رضا أحمد - ضحية رغم أنفه..

الحب منجل صبور جدًا
يقوم بعملنا غير النظيف
دون أن يلوث أيدينا بقطرة دماء.
أن تعيش هيكلًا عظيمًا لقلب أبيض
بساق لينة
ورأس هش تحمله الريح في كل اتجاه
وتعاني كثيرًا في نظافته؛
لا يعني إنكَ ستفنى هكذا
زهرة
بقطفها تنتهي وظيفتها في إسعاد المارة
ونفث البراءة النادرة
في مسام الحياة.
زهرة مثلك
تصير فيما بعد ضمادة لجُرحٍ
ملاءة سرير عرس
قميصًا زهريًا لمراهقة تعبث بأنوثتها
أمام المرآة
أو ستارة تحجب الحقيقة بالأصباغ القاتمة.
ها أنت الآن منتهكًا في جوالك المغبر
محمولًا على الأكتاف
تتذكر
كيف انتزعت براءتكَ
فلاحة بعيون واثقة؛
لوزة قطن هادئة بجوار أخواتها
كنتَ
تبتسم للشمس.
بذلتكَ الأنيقة لا تشفع لكَ
صوتكَ المبحوح العالق في اسمها،
تنهيدتكَ المفتولة بعصارة الرغبة،
سقوطكَ الحاني فوق كفها الصغير،
عشك الهادئ جوار شجرة النبق
لن يذهب بكَ إلى جنتها،
والقطط التي نهبت مقامكَ
أفرغت عينيها على الطرقات؛
قلبكَ رقيق جدًا
وريشكَ مجدول بالنور،
في الليل تذبل
تختنق بوحدتك في الخريف
وحبيبتك تغوي ذئبًا على القمر
ليحطم أنيابه
ويطير.
حين تركتك وحيدًا
كنت لا تزال قادرًا على العدو وراء الفراشات
ودفقات الضوء
بكيس جوافة وحزمة جرجير،
لم تنظر خلفك أبدًا،
عادت لتسأل: كيف وجدتني؟
قلت: رأيتك كل يوم تأكلين قلبي نيئًا
كما لو كنتِ لا تعرفين الطهي.
تذكر حزنكَ
حين رأيت رجلًا يهرب من نافذتها
كم وددت لو كان لصًا وليس عاشقًا؛
ليندس في الليل
ويسرق قلبكَ الأعمى
الذي رغم نباحه الدائم
حول بيتها
مازال يخدمها بحب!
  • Like
التفاعلات: فهد العتيق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى