حبيب النايف - خرائطُ التيه..

لا املك اجنحةً كي أهاجرَ مع الطيور ،
واستمتع بمخاطرِ الطيران في فضاءاتٍ قصية
اجهل دروبها ،
تمشطُ الريحُ الخرائطَ المتداخلةْ،
تزيل عنها التجاعيدَ المتراكمة على قسماتها .
يأخذنا التيه لمساراتٍ متقاطعة ،
يجرُ خيوطَ اللعبةِ التي التهمت كُلّ الاعذار المبررة للأخطاء .
يخفي التاريخُ أسرارَه ،
يغمضُ عينيه عن الفتن التي مرتْ به ،
يبقى مذعورًا من المكائدِ ،
يلتمسُ العذرَ منْ نفسهِ
حين يتعثرُ بالشراك التي
نصبت له .
وهو لايقدر ان يبعد عنهُ
شبهة التزوير
والنطق بما تقتضيه الحقيقة.
الشجرُ الذي مات واقفًا ،
مازالت العصافيرُ تحوم حوله
كي تسعدَ العشاق بالغناء ،
وتبلل قلوبهم بأصواتِها الندية.
ابتعدُ ...
اجرُ خطاي التي اتعبها الترحال،
المكان الذي أتحرك فيه رغم اتساعه ،
اصبح أضيق مما اتصور ،
الضوء الذي ابحث عنه
اختفى في جب وحدته
غيرَ مساراتهِ المعتادة،
ولم يلتزم بالمواعيد .

حبيب النايف /ناصرية / العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى