الدكتور عاطف أحمد علي الدرابسة

قلتُ لها : اليومُ الذي أحتاجُ إليه لا يأتي اللَّيلةُ التي أحتاجُ أن أتناولَ العشاءَ بها معكِ لا تأتي اللَّحظةُ التي أحتاجُ أن أرقصَ معكِ أن أُقبَّلكِ أن أُعانقكِ بها لا تأتي .. أُحاولُ أن أستعيرَ لحظةً من العالمِ الافتراضي لأتواصلَ معكِ وحين أُحسُّ بأنَّ تلك اللَّحظةَ تأتي يخذلني (النِّت)...
أنا يوسف لا إخوة لي، ولا أبا ما سجد لي كوكب ولا طاف حولي قمر ما رميت يوما في قاع بئر سحيقة ولا كنت يوما نبي منذ ولدت وأنا أنتشي من خمر الرصيف وأختبئ من شدة الحر في ظل حاوية على الرصيف أنا يوسف لكن ما عشقتني يوما ذات البهاء، وذات الجمال ولا تقطعت من نور وجهي اصابع ولا سالت على حد سكين...
١. لا يمكن أن يطمئن الباحث على مستوى المنهج ، والقراءة إلى الدراسات العربية المتعلقة بملحمة جلجامش ، على المستويين : التاريخي ، والأدبي ، فكل الدراسات هي إعادة استنساخٍ للدراسات الغربية ، ابتداءً من جورج سميث ، وانتهاءً بستيفاني دالي ، وما جاء بعدها من قراءاتٍ نقدية ، خلطت بين مفاهيم النقد...
قلتُ لها : أبحثُ فيكِ عنِّي وعن شيءٍ يخرجني من وَحدَتِي أو من عزلتي .. أبحثُ فيكِ عن وطنٍ آوي إليه لأنام فأنا بقايا من أزمنةِ القلقِ وبقايا من عصورِ الشَّكِّ أخافُ يا حبيبةُ من رصاصةِ اليقين .. بعضيَ غضبٌ وبعضيَ تحدٍّ وبعضيَ ثورةُ دمٍ وتوهُّجُ نار .. قلبيَ مركِبٌ هائمٌ بلا أشرعةٍ ينتظرُ...
الأفقُ المصلوبُ .. قلتُ لها : الأُفقُ فوقي مهترئُ الأعمدة لا شيءَ يحملُهُ إلَّا فراغي بيني وبينَه خسائرُ وهزائمُ ومسافاتٌ تشهقُ ببخورِ الأحزان .. الأُفقُ تحتي تئنُّ أجراسُه بالوجع مُتخَمٌ بالملحِ والضَّجرِ وأسرابِ القبلاتِ التي ارتشفتُها من شفاهِ النِّساءِ اللواتي أقمنَ في المرايا والحنايا...
قلتُ لها : للعِطرِ لغةٌ مختلفةٌ للعِطرِ صوتٌ مختلفٌ ولعطركِ غرور .. أصمٌّ أنا أُصغي لصوتِ العِطرِ كأنَّه أنشودةُ ضُوء .. أصمٌّ أنا أُصغي لإيقاعِ عطرِكِ كأنَّه أغنيةُ الأطلالِ في ذاكرتِي : " هل رأى الحبُّ سُكارى مثلَنا ؟ " هذا العطرُ يخطِفُني إلى ذكرياتٍ تناثرت في مخيِّلتي كحبَّاتِ القمحِ...
قلتُ لها : ماذا تخبِّئين تحت جفنيكِ ؟ هل سرقوا منكِ اللَّامَ القمريَّةَ لحظةَ أُفولِ القمرِ ؟ هل سرقوا منكِ اللَّامَ الشَّمسيَّةَ لحظةَ غروبِ الشَّمسِ ؟ ما سرُّ هذا الدَّمعِ المحبوسِ في العينينِ كثائرٍ جيفاريٍّ الرُّؤى والأفكار ؟ اقرئي لي أوَّلَ رسالةٍ حفرَها الدَّمعُ على خدَّكِ الأيمن واقرئي...
لن أُحاولَ أن أُؤكدَ على الصِّلةِ بين الرَّسامِ والشَّاعرِ ، كما لن أسعى إلى إثباتِ الصِّلةِ الحيويَّةِ بينهما ، ربَّما ما زالت فكرةُ هوراس أنَّ الشِّعرَ هو التَّصوير تُشكِّلُ مُرتكَزاً حقيقيَّاً لكشفِ جوهرِ العلاقةِ بين الشِّعرِ والرَّسم ، ولعلَّني هنا لا أبتعدُ كثيراً عن مقولاتِ النَّظريَّةِ...
إذا كان الغرضُ من المختاراتِ الشِّعريَّةِ أن تعكسَ تجسيداً للتنوُّعِ في تجربةِ الشَّاعرِ ، فإنَّ هذه النُّصوص من شعرِ عبد الأمير خليل مراد تستجيبُ - قراءةً ونقداً - لهذا الغرض ، بمعنى أنَّ موضوعاتِ القصائدِ في هذه المختارات تبدو متباينةً ، مع أنَّها تُشكِّل في سياقِها العامِّ وحدةً كليَّةً . وقد...
قلتُ لها : خرجتُ من جلدِ النُّومِ لأخضَّ الحُلمَ وأفُكَّ أزرارَه لتنبجِسَ تلك الصُّورُ التي سكَنت في طفولتي وبدَت كأزهارٍ ذابلةٍ على وجهي وفي عيوني .. سأخرجُ من سُباتِ التَّاريخ لأُحرِّكَ الزَّوايا وأُخلخلَ القاعدة وأُعلنَ عن موعدِ الطُّوفانِ واشتعالِ الجرحِ في المسافة .. أنا البلدُ : والبلدُ...

هذا الملف

نصوص
10
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى