محب خيري الجمال - من أجلكِ أنتِ فقط

من أجلكِ أنتِ فقط
أحاول أن ابتسم جيدا..
وأنتِ تمرينَ علي قصيدةٍ مشوهةٍ،
تحمل ندبة رصاصةٍ طائشةٍ..
تتصببُ كومة عويلٍ من حنجرتي
حنجرتي خيمةٌ من حرائق وقتلى.
تأملي جيدا وأنتِ تخبئينَ غيمة بين نهديكِ..
لتلتقطها مناقير الحمام الجبلي ولصوص الغابات..
كيف صنعتُ لكِ قِرطا من غربتي؟
كيف نسج الصفصاف من دموعك دهرا من الغياب؟
لنصير وطنا مذبوحا علي موانئ الرحيل..
تأملي لنا أحلاما بريئة تلتقط نواميس الموت..
الموت الذي يكبر ونحن نبتكر حقولا تتصبب علي هيئة صافرة إنذارٍ تلملم قصاصات مزقتها هزائم التاريخ،
وأنتِ تمسحينَ رداء البحر بسحنة الرماد،
وتطوقينَ رأس النهر المحموم بأصابع العتمة.
تراقبينَ هديل الشوارع بخربشة الروح
وتنوحينَ علي حوائط الوحدة كأرملة عجوز
تسحب ضفائر النوافذ خلفها عوضا عن ضوءٍ آفلٍ بالنسيان
تأملي كل الجروح وخزانة الملح الطافح في صناديق البيوت كيف ندربها علي الرحيل لتصير أوسمة غابرة؟
نلهو بها في الصور التذكارية..
تأملي جيدا وأنتِ عالقة في ستراتهم الرصاصية..
بأنني أحمل علي ساقين متهدلتين طحين أجساد القمح في الأعياد الكبرى..
ولا يكفي الوقت الطويل لحقن الكلام بسائل الحياة
ولا مكان يتسع لإفاقة شجرة واحدة في رئتينِ من دخان..
تأملي في قميصي الوحيد ربيته علي موسيقى عسكرية
كما كان يتمني أبي الأجير في حقل الحكومة
تعلمت الخطوة المعتادة والوقوف لساعات وساعات..
أبحلق في الكائنات وجمال الموت حبا في تراب عينيك..
تأملي العصافير علي قميصي لم تكن سوي غربان
تشد ياقة صدرك وتصلبها علي خشب الأيام..
تأملي جيدا تلك الكدمات وأنتِ تكتبينَ اسمي علي حجر من النوع الثمين في ميادين الزحمة..
بأنني ولِدتُ لرجل فقير تعلمتُ منه رعي الغنم في أرض غربية مقابل الإحتفاظ باسمي في دفاتر الدولة..
تأملي جيدا وأنتِ تخبئينَ ما تركه سماسرة الحرب..
كيف كنتُ أجيدُ التمثيل وأقطع من لحمي الحي
حفر العتمة لندى يسيل من عينيك علي أضرحتي؟
أضرحتي التي تتأرجح علي وجهي كخريطة منسية
في جِرار الصمت أصبحت لاتؤذيني مطلقا
تأملي جيدا أنا أصلح للحرب ولتربية أطفال الحي الغارق في الحب من خلف الدانات..
وأعمال المطبخ وأنتِ مراقبة من ضوضاء الشعراء والصحف وغِراء الإعلانات والمنتجات المحلية وحواجز الأسمنت في رقبة الطريق..
تأملي جيدا
من أجلكِ أنتِ فقط
أحاول أن ابتسم وأنا ذاهب لمعامل المعالجة الكميائية
أبحثُ عن جسد جديد
يحتفظ باسمي هكذا ( )
فراغٌ ليس أكثر.،




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى