صديق الحلو - بمناسبة الاحتفال بيوم القصة العالمي

اكتبوا برحيق الروح ودفق الدهشة.. للتوهج من جديد

في أوائل السبعينات كنا ثلة نمتليء بالنضارة ووهج وسامة الصبا على أعتاب النضوج.
كنت عندما أرى قصة قصيرة مكتوبة في صحيفة يومية اومجلة اقرأها بشغف ولهفه كأنني في حلم. اعيد قراءتها اقلبها. احتضنها بوله. اتمعن فيها كسعاد حسني ونانسى عجرم. ناتالي وود اوصوفيا لورين. وكنا نتوقد ونشتعل. تتمنع احيانا على فلا افهمها ويصدر من جسد القصة نداءات. هل القصة محتاجة لشرح؟
قرأت مئات القصص كنت استشف روح كاتبها..هل هي من نار اونور. هواء. طين اوماء. أرواح ناريه تحس بأن كاتبها مثقل بالجراح واللوعة أو مليء بالحريق… قصص نراها ريانه بدماء الشباب زاهره ومفرهده تتدلي ثمارها في طزاجة الدوالي.. تخفق أجنحتها إلى الأعالي. والبطل الجميل الوسيم الزاهي كنا نسميه الليموني بالتي شيرت اوالقميص المورد لايهم. مادام اخضرا كاليمون واسمرا كالبن المحروق… حيث تكون القصة مشتهاه. كنا نتسابق على المكتبات عند خروج كل كتاب جديد. وايامنا تضج بالتعب والجنون والصخب. تتشعتف الروح أن لم نجد مقصدنا. والطريق يصنعه المشي. كنا نقرأ القصص كما نتنفس. وكنا نحب فصل الشتاء لأنه يجعلنا نمكث في البيوت. ليله الطويل. مليء بالحب والأرق وَمناجاة القمر. وكلما هبت علينا اعاصير التغيرات نتذكر الحبيبة والطيب صالح الذي ندعو لروحه بالسلام ولابداعه بالخلود. كنا نعرف مانريد ونكتشف كتاب الشعارات المستهلكة والزائفة. واؤلئك الذين يداعبون الحواس ويلوحون بمغريات كالمساحيق
و الايسكريم.
وننتشي جزلا عندما نقرأ لهمنجواي. لوركا وبورخيس.
يوسف إدريس وبركة ساكن.
ولكل كاتب خصوصيته.. ولنا مزاجنا وتذوقنا الذي لايضاهي.
كنا نستدعي الذاكرة والحاضر في كل موتيفه ونعرف كل تون مختزل.
نعرف المزيف من الحقيقي ونبتسم.
المتلقي أذكى من الكاتب مهما كان الأخير مجنونا. لاتصيب الحسرة سوى الناشر أن فشلت القصة.
الاحترافية مهمة. وللمهنيه دورها والا على الدنيا السلام.
لاداع لتسويد الورق.
الان هل الحكاية في خطر؟
بعد موت الجدة وغزو الفضائيات.. ومسلسلات الحب الرديء (مهند ونور).
قد يقول قائل لايهم فإن القصة تعرف طريقها وتشقه بثقة.
الي المتلقي.
والكون مبنى على القصص والحكايات والترهات. والإنسان يحب معرفة الأسرار
المخفي والمسكوت عنه. وعلى الكاتب أن يكشف له تلك الأسرار.. الحقائق والأحزان. المساويء والوله.
عدت سنوات وجرت مياه كثيرة تحت الجسر. تغير العالم. فهل مازالت القصة تلك الحسناء المشتهاه؟
وهل مازال كاتبها مميزا.. كل من لديه حكاية يود روايتها في زمن الفضاء العريض.
وهل المتلقي أو القاريء هو نفس القارئ؟
وهل الحكايات آخذه
في التراجع؟
وهل يتطابق المعنى والمبنى.. وهل صار الناس يمارسون الحياة من غير شغف ولاابداع؟
أسئلة تحتاج للإجابة من نادينا الحبيب وصديقنا خالد اليوسف.
بعد أن تغير الزمن وتغيرت القدرات. وسائل التكنيك والأبهار. التشويق ونزق الشباب وروائه قد وليا.
ومازلنا نفرك أعيننا كلما رأينا قصة رائعة. نضمها مرتين. نشمها. نحتضنها.
وتتمدد مسراتنا.. يتناثر الفرح من حولنا والسرور. نشجع الرفاق القدامى والجدد أن اكتبوا… ازيحوا الغبار من أرواحكم والصدأ.


صديق الحلو

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى