عبد النور الهنداوي - ألبسة داخلية لغبار الطلع

أكثر من مرة //
عثرت في دمي /// على كمية هائلة من الطين
ربما هي نفسها الصرخة التي رأيتها ذات يوم
وتحسّست اناملها//
كي تكنّس فضيحتها// أمام حرية ترتدي ترابها العزيز
الصباحات///
نقلت سلطتها من محكمة مسيّجة بالخيطان
إلى زغرودة /// شنشلت صدرها
بتفاح لا ينام ///
جئت من ألف عام /// وذهبت إلى ألف عام أخرى
وجهي صار لامعاً// مبهماً // له إيقاع
صار غابة ثقيلة // مبلّلة بالعتمة/ ونكهة الأحرار
يكفي وجهي /// أنه كان شجاعاً ذات يوم
وكان له نغم/
وطيور أرغمت نفسها /// في البقاء قرب زفافها
لقد وضعت ظهري بتصرف الإياب
لأظل خفيفاً// مخبّأً في وجه ضوء تغلغل تحت الجلد
وكلّما اخضلّت أصابعي بالملح ///
أواجه أحصنة لا تحتاج إلى دموع//
ولا لرماد باع عظامه للتضاريس
أنا داخل الماء /// وردة لا نهائية
حجر // وخطيئة
خطوات ألعب بها// كباب مهاجر
طويلة هي الآلام التي لا تراني
امامها //
اتخثّر كرثاء خشبي ///
هزّني كبرق يابس// حاول أن يكون آه
لا أدري/
كيف تشقّق فمي وانا أحدّق في البقاء
قدري//
ان أفتّش عن مصير // داخل جدار أراد أن يصنع رغبة في الخيال//
يا خوفي من الذي استبدل الشاهد/// بارصفة تتوسّل صمتها
ولا يحتاج إلا لمأدبة بلهاء//// لا تعترف بالأفق
أنا// وأسلافي
تعودنا ان نركض امام أصواتنا
ولأسباب تتعلّق بالذي رصّعنا بالنار
دأبتُ على نشر العبث في الفصول///
وتريّثت في سباق مع دموعي/ لضرورة الإندماج/ بالزهد/
وفوضاي الهائلة
أستمع إلى أصوات لم أسمع بها من قبل
اهرب من جثتي//
لأتابع الحديث عن وفاة الزمن//
بين يدي فراغ لا يوصف
ومرايا سائبة// تبحث عن صور زاهية للندى
صدفة صادقت غبارها
وأفرغت كل ما لديها///
أمام سيد مشّط الشتات/ وختم نعاسه بأسئلة عن الزمن
وحدي // بقيت غامضاً /// أمام ضوضاء طازجة
ومعزولاً //// لأنني لا استطيع التكيف مع الصقيع //.
لم أتابع حواري مع الصناديق
شيّعت نسخة مزورة // من زلزال لم يفرح يوماً بارتجافه
الظل الذي أبدع في تفتيق السخرية؟ //
استوطن مرادي///
وتذرّع // أنه أكثر هشاشة من جثة غطّت بظلّها العماء
سأطمئن الطريق والخرافة
أن أكون وفيّاً// كرفرفة الطير
ثمة اشياء تتسلّل من ثياب النار/////
الطيران الفاشل //
وغيبوبتي //
وروحي التي تفكّكت بفعل السراب ///.
ولا مرّة سألت الأفق عن حيائي
أو عن لحظة الذهاب إلى المأزق الذي تطابق مع الخواء
لست من آكلي النوم الذي ظلّ على الحياد
ولا انا // ثقّبت التراب الذي احتسى قيامته أمام الكهنة
صداقتي مع الطبول/// ؟
ساهمت في ترقيع الزمن//
وأغرقتْني مع جياد اغتسلت بالفلسفة وغبار الطلع
حاولت بكل قواي // أن آخذ قيلولة / على ظهر حصاة
وادفع المعرفة ////
بممرات تتقاذف أصابعي/ وحرارة الحذر
وعراء الشوارع الحميمة//!
من ثقوب وجهي
أزحت أساور العبث// وقتلى من الصوف
وأرّخت لسيّد أبدع في تحطيم العراء // والشوارع الثكلى
ما قاله لي : عن صرخته المتلاشية في قلب هاوية
أنا ضائع // وغائب / وغائص // في خطوة مشرئبة
وتنظر //
وتزهر//
وتتحرّك كاشيأء باهتة
كان يخطر على بالي // أن أسقط مثل تراب داخل الضوء
وامرّر وجهي على حاّفة لوح زجاج خشن
حيث لم يعد لي شبيه// أتدفّق فيه
وأعلن صراحة عن كمية قليلة من الشجن
لأظل قريباً من الهجر ...//
جفاف الأسلحة؟
هو الذي انتزع لحن الطير
ونبش أسماءنا المثلى// على مهل
فحملت بصري // لأعانق صورة مشوّهة /// عن حائط مشطوب
انا الطويل// المظلم // المكابر
الخائف من العبور
أنا قطعة مخمل تبكي
صداع مرادف للجحيم
وقطعة حوار مع الأدغال
لا رؤى//
ولا ندّ للضربات القاضية
اتهجّى ولادتي// وانتمائي / وضعف جبيني
اكبّل أصابعي /// بثلج ليس بحاجة إلى أسارير
صدفة تذكرت زوبعة بين شفتي
ولا شيء من الجناية// وهي ترتفع جانبي كغريب
تذكرّت ///
عشب بلادي// المصدّف بالأصوات المهدودة
وكبرياء الوحشة المخلوط بالعزلة// وعلامات الترقيم
حتى الجذور /
تعزف للبشاشة// كونشرتو الكراسي الفارغة
والهجوم على شيخوخة اللحم// وضراوةالحناجر الساخطة
ثمة تواطؤ مع وجهي // للإحتفاظ بالأشلاء///و المستنقعات
وحين لا يستطيع الضحك أن يبتلعنا //
أشعر// بانشقاق دمي الساخن عن سلالتي
لأتألق في شهوة الغوص // ومتواليات المكر/ والعربدة
وهاجس الضوء الممتلئ بعجاج الوحوش
أه ///
من لحظة// اسميّها // من أين يولد الليل
ومن لحظة البلادَة المعلقة في الأعناق
إنها حيطاننا المنسيّة // أمام الفلوات
وبقايا الأجراس
دفنت إشراقي// وهبوب الإلهام // والصدى
مع التعاسة في الماوراء//
خِلت ما هو ثابت في المصابيح////
ضحكة عصماء// رمت أبعادها خارج الوقار
وتمرّغت //
في رفّ طيور / مسيّج بالحذر / والمآرب الشحيحة
اتقاطع معها كما الأخيلة
واتحكّم بالشظايا
خوفاً من ضمور الفرصة الأخيرة لغسيلنا/////
والوهج الذي تضاءل بغتة /// في وحيد القرن
انتج بحيرات جافة // لا تخضع للخيال
وكان حتميّاً//أن أسارع في ترميم البربرية
وأجدّد عالما صالحا // لتغطية القلوب
قدري أن آخذ جرعة ضدّ المجهول
وأستوي على اول هول صاعق في إبدال أرواحنا
أو /// اتوسّع في عزلتي// أتّقي اللعنات
سأنكفئ طويلاّ// طالما ولدت في مواجهة النمط
وشرّعت التهمة أن تكون // معادلاً لتبديل الثمار.
سألت عن ثلاّجة تحتفي بالزغاريد
وعن زهرة
تناشد قوّتها /// أن لا تصطدم باللغم
هو البعد الأزليّ // لسياج الغابة الخلاّق
وعلاقة الأطباق العامرة
بتفكيك الفيضان /// والأبعاد
قالوا: سنكثّف الفلسفة / من أجل الحفرة العميقة
قالوا: ملابس عسكرية /// للأخلاّء // وسيّدنا
وسكاكين // تعيد لنا ابتلاع الغصات //وزمهرير الجنون
قالوا: نحن ورثة الكبرياء
والقلوب التي حاولت عبثا /// وقف الخُطا
أمامي ///
صورة بسيطة لتصحيح شكل الهواء
وصورة/// لعروق الدم
وصورة /// "لبيانو" يعزف أغنية لله
يا أيها التاريخ///
خفّف من رؤاك في الوصف
وتطهّر / بالأسلاك الشائكة التي تداخلت مع الأرواح
الأشياء المائعة//
تسلّقت وسخ الطائرات
وبادلت كل ما املك///
بباقة جميلة // من لحظة القلب//.
اشتريت البسة داخلية للوحل
وبعت شهيقي// مع الخبز اليابس
لمهابط الطائرات
حتى سيدنا الصدأ
يشكر موالاتنا// في الجلوس مع ورق التوت
وأبواب البحيرات الخجلى/////
الثريات الفارهة/
لا زالت فارهة/
والأصوات الشفيفة
أضحت نوافذ للشتائم/ واستقبال الأكفّ المالحة
إياكم الأنهار
ونواطير/// القضاء والقدر // والأبعاد // وما وراء القداسة //
واستدراك الامان العالق في قضايانا
كثافتي// صارت دمية خرجت للتوّ///
من سبط الخطيئة
وقاتل الرؤى///
وطّد صورته الضائعة // أمام الأسطورةِ
للإنتقال بين رفاتنا
حفاظاً على النوع
سأضع حدّاً لنصفيَ الآخر
لكي لا ينهار النمط
واستعادة /// المقاعد التي فتكت بالضياع
كل الكلمات هطلت دون رائحة
ورسائلنا ذات الأوراق السميكة//
ضيّعت إيماءة مخطوفة// من الوصاية/ وقحط المسافات
لست حزيناً // لظلمة استعادت فصاحتها
كان جرحاً// يلمع بلا سبب
كان نادماً لأنه جرح
يناجي الأرق // واحتجاب البكاء/// والأصدقاء
وصنّاع الأضداد النافعة
هي ساعة /// رأيتها تنهض// من ساحة العمر
وغسيل النعاس// وهبوب " رياح السموم "
وقنص المستحيل
كانت الضنون واقفة //
تراجع ذكريات /// ممهورة بالخوف / والعدائين الأوفياء
هو اسمي /// فضحته الرموز / وذهب المرابد العارمة
أقرع بطون قتلاي// وأخوّض بالزجاج
ولأنني / انتظرت ما تحت الغواية // وأبناء الشعراء
غيّرت مأواي/// من بطن الفراشة
إلى قبيلة تقرأ بأظافرها لتغطية الكهوف////
كم من قتيل // شاهد وردة صارمة /// ؟
وشمّ رائحة اللحظة / المفاجئة/ لغيمة
وصار/ سرّاً/ مرشوشاً بالمصير
يعني الآن ////
أتدرّج في تسلّقي لأجزاء من الأعجوبة
لأملأ أدراجي / بما / هبّ/ ودبّ/ من الخروج
أستيقظ في كل وقت//
وأمارس عادة قضم أصابعي
لأتحرّر من عقدة الملاحم
فأي / حديث/// عن منازلنا الطرية
أو عن رطوبة الغبار
هو // ذاته عن أجراسنا /// المرتقبة
ونكوص الداخل // والخارج/ والأعماق/ وخطف المصائب
والنيْل////
من طبائع الإستبداد
وجع يسيل///
تاركاً آثاث بهجته للمواويل/////
غداً//
نتبادل قبلاتنا// مع الأشجار
لنقول للنبوءة///
يانبوءة//
أضلاعنا جار عليها الزمن//
وخطانا/
مسلولة من صديقنا الغبار
كأنما
زفيرنا///
حجر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى