مصطفى الحاج حسين - أَسطُرُ الرّيحِ... شعر

يأخذُني السّؤالُ
إلى أقاصي النّضوبِ
وأمسكُ بأصابعِ أدمعي
هروبَ الغروبِ
تمتدُّ الأعاصيرُ صوبَ الرؤى
تحطِّمُ ما تبقَّى عندي من أمنياتٍ
أنا تكسُرُ لغتي
في صحنِ الدّفاترِ
تقرأُني أَسطُرُ الرّيحِ
وأنا ملقى على هامشِ الزّرقةِ
تذروني مواجعُ الآهةِ
تسرقُني خبايايَ
يخبّئُني جرحي في جيوبِ
الهروبِ
وعذاباتي تعدو في دمي
تسابقُ خطا موتي
يتأمّلُني الفراغُ الأجوفُ
يلتقطُ منّي سقوطي
ليسيِّجَ الصَّحراءَ بأضلعِ هتافاتي
قامتي تقوَّضت أنفاسُها
تبتلعُ توسِّعَ اختناقي
تنصهرُ ركاماتُ صمتي
يتدفَّقُ هديرُ الانحناءاتِ
أنحني على أقدامِ الغربةِ
أريدُ وطني يا دروباً
كفى للموتِ هذا المدى
من فضاءِ أسواري
آنَ للقلبِ أن يستريحَ
من طحنِ عذاباتِهِ
قمرُ الغربةِ مالحُ الضّوءِ
لا أرى فيهِ سوى صليلِ الوحشةِ
وأرى في الماءِ دمعَ اكتوائي
يا أيّها الوجعُ النّابتُ من لهفتي
لا تكسر غيومَ حلمي
سيحملُني برقُ شوقي
إلى أزقةِ ضحكتي
هناكَ سأرمي عنّي
جلبابَ همومي
وأدورُ على أبوابِ الأحبّةِ
ألثمُ أفئدةَ الأجراسِ
قلبي معلَّقٌ عندَ النّوافذِ
منها تأتيني القصيدةُ بالعافيةِ
وطني تمزّقت أشرعةُ بهائِهِ
تقاذفتهُ أمواجُ السّكاكينِ
ورياحُ الغدرِ الخسيسةُ
تقاسمتهُ ضواري الحروبِ
تآمر َ على بياضِ الياسمينِ
أصدقاءُ الخديعةِ
وما زلنا نصدِّقُ مكرَ الثّعالبِ
لا أحدَ يبتغي لكَ النّهوضَ
تراهنوا على تشرذمِ فلولِنا
ونحنُ ننادي تبعثرَنا
لن نموتَ في هذا العراءِ
الخانقِ
ما زال في جعبتِنا المزيد ُ
من الإيمانِ
سوريةُ لنا وحدَنا
لن تهزمَ في النِّهايةِ
أو تقسَّمَ
أو تسامحَ مَن خانها *.

مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى