حمود ولد سليمان "غيم الصحراء" - أيديولوجيا الكسكس

1/
(لا اللغة العربية ولا الدين ولا السياسة استطاعت أن توحد أبناء شمال أفريقيا . وحده الكسكسي او علي الأصح سكسو طبق الملك ماسين يسا
من جمع أبناء هذه المنطقة. أخيرا وفي ملف موحد قدمته 4 بلدان هي :الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا أدرج الكسكسي سكسو في لائحة التراث الإنساني من قبل اليونسكو)
هكذا كتب أمين الزاوي في تدوينة له علي صفحته وقد أثارت تغريدته رددوا كثيرة . اعتبرها البعض سخرية جارحة من الثقافة العربية وآخرون رأوها جرأة وغرابة معهودة من أمين الزاوي الذي يصنف عندهم مناهضا للإسلام والعروبة .
لا نعرف كثيرا الأستاذ أمين الزاوي . رغم شهرته الأدبية. لم نقرأ له كثيرا . سوي مقالات دأب علي كتابتها في صحيفة العرب . ومع ذلك فإننا نرى أن مقولة الزاوي تعكس نقدا لاذعا للواقع العربي بكل خيباته وليست تنقيصا او كراهة للعرب والاسلام
الكسكسي او سكسو . طبق الملك ماسينيسا له تاريخ عريق ضارب في جذور الذاكرة الأمازيغية /العربية.
الكسكسي الذي نعرفه جيدا . ليس ارستوقراطيا
عندنا في موريتانيا تأكله كل الخلائق . وليس له طقس معين . يحضر في كل المناسبات ويتساوي فيه الفقير والغني

الكسكسي من أين جاءت التسمية ؟ عربية . أمازيغية
لست أدري ؟؟ ولماذا استطاع الكسكي دون غيره أن يلملم أقطار المغرب العربي؟

2/
الكسكسي الذي صنع القرابة . اصبح أيديولوجيا تجمع المغرب العربي الكبير . لذا لك فإن تاريخ الريادة الكسكسية مهم جدا لإرتباطه باليقظة الذاتية.
في مقالته المغرب العربي يوحده الكسكس/في القدس العربي كتب الأستاذ يقطين: (ان الجزائر ترغب في الاستئثار بما يوحد المغاربين مدعية أنه في ملكيتها دون غيرها)

هل الكسكي جزائري ام مغربي ؟

يقودنا هذا دائما الي الصراع العربي الثقافي الذي لا ينتهي . صراع الأطراف مع الوسط وصراعها فيما بينها . ذالك الصراع الذي دار حوله
حوار المشرق والمغرب في القرن المنصرم بين عملاقين من عباقرة الفكر العربي الحديث حسن حنفي والمرحوم محمد عابد الجابري . والذي لايزال يلقي بظلاله . ويحضر في صورة أنساق مضمرة هنا وهناك
قبل سنوات تنازعت الجزائر وتونس حول عبد الرحمن بن خلدون
تونس تدعي أنه تونسي، والجزائر تقول أنه كتب مقدمته في بجاية وأنه جزائري أبا وأما


3 /
أنا الكسكس الجعد الذي تعرفونه
صبيحا مليحا انور المتجرد
تلذ لذي الألباب رؤية طلعتي
ولثمهم خدي وتقبيل يدي
ولي في قلوب العارفين أولي التقي
هوي ما هوي ما ازداد العمر يز دد
و أن تبغني في حلقة القوم تلقني
وأن تقتنصني في الحوانيت تصعد
إذا جئت جاء الحق ابلج واضحا
فلا دد مني ولا أنا من دد

هكذا كتب الاديب الموريتاني محمد فال ولد عبد اللطيف في رسالة طريفة تجمع بين الجد والهزل بعنوان (الفيش بين الكسكس والعيش)
في مناظرة بين الإثنين والعيش تعني عند الموريتانيين (العصيدة)
وقدصاغ الكاتب محاورة بين هذين الصنفيين من الطعام مسوقا
بالأ نساق المضمرة في الثقافة الموريتانية . مبرزا لها في تجلياتها من حيث الشخصية والمزاج والثقافة . ويخلص ولد عبد اللطيف الي أن الكسكس له دور في الذكاء عند العرب

يقول في فضل الكسكس علي العيش

(... ومنها أن الكسكس يزيد في الذكاء كما جزم بذلك طبيب العرب وحكيمها الحارث بن كلدة لما سأله كسري عن سبب ذكائه)
هل تسعف انطولوجيا الكسكس في فهم التاريخ والجغرافيا ؟
وهل يوحدنا الكسكسي ؟

تعليقات

تحيات أخي حمود ولد سليمان،
أشياء غريبة وخطيرة تتهدد منطقة شمال إفريقيا نتمنى من الله أن يجنبنا اياها
تتخذ أكلة الكسكس إفريقيا ذريعة لها ، وأعتقد بأن كلام الدكتور أمين الزاوي الذي أصدر أزيد من 20 رواية وكتاب بالفرنسية والعربية، ويستحق التقدير في هذه الفترة التي تتوثر فيها العلاقات بين دول المغرب العربي وتجعل المنطقة على صفيح ساخن، وبالمناسبة فهو كاتب متفتح وتنويري وليس ضد الاسلام كما يصفه المتطرفون الذين لم يقرأوا أعماله ويطلقون أحكاما جزافية لأنه افكاه ترهبهم..
وعطففا على الكسكس، ففي الوقت الذي تتقدم فيه الدول العظيمة ببراءة اختراعات علمية ومشاريع تساهم في خلق الرفاهية والرخاء للشعوب، نتفدم نحن بأكلة ، وما أكثر الاكلات لدينا، وشعب له هذه الأعداد من الاكلات كيف يستطيع أن يشتغل ويجتهد
إن الكسكس قديم قدم الزمان وهو أكلة أمازيغية صرفة، ويطهى كل حسب طريقته وشهيته في كل أوطان شمال افريقيا الستة الواقعة بين موريتانيا ومصر باعتبارها دولة في افريقيا الشمالية، ولا يمكن أن تحتكره دولة دون أخرى ، ونستغرب من الادعاءات التي يطلقها بعض الكتاب والجهات الرسمية في أحقية دولة دون أخرى
أتذكر لقطة من فيلم التقرير لمحمد الماغوط، وبطولة دريد لحام الموظف المثالي ، وهو ينصت للفنانة رغدة التي تتلو قائمة الأكلات بالعالم العربي المتعددة وحينما تصل الى كلمة كسكسي، تخجل من نطقها وتحمر وجنتاها وتتلعثم مرددة كلمات: كس ، كس
 
التعديل الأخير:
سلام من الرحمن موصول
أستاذنا الفاضل نقوس المهدي
ملاحظتك في الصميم .'ففي الوقت الذي تتقدم فيه الدول العظيمة ببراءة اختراعات علمية ومشاريع تساهم في خلق الرفاهية والرخاء للشعوب .نتقدم نحن باكلة
وما أكثر الاكلات لدينا" زد علي ذا لك هذا التطبيل الإعلامي لهذا التتويج والاحتفاء بتصنيف اليونسكو الكسكس تراثا عالميا .أليس في الأمر سخرية .يقينا ثمة شيئا ليس بريئا .مر يب
في الوقت الذي يجمعنا أكثر من هذا الكسكس
شكرا لقراءتك القيمة وروحك الصادقة
كل التحية والتقدير
أستاذي الكريم المهدي
 
ليت الأمر نتوقف على الكسكسي (كمادة غذائية ) على الأقل أنه يشبع بطون الجائعين من الفقراء و المساكين و عابري السبيل عن طريق ما يسمّى عندنا بـ: "الوعدات " و هي نوع من الصدقات يخرجها البعض إلى المساجد لإطعام الناس و عابري السبيل، و تسمية الكسكسي تختلف من منطقة لأخرى ، حيث تسميع العائلات ( في شرق الجزائر) بـ: " النَّعْمَة " و تفضل تقديمه كطبق كل جمعة، تجتمع العائلة حوله بعد صلاة الجمعة ..
المؤسف له أن جل العائلات الجزائرية تفضل تقديمه في الجنائز، كما أنهم يربطون طعمه أحيانا بسلوكات المتوفي في حالة انتقاد من لا تحسن طبخه بترديد بعض العبارات الغير لائقة ( النعمة تاعها قاعدة زي نعمة الميت) لا احد طبعا يعلم ما هو السرُّ في ذلك،
و إن كانت هذه ظاهرة إنسانة تعبر عن الإيخاء و التضامن ،فبعض العادات أعطيت لها طابعا سياسيا، ففي الجزائر مثلا تقام كثير من التظاهرات الثقافية هي في الحقيقة لا علاقة لها بالثقافة، كتنظيم مهرجانات خاصة بعيد الكبش، عيد الزربية، عيد الفراولة، عيد تقطير الزهور، و تنظم من أجلها مسابقات، و تصرف على هذه المهرجنات أموالا ضخمة من خزينة الدولة ، بدلا من أن تصرف في مشاريع تخدم الشباب البطال.
-----------------------------------------------------------------------
من ذكرياتي أنني لا و لن أنسى طبق الكسكسي و أنا أزور مدينة الأربعاء ناث إيراثن ولاية تيزي وزو و التي هي مسقط رأس والدي رحمه الله، كان ذلك في سنة 2010، كنت حينها أقوم بتحقيق حول الثقافة الأمازيغية و عادات السكان ، الحقيقة كنت جائعة ، لأن تكاليف السفر تجبر الإنسان أحيانا الإستغناء عن الأكل و لو لفترة ، و أنا اقف بإحدى مساجد المنطقة كان طبق كبير ( يسمى عندنا القصعة) طبق الكسكسي أخرجته إحدى العائلات كوعدة ، و كان مذاقه مختلف تماما ، تشم فيه طعم زيت الزيتون، أكلت منه حتى التخمة كما يقال، و أغناني هذا الكسكسي عن شراء ما أتقوت به وقت العشاء هيهه.
----------------------------------------
فإذا كان الكسكسي يوحد شعوب المغرب العربي فلننظم حملة مغاربية باسمه لفك النزاعات بين الإخوة الأشقاء
تحياتي لعشاق الكسكسي
 
صباحك سعيد
كما تفضلت الطقوس تختلف من مكان لآخر .في الجزائر يسمونه الطعام وغالبا ما يقدمونه يوم الجمعة .وفي المناسبات الاجتماعية .وعندنا هنا في موريتانيا ليس له طقس معين ويكاد يكون طبقا يوميا .
الأستاذة عيش لو ذهبنا نستقصي لوجدنا أن ما يجمع شعوبنا أكثر بكثير من هذا وغيره
بارك الله دربك
تحيتي وتقديري
 
أعلى