مازن جميل المناف - اين تكمن نتاجاتنا وتحيا القضايا الاجتماعية في صياغات جديدة

ثمة تساؤلات هل فشل المثقفون والمفكرون في اعطاء صورة جديدة للإنسان في اللحظة الراهنة ؟ . وماهي الخطوط البيانية الصحيحة التي يجب ان يسيروا عليها ؟. وماهي الاستراتيجية الصحيحة لبناء ابعاد حضارية مجتمعية ايدولوجية في قضايا الانسان وحياته في عطاء انساني بحت , يعني هذا ان فكرنا ما زال يعاني نفس الازمة وكأنما ننزع جلودنا عن القيم وعن العالم .
اين تكمن نتاجاتنا وتحيا القضايا في صياغات جديدة لحل مشاكل البنية التربوية , واين التجارب من كل هذا . مع هذا القصد في معاناة كبيرة دون ان تتغلغل كل الخطابات والاطروحات في تحقيق ما نرجوه وما نسعى اليه في مهام ابراز الافكار التطورية المعرفية الملحة على ارض الواقع , لا شيء نرى سوى بعض مقالات وقصائد وكلمات ومناقشات وافكار نكتبها انا وانت او احدهم في صحف او مجلات او كتب في بهرجة اغلفة من دور نشر لربما لست رصينة او على مواقع التواصل الاجتماعي حافلة بمفاهيم غاية من المنطقية او النمطية وبعدها لا وجود لمتلقي صحيح , نجد كل هذا الجهد في جمود لا يتحرك ولا شيء يتغير ولا بطن تشبع او عراة يكسون او مشردون يبنى لهم بيوت دونما يطرح من تفسير بدغدغة المشاعر اتجاه الاحداث المؤلمة , ففكرنا وطرحنا لا يأبى له احد ويرفض ان يناقش لانه مشلول بفعل قوانين الحركة الموضوعية لمجريات الاحداث التي شلت الصلة بين التجربة المعرفية والعلمية ومقوماتها . وهكذا فان رفضنا في التشريح العلمي هو رفض للإدراك العلمي , لكن هناك من يقول ان اشغال الفكر بمهام علمية وادبية وفلسفية لا يجدي نفعا . اذن كل ما نحتاجه هو التجربة هي صانعة المعطيات – والمعطيات كما نرى اتجاه قيم في الفكر تحت تكرار التجارب تعطي للقضايا اكثر اتساعا وشمولية مما يطرح بين دفات الكتب في اسلوب يطبق تطبيقاً ينتشل هذا الضياع وهذا التشتت . هدفنا كما يقال لا ينحصر في تفسير ما نكتبه وانما يتعدى الى ( القصد ) داخل التجارب من خلال تشخيص حالات الخطأ او الصواب بغية التحقق في القضايا الاجتماعية نفسها , لقد عاصرنا التجارب المريرة التي مرت وعصف بنا وما زلنا لم نلتزم بفكرنا لنفتش عن الحقيقة ولم نجد غير كتابات لم تسعفنا او تدرك ضياعنا مسبقاً في حقائق موضوعية والتي هي جزء من ظرفنا التاريخي العام , لم يعد الفكر بأرباح تذكر بمعطيات لربما تتمكن من ان تعبر كقواعد للعلم وكمنهاج لمواصلة العمل الفكري وحل المسائل المتعلقة الراهنة في وجدان كل من تناول اطروحة دون تطبيق جوهري ومن اللازم ان نعترف ان المعطيات من كل طرح لما نقرأه او نتناوله قد عمق الوعي وجعل الفكر المستوعب يصاب في تشنج حاد متخذ الخيبات والازمات لما يعانيه منهاج والاسلوب والفكرة بطريق متعرج لا يتلائم مع حقيقية الواقع الذي نعيشه واصبح كل ما نكتبه اداة لتحريك الاحداث وتفسيرها جعل الحقيقة تعكس نفسها بواسطة النتائج التي لم تحقق الا الفشل , لان الفرق بين الطريقين الكتابي والموضوعي لابد ان يستوعب حقائق تلامس تحريك الفكر في الشارع داخل تجربة حراكية واسعة تتحكم بالمعطيات وتعطي مدلولات ونتائج واضحة لذلك فقد يختلف اثنان من المثقفين في تجربة واحدة ويخرج كل منها بنتيجة مختلفة الامر الذي يجعل التجربة ذات معطيات تفعل مفعولها في شكل مختلف عن ما يطرح ويبقى الطريق الكتابي قصير ويبقى الطريق التجريبي في واقع محك الادراك والمدلولات يحمل عدة معاني لان الكتابة لما يطرح ويداول يفسر تفسيرات مختلفة في ايجاد اغلب ما يقرأ مبررات غير منطقية لأن التجربة وانتشال هذا الواقع المزري يحتاج الى مد يد المساعدة والعون والتقدم وهي واقعية للضرورة مع اكتشاف العوامل والاسباب لتستبدل حزمة الافكار بحزمة الاحاسيس الخاصة والعامة التي تسند للآخرين تتفاعل مع المحيط البيئي عن طريق امتصاص تلك المعاناة بقوانين تتحرك مادياً .
اذن لا يصح ان نعتبر الكتابة والاطروحات هي تجارب كقواعد للعمل الواضح المحدد في معالم تساعد على انسجام الفكر الكتابي والتجريبي وينتج عن ذلك الاستيعاب وكيفية تغيير الواقع من حال الى حال بشكل كتابي يحدد في تجربة استيعابية مهمتها فلسفة الاشياء لان الفلسفة هي اعلى مراحل الفكر الفعال وبذلك نحن نعتقد ان المسح الأيديولوجي الذي يطرح على الاوراق هو فكر غيبي مالم يترجم بمفهوم الحركة والوجود لان الفكر الانساني لا يتجزأ يحتاج الى دورة في التصور لحظة الحراك على اساسيات العمل في اعلى المستويات في التنظيم الاجتماعي واحتواء كل الازمات بقدرة الفكر .

مازن جميل المناف



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى