فوزية خليفي - في ليل الرغبة.

في ليل الرغبة نستتر،
إلاَّ مِـنا ..
جسدان مترعان بصخب الحس، ترتجف اللحظات فيهما حبا واحتراقا..
بسرعةٍ، نجتاز بروتوكولات المقدمات وكل تلك الترهات، لا وقت لثرثرة لا تقول ما نرغب به فعلا..
لم تعد الكلمات تكفيني، لا شيء يكفيني إليك،
يغريني البريق في عينيك وروحك، فأجول رباك مدًّا من شوق طال كثيرا..
أستسلم لنداء البجعات الحائرة لأزمنة في بحيرات أعماقي..فأمنحها الحرية.
هاهي تتحول لكواسر بمخالب وأنياب ..
لم أكن أعلم أني قد أجتاحك بهذا العنف!
أحتويك.. أهصرك...أناديك، وأنت هنا..
كيف مازلت أشعر بالبعد، والحدود تتلاشى بين جسدينا؟! ماذا قد أبتغي أكثر ؟
كيف يمكنني أن أحبك أكثر ؟؟
يرسلني جنونك الشبقي إلى حواف مدينة إغريقية عتيقة، تعبق بالعشق المقدس.
رائحة جسدك تخترق مسامي، بخورا آسرا، يطوّح بآخر حصون المقاومة عندي.
أستسلم، وأحب استسلامي ليديك؛ تجدفان في اتساع بحاري، تخلقان موجات ارتعاش مدهشة..
ترفعان مستويات الأدرينالين، فيسيح الزئبق من طوق المحرار..
صوتك الماسي يغرقني في الإثارة ..ما أجمله..ما أجملك..
تزرع الياسمين في كل مساحة مني تلمسها، تتبرعم حواسي بانتشاء..
وحبات الكرز التي ظلت تحلم بك، حان عيدها، تحيلها انت منارات للغواية.
والروابي التي حلّ بها الخراب، يوم غيابك، تزهر في راحتيك ..تباركها شفتاك..
أرضٌ عطشى أجدني، تحتفي بهطول غيماتك الحُبلى عليها..
كل هذا الجمال فيك: صدرك الخرافي الذي يهتك ستر أحلامي الصغيرة، يدعوني للسكون في مرافئه الآمنة، أنا السنونو المهاجر دوما..
السحر فيك يأسرني.
تنحت من منعرجات الحِس فيّ، لوحات متأوهة، راغبة، مجردة التوحش، فطرية الغريزة، ترمي بأسبال التمدن والحضارة، عرض الإدعاء.
تحيلني رجولتك، امرأة الكهف الأولى، لم تمر عليها الحضارة يوما..
تلك الشواهق التي تأخذني إليها، كنسر يحلق بي، يدهشني مداها..عنفوان الرقة فيها.
يا لسطوة الحواس!!
أتساءل في غفوة اليقظة، إذا ما كنا يوما منفصلين !!
نحن في غمرة الحب، نبضان لقلب واحد، نفسان من رئة واحدة، تختلط دماؤنا وبحيرات اللذة فينا، حد التماهي.
تقتلني، أحييك...
تحييني، أقتلك...
نموت معا شهيدين لغرام جميل، ثم ننبعث بحب.
..تجوس مابين جلدي وبيني، و يزداد التوهج فينا، حتى تصبح أناملنا من نار..!
لم أكن أعلم قبل جسدك، أن الحرية حب..أيضا.
لا يوقّع ميثاقها إلا اتحاد كيانين عاشقين..معا
حروف اسمك أرددها، كالمسرنم، بغير هدى يسير..
لم يوصلنا الهدى إلى أي مكان، سابقا !!
وحروف اسمي التي تنبعث من لهاثك الحبيب..تصبح معجزة، كأني أسمعها لأول مرة.
..أريدك أنا أكثر، لا حدود للعشق معك، لا حدود.
.......
بعد العاصفة:
وأنت تتصبب عرقا مسكيا، أحبك..
وأنت تلهث متعبا، أحبك..
وأنت
تشرب من كأس الماء، على المنضدة الجانبية،
أرتوي أنا..
والملائكة تحمل روحينا، وتنزل بنا من قمم الهيام التي سقينا شموخها بالندى..
وتحط بنا على غيمات زهرية..أحبك.
وأنت تهذي، بقصائد مدهشة، من وحي سحري، أحبك..
أكتبها على جدران قلبي..ملاحمك الخالدة..
....
أبتسم لكفي تصبح محناة بهواك، كعروس في صباحاتها الأولى، وأعد على أناملك الغالية، أياما ضاعت هباء قبل حبك.
وأياما تشرق فيها علي..
شمسا لا تغيب..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى