فتحي عبدالله - إبريل أيها الطيب

-1-
في الصباح
أسمع حيوانات غريبة
وقطارات يجرها فلاحون
وسابلة يضعون الورود
أمام المقابر
وملاكمة لزنجي
يهتفون له
ومظليا من حروب سابقة
يتذكر بلغات مهجورة
حديقة لموسيقار عجوز
فمن يستطيع في الثلاثين
أن يدخر حرارة
لأكثر من ذلك ؟
خاصة وأنا مهدد
بسرطان الرئة
ويزورني من شاركوا في
الحروب
فأقطع ليلتي في سماع
الموشحات
وأبناء الهلال الذين ذهبوا
وأصرخ
إبريل أيها الطيب
بقرات أبي
في حاجة الى دواء
وأولادي مصابون
بأمراض الكلاب
ولحيتي طويلة
وأحبها هكذا
لأنني وحيد
وأفعالي كلها لي
-2-
دعوني أمجد نفسي
وأغني لها
فأصدقائي كلهم ماتوا
وأورثوني فوق طاقتي
من الألم
وقد تضحك زوجتى
مما أفعل
مؤكد أنني بذراعين
ولا ينقصني ما أخاف عليه
إنها خرائبي
فعلتها لأن رجال الأرصاد
لم يذكروا الحرارة المناسبة
وأوصوا المراقبين بالسهول
ونقل أبي لمستشفى الأمراض
السرية
ووضعي وأبنائي في حراسة
خاصة
كي يتأكدوا
أن ما أصابني
مرض يأتي من القطن
وعليهم كذلك
أن يحرقوا جثتى
اذا لزم الأمر
😚

الذهول الذي يصيبنى
أمام الاعلانات
جعلني أقرر
بأن ما حدث
لم يكن صدفة
فقد وقعت في خزانة الملابس
وشاركني ممثلون كثيرون
أبهى مما كنت أتصور
ولولعي بهم
أشاعوا بأن أبقاري
التي تعهدتها بالرعاية
لم تعجب لابس الكاوبوي
خاصة وأن لحيتي
لم تدل كثيرا
على مهارة في الملاكمة
ولا سرعة في حشو المسدس
وأمام استعراض لأفراد الكورس
ولانقاذ ما تبقى لي
خطفت أكثرهم طولا
كي يناسب القارب الذي
أعد له
فالصيادون قد أجمعوا
على توزيعه
أمام نجمتي المفضلة
أعلى