أحمد مجذوب الشريفي - التاريخ في النصوص الأدبية

اي عمل أدبي يقوم علي تكنيك ملازم وآخر متارجح بينهما متغير لحظي، فالملازم هو غالبا حالة الاسترجاع الزمني للاحداث (تاريخ) والمتارجح (مستقبل) اي استباق زمني او استشراف نحو المستقبل (تنبوء) و المتغير اللحظي هو الاني (الحاضر) فكلمة (الان) كمدلول للحظة الحاضرة يتغير مفهومها بعد ثواني بعد كتابتها فتصبح ماضي يشار اليها فيما بعد (كان) مرة أخري يتحول اللحظي الي ماضي اي تاريخ...
من يذكر تاريخ ميلاده و ميلاد اولاده وزواجه، هو يرجع الي التاريخ ليثبت هذه الوقائع التي حدثت، و تم توثيقها بمستندات كوقائع، وكل حدث مر و لو قبل ثواني فهو في التاريخ ويكتب في السجل بما تم فعله (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد) ثم يأتي يوم ينشر فيه السجل بكل ما قال العبد وفعل "اقرأ كتابك" ثم يكون لأعضاء الانسان دور لتثبيت ما قد ينكره ولن يستطيع الانكار (شهود) ..
نتفق او نختلف حول صدق ما كتبه الناس حول مشاهداتهم التي كانت او ما سمعوه من شهود قد يدلسون الوقائع، لكنه تاريخ منه ما كتب و سجل وحفظ ووثق، ثم قد يأتي دور من يراجع هذه السجلات التاريخية، فيصحح وفق اجتهاده، كما هو في الحديث الشريف، روي علي السنة رواة جاء بعدهم من قال هذا حديث صحيح، وضعيف ومرسل الخ،،
الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم قال بأحسن القصص معتمدا كليا علي التاريخ، انظر (لقد كان) كم مرة وردت وهي اشارة واضحة الي ما سبق من احداث فرواها كأحسن القصص، هل كان الرسول علي علم بما مضي؟ لا. ثم اخبر بقصص سبأ، قوم اسرائيل، يوسف، مريم،.. الخ من قصص وردت.
اما اذا تحدثنا عن التاريخ، فمنه ما وثق لحقبة ما قد يكون غلب عليه طابع سياسي حيث هناك من يتتبع حدث ما و يربطه باحداث أخري (مؤرخ).
ثم حالات التاريخ الاخري كما ورد في كتب الرحالة واشهرهم بن بطوطة وما اشتملت مقدمته علي تاريخ منوع بين سياسي و اجتماعي و ثقافي و اقتصادي ...
اذا الراوي في اي عمل ادبي يرجع الي الماضي (استرجاع) ليربطه بالان وقد يحاول ان يستشرف المستقبل كتحليل وما وصل اليه وما قد يتوقعه، وهذا نادر الحدوث، الا القرآن فقد اتاح للنبي رؤية المستقبل وربطه ان هو الا وحي يوحي، وقد حدثت امورا كثيرا نظر لها الرسول كمستقبل وحدثت فعلا....
الشيطان لا يستطيع ان يقول لك سيحدث لانه علم غيب، ولكنه ساعة استحضاره من قبل راق او واحد من عبدته يحكي لك عن ماضي فيخبرك به لانه قد حدث وشاهده او شاهده غيره من الشياطين فاخبره...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى