أمل عايد البابلي - وتد بحجم العالم

حقيقتي،
كل الأيام الحزينة تتشابه مع الأيام السعيدة، وهذه ايضا تشابه الأيام التي اقضيها مع نفسي، والأيام التي اقضيها معي تشبه الأيام الماكرة حيث يجف حلقي بسبب التظاهر بأني موجودة فعلًا من خلال حديثي مع كرسيّ، فلا نتيجة تذكر.
بوسعي الآن التدرب على اغلاق فمي لمدة طويلة، الى اي مدى يمكنني فعل هذا؟
ربما أخرق القواعد التي اضعها لمصلحتي، واتفوه بأشياء ما كنت لأقولها، فقط لأن رأسي كيس كلمات معتوه وعفن، وهو مؤهل للامتلاء في وقت معين من كل يوم.
هذا الضياع يكشف عن العرض الأكثر وجعا ..
في النهاية.
الوقت الذي يشعر فيه الإنسان ان خيالاته عن الموت تغدو حقيقة الآن .وانه عند الناس لا يثير ولو قليلًا من ادنى اهتمام ينعكس ظله على الليل والنهار فيتحولان الى شوكةٍ تنشب في ظهره مثل وتد.
وقد امضي من خلالها هذه الساعة.
مرشحة أن اكون ضيفةً لهذا الوتد غير المؤلم. او ربما يأخذ دور الطفيلي، حين يتغذى على جسدي او أفكاري السامية
تمر بجانب الباب، ايُّ باب... ايُّ باب في هذا العالمِ افكارٌ شاردة قد تخصني ؟! وأنا أهدر كل شيء
لم اجنِ سابقاً بشيء من التفكير بل جننت به
أو قد جنّني بمايكفي من مجتمعٍ يأخذ عني انطباعًا حسنًا، لكي لا التمس في نفسي اسباب هذا الانطباع ...
ها هو وجهي ملبدٌ بالغيوم كما قلت لي يوماً ومثل كل يوم.
وانا وسط قبيلة لا تعرف سوى إسمها
يؤسفني أن أحزنهم طويلاً بفضاضتي
آسفي ذلك لا يجعلني أن اكون وجها للجميع فلست وحدي من رآه
وربما فقط
لأني الوحيدة التي أراه متى ما حضر
ولو كان حلما
فاتطلّع الى المرآة وانسى أنني لهذا الوجه مرتد لذلك طالما احتجت له ولا يمكنني استخدامه حتى اتخلص من شعور ما أو لطبيعة أو ربّ ما
فأختار لي وجها غير وجهي وقلبا ليس قلبي ولكن...
بكل الأحوال
لا اعلم ما يمكن قوله
قد يكون غير مناسب
لكن بلا شك
لا مكان اتملّكه كما يتملّك كل الناس
اماكنهم الفارغة الخاصة
_ ياللخسارة
هلة انا مكانه أم انت
فلا يمكنني تذويبه بأي طرق على جدار صدري.
وما إن انتهيت من الحديث معه فأنا اكذب في أجملَّ ما كان الضحك
اكذب كثيرًا،
هذا ما اعرفه لذا استبعد تمامًا أن تكون حقيقتي في متناول اليد بهذه السهولة.
.
.
.... امل عايد البابلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى