الدكتور عاطف أحمد علي الدرابسة - هنا بعضُ عِطرِها..

قلتُ لها :
للعِطرِ لغةٌ مختلفةٌ
للعِطرِ صوتٌ مختلفٌ
ولعطركِ
غرور ..

أصمٌّ أنا
أُصغي لصوتِ العِطرِ
كأنَّه أنشودةُ ضُوء ..

أصمٌّ أنا
أُصغي لإيقاعِ عطرِكِ
كأنَّه أغنيةُ الأطلالِ في ذاكرتِي :
" هل رأى الحبُّ سُكارى مثلَنا ؟ "

هذا العطرُ يخطِفُني إلى ذكرياتٍ
تناثرت في مخيِّلتي
كحبَّاتِ القمحِ حين البِذار
كزخَّاتِ المطرِ في نيسان
كأشعةِ شمسِ آذار
أتقلَّبُ بين جمرِ لغتِه
كأنَّني الحطبُ
يلبسني كأنَّني الوقتُ
حين أفيءُ إليه
ألبسُ أشرعةَ السَّفرِ
في عالمِ الغيبِ
أعرفُ كيف يُولدُ الهلالُ
وكيف تغفو الشَّمسُ في الغروب
وأقرأُ ما يقولُه المطر
لأغصانِ الشَّجر
وأحسُّ بشهوةِ التُّراب
لوَخزِ المطر
أعرفُ ماذا تقولُ الرِّيحُ
للبحر
وماذا تقولُ الأقدامُ
للدُّروب ..

حين أشمُّ عطرَكِ
أعصرُ الشَّكَّ خمراً
فيشربُهُ عقلي
كأنَّه اليقينُ ..

حين أشمُّ عطرَكِ
أستعيدُ هوامشَ العصورِ
وأدورُ بين الآراءِ
والأفكار
أحملُ في يدٍ مِشعلاً
وفي يدٍ أحملُ البُخور ..

حين أشمُّ عطرَكِ
أقرأُ سِفرَ الوِصالِ
وتتدفَّقُ في لغتي
أنهارُ المعاني
وتسري أنساغُ الرُّموز
في الكلماتِ
وتدورُ رحى الحياةِ
في الأيَّام ..

حين أشمُّ عطرَكِ
تتفتَّحُ بين شفتيَّ
براعمُ الأمل
ويموتُ في داخلي
آخرُ شيطان ..

د.ع




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى