ذياب شاهين - الشَّبحُ

الشَّبحُ
فتحَ الشبّاكَ بلباقةٍ ناعمةٍ
ثمَّ دلفَ للغرفةِ
السَّتائرُ تحرّكتْ مُرتعبةً
أنفاسُهُ واطئةً كانتْ
لكنَّها بغمامةٍ باردةٍ أغرقتْهُ
-أهلًا بالفتى القويِّ
-أهلًا بالشيخِ الوقور
-ها..نحنُ نلتقي مرة ثانيةً
-أرأيتَ...لقدْ ودعتكَ بالذهابِ
- نعم...وكأنَّك لمْ تكبرْ
- أمستعدٌ للرُّجوع
- نعمْ...منذُ لحظةِ الولادةِ أنتظركَ
- رائعٌ فالحياةُ لم تغرّكَ..لكنْ مهلًا..ماذا تفعلُ
- أكتبُ.. ألا تَرى
- أراكَ متعافياً
- نعمْ..حمدًا لله..
- يبدو أنّني قدْ خُدعتُ، فهذا ليسَ أواني
- ماذا...؟ ومن خدَعك أيُّها الملـَكُ الرَّهيب
- جواسيسُنا على الأرض
- عجبًا.. ومنْ هم
- إنهُ سرٌّ..فكيفَ نكشفُ عنهم
- لكنَّهم خدعوكم مثلما قلتَ
- ربّما..خُدِعوا أيضًا
- من خدَعَهم...
- أنتَ أيُّها الأنسيُّ الأريب
- وكيفَ أخدعُ من لا أعرفُهم
- دعَني ...أسألكَ
- ....
- منذُ متى لم ترَ النهارَ
- منذُ زمنٍ بَعيد
- والليلَ..
- منذُ زمنٍ بعيدٍ أيضًا
- لقد عرفتُ السرَّ
- أيَّ سرٍّ
- هو أنّكَ لا تخرجُ من البيتِ لعلةٍ ما
- أنا في كاملِ قوايَ
- إذنْ..إلى لقاء
- إلى لقاء
من يومِها وهو يخرجُ في النَّهارِ والليلِ ليتمشَّى، فقدَ كشفَ أمرَ جاسوسي السّماءِ على أهلِ الأرض،
ولم يصدقْ أنَّ للسّماءِ عينين من ذهبٍ وفضةٍ تنقلان لها الأخبارَ نَهارًا وليلًا..


ذياب شاهين
البصرة- الأحد

‏21‏/03‏/2021‏ 02:19:32 م




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى