عبد الرحمن درويش - ببغاء أسترالي.. قصة

فرح - ذات السنوات السبع - تقول لجدها وهي تعلم أنه كان في شبابه يربي الكثير من طيور الزينة التي يحبها ويهتم بها كثيرا:
- مررت يا جدي بسوق العصافير أمس. أعجبني كثيرا ألوانها وأشكالها وأصواتها الجميلة. أتمنى أن يكون لدي زوجا من هذه العصافير أهتم به وأربيه وأقدم له الأكل والشرب.
- ولكنك يا فرح ستعودين – بعد شهر الإجازة - إلى السعودية حيث يعمل والدك وسوف يصعب اصطحاب هذه العصافير معك لظروف الجمارك والحجر الصحي الذي يتطلب الاحتفاظ بها لمدة ليتأكد من خلوّها من الأمراض.
- يا جدي عندي فكرة؛ أن تشتري لي هذه العصافير وأعتني بها الشهر الذي سنقضيه في مصر‘ وحين سفري أتركها في رعايتك إلى أن أعود في إجازة الصيف القادم.
جد فرح يحبها كثيرا ولا يرفض لها طلبا. في أول فرصة ذهب إلى سوق العصافير الذي ينصب كل يوم جمعة خلف مدرسة "دون بوسكو" بالإسكندرية. اختار لفرح نوعا من العصافير سهل التربية ولا يحتاج إلى كثير من الرعاية. هذا النوع يشتهر باسم الببغاء الأسترالي. هو ببغاء صغير في حجم العصفور أو أكبر قليلا ويطلق عليه طيور الحب لما يبديه الذكر والأنثى من محبة وارتباط كل منهما بالآخر. هذا النوع تتراوح ألوانه بين الأخضر والأزرق والأصفر والأبيض.
اختار الجد زوجا صغير السن أحدهما أزرق والآخر أخضر‘ وأختار لهما قفصا جميلا ووعاء للشرب وعشة للتفريخ وطبعا هناك أماكن بالقفص للحبوب التي تأكلها وهي الفلارس والبلكم والدنيبة.
فرحت فرح وأخوها يحيى كثيرا بهذا الزوج من الببغاء الأسترالي ووضعتهما في البلكونة وكانت ترعاهما يوميا وتضع لهما الحبوب وتغير لهما الماء وتداعبهما لساعات بعد أن تآلفا معها ومع يحيى.
مرت الأيام سريعا وانتهت إجازة فرح وعادت إلى الرياض بالسعودية وتركت القفص بزوج العصافير في عهدة جدها. انشغلت فرح بدراستها وبحياتها بالرياض. وإن كانت بين الحين والآخر حين تكلم جدها تليفونيا تسأل عن العصافير فيعطيها آخر أخبارها.
حلت إجازة الصيف وعادت فرح إلى الإسكندرية بصحبة والديها وأخيها يحيى. كانت مفاجأة مفرحة لفرح فقد وجدت أن أنثى الببغاء قد باضت ثلاث بيضات أفرخت جميعا وكان أحد الأفراخ أزرق والثاني أخضر والثالث أصفر. وكان هذا السر هو ما احتفظ به الجد ليجعله مفاجأة لفرح.
فرحت فرح كثيرا بطيورها التي تكاثرت في غيبتها وظلت تواليها برعايتها طوال إجازتها وتعلمت عن الببغاء الأسترالي الكثير من عاداته وما يزعجه وما يحبه خاصة حين كانت تضع له الخيار أو الجرجير أو الخس فيتناولها بشغف وحب.




أعلى