محمد عباس محمد عرابي - إشكالِيّةُ المُصْطَلح الَبلاغِي (دراسةٌ تطبيقية في مُصْطَلحاتِ عِلم البديع) للباحثة ماجدة فاخر شامخ المذخوري -عرض-

إشكالِيّةُ المُصْطَلح الَبلاغِي دراسةٌ تطبيقية في مُصْطَلحاتِ عِلم البديع ،رسالة تقدّمت بها الباحثة/ ماجدة فاخر شامخ المذخوري في محرّم/ 1425هـ - نيسان /2004م إلى مجلس كلية الآداب في الجامعة المستنصرية ،وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها، بإشراف الأستاذ الدكتور /حسن يحيى الخفاجي، وفيما يلي نص مكونات الرسالة ،ونتائجها كما ذكرتها الباحثة/ ماجدة فاخر شامخ المذخوري في رسالتها إشكالِيّةُ المُصْطَلح الَبلاغِي(دراسةٌ تطبيقية في مُصْطَلحاتِ عِلم البديع)
مكونات الرسالة :
تكونت الرسالة من مقدمة و ثلاثة فصول على النحو التالي :
المقدمة: بينت الباحثة فيها سبب اختيارها للموضوع ومنهجها الذي اتبعتهُ فيه . ثم تلا هذه المقدمة تمهيد أوجزت الباحثة فيه لفقرتين؛ تكفّلت الأولى بالحديث عن نشأة وتطوّر المصطلح البلاغي . أمّا الأخرى فاقتصر الحديث فيها عن مفهوم الإشكالية وما يدعو إلى الاهتمام بها .
الفصل الأول: فكان نصيبه هو الحديث عن الأسباب والدوافع التي أدّت إلى الإشكالية، و قصدت بها الباحثة الأسباب الخارجية متمثلة بالعامل البيئي والنفسي والثقافي، والأسباب الداخلية المتمثّلة بتكوين المصطلح واختلاف تصورات الواضعين له، وكذلك بالتحسين العرضي والذاتي ، ثم أردفت الباحثة ذلك بعرض لأنواع الإشكالية التي نتجت عن هذه الأسباب .
الفصل الثاني والثالث :فقد عرضت فيهما الباحثة للمصطلحات التي حصل فيها الإشكال، وهي ثمانية عشر مصطلحاً من مصطلحات البديع الكبرى، التي حملت عنوانات هذه المادة، وقد رتبتها ترتيباً هجائياً، بعد أن وزعتها على مستويين على النحو التالي :
الفصل الثاني : تضمن مصطلحات المستوى الإيقاعي، مثل: (التشريع والتصدير، والجناس، وغيرها).
الفصل الثالث: فكان لمصطلحات المستوى الدلالي، مثل: (الاستتباع، والاستطراد، والرجوع، والمذهب الكلامي، وغير ذلك) .
وقد جعلت الباحثة التوشيح ومراعاة النظير والمطابقة ضمن مصطلحات المستوى الايقاعي، مع أنها مصطلحات دلالية؛ وذلك لما تحمله من انسجام إيقاعي.
أمّا منهج البحث فكان منهجاً تاريخياً وصفياً، مع الإفادة من المنهج النقدي أيضاً
وقد رأت الباحثة أن يكون الحديث عن المصطلحات الكبرى واحداً، وهو إيراد المعنى الاصطلاحي لكل مصطلحٍ، ثم التمثيل له بآي من الذكر الحكيم ما عدا المصطلحات التي يندر مجيئها في القرآن الكريم مثل التشريع والرجوع .
وبعد ذلك عرضت الباحثة للإشكال الذي حصل للمصطلح المعني من خلال متابعة مراحل تشكله الأولى، ثم تطوّره واستقراره؛ لتطرح بعد ذلك محاولة متواضعة لاختيار المصطلح الأنسب، ثم معالجة الإشكال الذي حصل فيه .
نتائج الرسالة :
تناولت الباحثة إشكاليّة المصطلح البلاغي وطبقت دراستها في فرع من فروع البلاغة وهو علم البديع، وذكرت الباحثة أبرز النتائج التي توصلت إليها وهي بنصها كالتالي :
أظهرت الأسباب الخارجية من الفصل الأول آثارها في عملية وضع المصطلحات ونمّوها ثم استقرارها، إذ كشف العامل البيئي عن ظهور مصطلحات عديدة استقاها الواضع من محيطه، مثل الترصيع والتسميط والتقطيع والتوشيح والسجع، وغير ذلك كثير.
أمّا العامل النفسي فكان وراء تغيّر بعض المصطلحات وابتداع الأخرى عند بعض البلاغيين، مثل تغيّر الجناس إلى المطابق والمطابق إلى التكافؤ، والإفراط في الصّفة إلى المبالغة عند قدامة بن جعفر، وكذلك تغيّر التوشيح إلى الإرصاد عند ابن الأثير.
وكشف العامل الثقافي عن أهمية المدرستين الأدبية والكلامية وذلك في إظهار الميّزات الثقافية-الذاتية والمكتسبة-التي يحملها الواضع المعيّن، والتي تجلّت في اختياره للمصطلحات ومدى تطابقها مع مسمّاها من جانب، وتعريفها وتقسيمها وتبويبها من جانب آخر، ،أمّا بحس أدبي، مثل مجاورة الأضداد، وحسن الخروج وإصابة المقدار، أو بحس منطقي، مثل الغلو والمبالغة والاستتباع والتوجيه وغير ذلك.
أمّا الأسباب الداخلية فقد عُنيت بإظهار عملية تكوين المصطلح وتطابقه مع مسمّاه، وأثر ذلك في اختلاف تصورات الواضعين له، ثم ظهور ما يُعْرف بالتحسين الذاتي والعرضي .
وبصورة عامّة، فإنّ هذا الفصل كشف عن تشابك هذه الأسباب وتظافرها في وضع المصطلحات وتطورها ثم استقرارها من ناحية، وفي إظهار الاضطراب والالتباس الذي حصل في كثير منها من ناحية أخرى .
وبعد متابعة دوران المصطلحات في المؤلفات البلاغية المختلفة، حصد البحث ثلاث إشكاليات تسببّت عن هذه العوامل، وهي تداخل المصطلحات، التي كشف البحث عن لونين منها، هو تداخل البديع مع علوم البلاغة الأخرى، في مصطلحات مثل الالتفات والاعتراض وغير ذلك. وتداخل مصطلحات البديع مع مصطلحات بديعية أخرى مثل الطباق والجناس. والتشريع والتوشيح .
أمّا الإشكال الثاني فهو شيوع المصطلح أو عدم شيوعه، وقد تطرّق البحث إلى ذكرها معاً، منوّها إلى أنّ الشائع منها، هو الذي تمثله مصطلحات البديع الكبرى التي ذاعت شهرتها في المؤلفات المتخصصّة، ومنها الثمانية عشر مصطلحاً التي حملت عنوانات مادة الفصلين الأخيرين.
أمّا الإشكال الثالث والذي تعرّضت له معظم مصطلحات البديع، فهو تعددّ المصطلحات.
وتجلّت صورة هذه الاشكاليات في مادّة الفصلين الثاني والثالث، فظهر تداخل مصطلحات البديع مع مصطلحات بلاغية أخرى، مثل تداخل تأكيد المدح بما يشبه الذم مع الاستثناء، والتورية مع التخييل، والرجوع مع الاستثناء، ومع الاستدراك .
وكذلك تداخل مصطلحات البديع مع مصطلحات بديعية أخرى. مثال ذلك تداخل التشريع مع التوشيح، والتصدير مع الترديد ومع التوشيح، والجناس مع المطابقة، والاستطراد مع حسن الخروج، وغير ذلك .
أمّا المصطلحات الشائعة أو عدمها فقد كشفت عنها موضوعات هذين الفصلين، وكذلك المخططّات التوضيحية التي خُتمِت بها هذه الموضوعات إذ حمل كل موضوع أو مخطّط الاسم الشائع للمصطلح .
وكان النصيب الأوفر من هذه الاشكاليات، لتعدّد المصطلحات. فقد تعرّضت له معظم مصطلحات البديع، لاسيّما الجناس والسجع، إذ ظهر أنّهما أكثر فنون البديع تفريعاً وتقسيماً فضلاً عن تعدّد المرادفات .
وفي آخر كل موضوع اتّخذت الباحثة موقفا في اختيار المصطلح الأنسب، مع محاولة متواضعة في معالجة الإشكال الذي حصل، فاقترحت أن تكون المصطلحات ذات المفاهيم الواحدة تحت مصطلح عام، مثل التصدير والجناس والترديد والتبديل وتشابه الأطراف، التي يمكن ضمّها في مفهوم واحد أو مصطلح واحد هو تكرار اللفظ، وكذلك في حال تأكيد المدح بما يشبه الذم والاستثناء البديعي، فإنّها يمكن أن تكون بتسمية واحدة هي الاستثناء الفني، أمّا الاعتراض وتجاهل العارف والرجوع والاستثناء الفنّي-بمسميّاته-فإنّها تكون تحت مصطلح الاستدراك. وهكذا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى