علي فودة - المنبوذ..

أريحا بقلبي ويافا
وكنّا نحنّ ولو مرّةً لانتصار
ولكنني…
ترمّلتُ هذا النهار

فهذا الذي أشعل النارَ
ها هو أطفأها
ومضى في الغبار

وهذا الرّصاصُ الذي قد هدأ
سيلقي على البندقيِّة بعضّ الصّدأ
فأينَ العزاءُ العزاء؟؟

أريحا بقلبي ويافا
وكنّا نحنّ ولو مرّةً لانتصار
وكنّا على موعدٍ وانتظار
فجاء الذي جاءَ
أهلاً بعارٍ قديمٍ وعارٍ جديدٍ وعار

تبوحُ الغريبةُ لي سرّها ثمّ تبكي
تقول: دمي يستباح
وكلّ الأغاني تبدّلت الآنَ صارت نواح
ووحدي أنا الآنَ مثخنةٌ بالجراح

فأيُّ المحبّينَ أنتم؟
دفنتم فلسطين ثمّ استرحتم
أثورُ عليكم جميعاً أثورُ عليكم.






1619559192043.png

تعليقات

لا أدري لماذا يقترن لدي شخص الشاعر الشهيد علي فودة بشخصية غافروش فتى رواية البائسين لفيكتور هيغو، بما يشكله من رمز للشباب المتوتب الشجاع الفدائي المقدام الذي أخلص للقضية يوم كان الانشغال بقضايا الوطن والانسان شريعة، يوم قال الشاعر سميح القاسم: ( لولا وجود الاحتلال لكنا شعراء حب من الدرجة الأولى أو شعراء طبيعة)، أي قبل أن يتحول مفهوم الالتزام الى نقيصة ومراهقة سياسية، ويفرغ الأدب والفن من جوهره النبيل، وانشطار الكتاب الفلسطينيين حول شعار "بالدم نكتب لفلسطين"، الذي رفضته فيالق النصوص الناعمة والاحضان الدافئة موثرة طريق الحرير..
وقصيدة المنبوذ، ولعلها آخر قصائد الشهيد علي فودة، التي كتبها وهو يحمل السلاح بيد ويوزع صحيفة ّرصيف 81 ّ بيد، قبل ان تصطاده شظية طائشة خلال اجتياح بيروت، تتضمن القصيدة رسالة عنيفة، بمقطعاتها الهرمية المريرة مرارة مجدنا الورقي المفعم بالهزائم المتكررة، والعثرات والخيبات، إنها عرضحال هذه الأمم المثخنة بالنكسات (وكنّا نحنّ ولو مرّةً لانتصار )
 
أعلى