سعيد كنيش - التطبيع خيانة.. والمطبع خائن.. والصمت تواطؤ

التطبيع مع الكيان الصهيوني خيانة والمطبع خائن والصمت تواطؤ، هذا هو المنطلق و الجواب على كل متلعثم أخرس أو جبان ، بلا لف أو دوران ولا فذلكة في الكلام أو الهروب أماما أو خلفا أو الجلوس بين المنزلتين.
الخائن سيظل دائما رعديدا وساقطا يقلب ويغير مواقفه، ويبحث عن مبررات ليخفي بها عاره. سيبقى أمام سيده ومشغله الذي يحتمي به، صغيرا وضعيفا يقدم التنازل وراء التنازل، طالما أن سيده بحاجة إلى تحويل الانتباه عن الأمور الاساسية والمترابطة في سياسة التطبيع وهي:
 دعم جريمة احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين وتشريد شعبها، و مكافأة المحتل على جرائمه المستمرة في الاستيطان والضم والتهويد والقتل والحصار والتمييز العنصري.
 التنكر لمقاومة الشعب الفلسطيني وإصراره البطولي على حقوقه في الاستقلال والعودة وبناء دولته الديمقراطية الفلسطينية وعاصمتها القدس؛ وذلك في أحلك الظروف.
 الخضوع للتوسع الصهيوني كقوة إقليمية حامية متعطشة للتوسع والهيمنة.
سيظل الخائن يبرر سياسة التطبيع من خلال تسويق "مشاريع للسلام" التي تتناسل عناوينها بلا آخر ليخفي عورته. فهل حمت في يوم هذه المشاريع الاستسلامية حقا من الحقوق المشروعة أو قرارا دوليا واحدا. فالساقطون في هاوية خيانة التطبيع من الذين نسميهم تشبها ومجازا بالنخب السياسية والثقافية، وهلم جرا...، ؛ لن يصعدوا، وسيظلون يحفرون بأيديهم في قعر هاويتهم، لأن طريق الخيانة ليس له من قاع.
لم يكن قرار التطبيع مفاجئا ، فالعلاقة السرية مع "العشيقة" قد طالت ونضجت لتثمر، وجاء زمن القطاف وتحصيل المنتوج. ولأن من ساعد بالأمس في قيام المشروع الصهيوني وضخ في شرايينه الآلاف من اليهود المغاربة الذين اقتلعوا من جدورهم ذات ليلة ظلماء، ليصبحوا ويمسوا صهاينة قتلة عنصريين؛ و جاءت مرحلة القفز في الهواء للبحث عن متنفس للخروج من حالة الاغماء بسبب المأزق التاريخي الذي يعيش فيه النظام المخزني. مأزق الاستبداد والعمالة للمستعمر قديمه وجديده. فالاستبداد والعمالة هما صنوان لطبيعته.
أما الذين يدعون أن هول المفاجأة صدمهم ليبرروا صمتهم، أو فضلوا تحمل الجلوس بين مقعدين، ليداروا خوفهم من صاحب النعم في انتظار "اتضاح الامور وانقشاع الغيوم"، كما تعودوا أن يفعلوا ويسفسطوا في كلامهم عند وقوع الواقعة. فلهم ان يستريحوا فقد أمسى الغزاة الجدد مشاركين في صياغة تاريخ البلد القديم و الحديث، وروايتهم لهذا التاريخ هي التي ستدرس للناشئة في المدارس. ولمن لا يعرف فالصهاينة تمرسوا في صناعة الاساطير إلى درجة العبادة، ولهم باع طويل في نسج الاباطيل، وباتوا يشكلون مدرسة تفوق ما تعلموه عن "غوبلز" ونظريات "كوستاف لوبون" في كيفية صناعة والتحكم في وعي الجماهير وقيادتها.
ولأن المعركة حول التاريخ قد بدأت ، أي بداية الطريق لغزو الذاكرة، وتسويق العدو كشقيق والشقيق الجار الذي أمسى عدوا. أما ما تعلمناه من تاريخنا عن المقاومة وأبطالها وأشعارها وأغانيها فسيرمى بها في دهاليز المتاحف القديمة ومعاجم المتخصصين. فالعهد الجديد جاء ليبشرنا بالمنجزات مفتاحها سيكون بالاتحاد مع العدو، لذلك فالمقاومة لن تكون إلا شاملة أو لا تكون.
اليوم وقد صارت الرباط واحدة من بين العواصم المطبعة واختارت الاعلان رسميا عن الدخول في ملكوت أمريكا واسرائيل، وأصبحنا في منطقة عرضة للعواصف، فلا وهم في نجاة بعد اليوم لمن اختار التأفف أو التلكؤ أو التردد أو التخاذل؛ فالعدو لم يعد بين ظهرا نينا وقد دخل البيت من مصراعيه، أما فلسطين بلدا وشعبا وقضية فلا خوف عليها، فهي تنبؤنا أنها أينما حلت فكل شيء قابل للانفجار.

سعيد كنيش تمارة في 23/12/2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى