العربي السيد عمران - في ظلال القدس

في نبضِ (ليلى) للحديثِ رواءُ
فلها بقلبي خفْقةٌ زهْراءُ

مسَحتْ جبينَ الصمت كَفُّ سلامِها
وتعطّرتْ بصَلاتِها الأجْواءُ

وتمايلتْ نشْوَى بسِحْر غَرامِها
ومضتْ يُناجي خطوَها الأمراءُ

بسَماتُها هَمَستْ إليّ ؛ مودّةً
أنّ الصباحَ من الظلام دواءُ

وقَوامُها ما زال يُنْشدُ في المَلا
أنّ الرماحَ يَزِينُها إغواءُ

ماذا وراءَكِ – يا صبيةُ - خَبّري
فلَقَدْ أهاجتْ مُهجتي الأهواءُ ؟

وتَرَفّقي بحَنينِ نفْسي إنّنِي
لِبحورِ عينكِ ساقَني الإطراءُ
==============

أنتِ التي حَضَنَ الجهادُ زَمانَها ؛
ليفِيضَ منه اللؤلؤُ الوضاءُ

تقفُ النفوسُ أمامَ بأسِكِ ، كُلُّها
عَجَبٌ ، وبعضُ وقوفِنا استحياءُ

فَبِقُوّةٍ علمتنا – يا قدسُ- كيـف (م)
البأسُ؟ كيف النبلُ والنّبلاءُ ؟

ها هم أسودُك قد سَمَوا بصمودِهمْ ،
وببَأْسِهِمْ تتَفاخرُ الهيجاءُ

أذِنوا لفَجْرِ النّصْرِ أنْ يَرقَى على
ليلِ الخُنوعِ ، وإذنُهُم إيماءُ

كَشَفوا لدَى الأهوالِ وجْهًا غاضبا
وهُمُ على كَنْزِ التّقَى أمناءُ

قنديلُ مجدِك سوف يبْقى مُسْرَجًا
حتى ولو بدَمِ الجَنينِ يُضاءُ
==============
لامَ اللئامُ علي وليدِكِ عِزَّهُ
عارٌ عليهمْ ، كلُّهمْ جبناءُ

كانوا كماةً بالكلام وحينَما (م)
انطلقَ السّفينُ وهاجتِ الأنواءُ

عصبُوا بقهْرٍ رأسَهمْ يا خزيَهمْ
هُمْ للرّجولةِ والرّجالِ أساءوا

باعُوا كرامَتَهم وخانوا عِرضَهمْ
مَا رَدَّهمْ رغْمَ الصُّراخِ حَياءُ

لاذوا بأسْر الصمتِ طَمْسِ العينِ (م)
مهـما شَوَّهتْ وجهَ الحياةِ دماءُ

لا لا تلومِيهمْ على جَرْعِ الخَنَا
أَعَلَى الصَّغَارِ يُعاتَبُ السُّفهاءُ ؟!

بُؤْسًا لجَوْعَى الخَوفِ لم يُبقوا علَى
شرَفٍ ، وما في الخائفين غَناءُ !
==============

لهْفي على رُوحٍ تنادِي أمّةً
أبْناؤُها لعَدُوِّهم سفراءُ

لهْفي على أملٍ يُعَاني جَدْبَهُ
كَمْ كانَ في روْضاتِه آلاءُ

عيْناهُ تنْطقُ بالدّموعِ وبالأسَى
ولِدَمْعِ حُلمِي يَحْسُنُ الإصْغاءُ

فَبِكُلّ حَرْفٍ مِنْ بُكَاهُ ضراعةٌ
وبِكُلّ سَطْرٍ زفرةٌ خَرْساءُ

ولقدْ مدَدْتُ إليك كَفِّي فاقْبلي ،
في كَفّ حُبي رحْمةٌ ووفاءُ

أفديكِ يا كَنَفَ الشهادةِ حُرةً
والكونُ مِن أجْلِ الكرامِ فِداءُ

صوتُ البُطولةِ ليس يَكْفيهِ صَدًى
فالآنَ كلُّ جَوانِحِي أصداءُ





1620939609500.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى