياتك.
لا بجوز ان تهتم بالخطوط العريضة فقط وتترك التفاصيل ليعبث فيها الشيطان. لا بد من الاهتمام بأدق التفاصيل والا عليك توقع المصير.
انها عدوى فيروسية يا الحبيب ولا ينفع معها الدواء ولا الطبيب.
قاسية ونار حامية، وقد تكون قاتله وفايروس لعين يتحين الفرصة لينقض على جهازك التنفسي فلا تتركه يصل اليك.
اهتم بكل تفصيل قد يودي الى وصول الفايروس الى خشمك او حلقك، والا فعليك ان تتوقع بأنه سيصل اليك ذلك لان الشيطان يكمن في التفاصيل والفايروس ايضا.
وسلم علي يا ولدي سلم على ... وجابلي الدور.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى