حميد عقبي - مانزال أطفالاً..

الإهداء: إلى الشَّاعر القس جوزيف موسى ايليا


يغترفُ الرَّبُّ من ينبوعِهِ
ينثرُ ألواحَ قوس قزح
كنّا أطفالاً تغرينا شهقةُ السَّماوات
همهماتٌ في الأعلى
وتصفيقٌ ...
أصبحَ لكلِّ عاشقٍ ملاكاً
يشدُّ من أزرِهِ لينسجَ قصيدةً
يواسيهِ في ليالي الهجرِ
يقبضُ روحَهُ إن طالَ الفراقُ ..
يغترفُ الرَّبُّ من ينبوعِهِ الآخر
قبضةً من نجومٍ
يزرعُها فوقَ الرَّوابي والغاباتِ
تزهرُ للعشاقِ
تظلِّلُهم فلا خوفَ عليهم
تعالي نبحثْ عن عشبةِ اللّاخوفِ
اللّاحزنِ
اللّاوجعِ
وعدتني يا أبي بلقاءٍ قريبٍ
ظننَّا أنَّ الحربَ شاخَتْ
أنّنا سنقبرُها
نهيلُ التُّراب ونبتني قبراً إسمنتيّاً
نوصدُهُ عليها
قلتَ لي صدّقني
لماذا أصغيتَ لصفيرِ قطارِ المغادرة ؟
تسبحُ أحلامُنا المشروعة
يصفِّقُ الأطفالُ
قوسُ قُزَح يكحِّلُ عينَ الشَّمسِ
تكلِّلُ أعناقَ السُّحبِ بعناقيدَ مغريةٍ
يدي ظمأى
الكأسُ على الطَّاولة
نصفُهُ ضوءٌ ونصفُهُ فراغٌ
الزّجاجةُ تنتظرنُي
يتلصَّصُ النَّدى
ليلٌ ساكنٌ
وأنا المسكونُ بالهواجسِ
أنتظرُ العودةَ
همساتٌ بلغةٍ غير أرضيّة
ترقُّباتٌ لهلالِ العيدِ
مانزال أطفالاً
ننتظرُ ضحكةَ الرَّبِّ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى