شوقي جلال - العودة الى الاسلام / الدولة.. ماذا تعنى؟

العودة الى الاسلام هى عودة الى رؤية انتقائية متخيلة عن الاسلام العقيدة / والإسلام الحضارة دون فهم علمى نقدى تاريخى واجتماعي لكل ما يعنيه مصطلح الاسلام العقيدة / الاسلام الحضارة .
الاسلام العقيدة هو ما تجلى فى شبه الجزيرة العربية وجاء تجليه تجسيدا لتاريخ وتراث وقضايا شبه الجزيرة . وكان كذلك تجليا لعقل هو ذاته العقل الذى صارع ضد ما يسمى تاريخيا " الاسلام الحضارة " وله تاريخ مميز سابق . ويصف اصحاب هذا العقل حقبة " الحضارة الاسلامية " بأنها حقبة النكبة ( مثال ابن حَنْبَل / ابن تيمية / محمد بن عبد الوهاب / حسن البنّا / عبد الحليم محمود .....الخ ) .
"" الاسلام الحضارة "" هو ما تجلى فى البلدان المغلوبة التى تعربت وخضعت لسلطة الجيوش الاسلامية العربية فى بغداد / قرطبة /دمشق / الاسكندرية ......الخ.
وتجلت الحضارة فى صورةحياة اجتماعية مدينية لا قبلية اى نشاءت فى مدن ذات خصائص مميزة تدعم التطوير المجتمعى العلمى والثقافى ، وتدعم الوعى بالذات كأمة ووطن وتاريخ وتدعم مناخ التفاعل الحر . وشهدت المدن انجازات كوزموبوليتانية فى الفكر والفلسفة والعلوم ، كما تجلت فى المناخ السائد المتمثل فى تعدد وتنوع الاجناس والأفكار والمذاهب وفى التفاعل مع حضارات سابقة لهذه البلدان خاصة التراث الهللينى لمنطقة الشرق الأوسط وامتد تأثيرها الى الغرب حيث تطور مع نهضة الغرب .
وشهدت المنطقة صراعا تمثل فى التمييز بين العرب الاصلاء أهل شبه الجزيرة وبين العرب المعربين أهل الشعوب المغلوبة تطلبا لصراع عقول وموروث ثقافى وفكرى . هذا مع العلم بان العرب المعربين هم من اسسوا الثقافة المعروفة باسم الحضارة الاسلامية فى العلوم والفلسفة ، بل وفى مجال التطوير والتقنين المعجمة والنجوى والكتابة للغة العربية ذاتها .( الخليل بن احمد وسيبويه والأصمعي ....الخ)
وجدير بالذكر ان الشعوب المغلوبة فى البداية ، وتحت السلطة السياسية العسكرية الاسلامية تابعت حياتها السابقة ، واستمر نفاذ الشرائع القديمة ، كما سير موظفو الدواوين القديمة المكاتبات وسجلات الضرائب والعقارات بلغتهم القديمة نفسها اول الامر . وتابعوا تحصيل الخراج للحكام الجدد وفق العادات القديمة .واستمرت دور السباكة المالية فى سك العملات برسوم الاباطرة البيزنطيين او الملوك الساسانيين ، وواصلوا فى البداية عملهم. المعتاد ولكن مع اضافة اسم الخليفة او الاولى او عبارة بِسْم الله. ولَم يبداء التغيير الشامل الا بعد عقدين او ثلاثة من بداية القرن الثامنحيث بداء يتشكل نظام ادارى وضرائب جديد ليس وفق نظام ادارى اسلامى سابق. وانماامتداد لما كان متبعا فى ظل كل من الامبرطوريتين البيزنطية والساسانية ولكن الجديد هو سيادة اللغة العربية مع اطراد التعريب . وجدير بالذكر هنا ان الانجازات العلمية والفكرية بدت أمورا غريبة. او دخيلة ليست من الموروث القبلة وخارجة عن النص الدينى فى نقائه. وهذه دعوة ممتدة حتى الْيَوْمَ التماسا لفردوس مفقود.
ونجد من مظاهر الغموض ايضاعند الدعوة الى العودة الى الاسلام الْيَوْمَ ،ترى هل تعنى عودةالمسلمين الى الاسلام وهم مسلمون ملتزمون أم تعنى عودة الى نظام حكم اسلامى منصوص عليه فى الكتاب والسنة ، وهو غير موجود ، أم ماذا تعنى وما هو فى التاريخ؟وقد كانت الدولة الأموية والعباسية من حيث نظام الادارة والحكم امتدادا لنظام الدولة البيزنطيةاو الساسانية ؟وهل تعنى عودة الى الخلافة واى خلافة :قرشية أم عثمانية أم الرياض أم طهران..؟ وكم من ملك او رئيس أعلن نفسه اميرا للمؤمنين؟ماذا تعنى عبارة العودة الى الاسلام الحكموافضليتها فى مجال الصراعات السياسية ونظم الحكم؟ ما معنى هذا فى ضوء شعار التمكين ثم أستاذية العالم؟.... أستاذية العالم فى ماذا؟ نحن حضاريا فى هاوية الحضيض... لا نعرف ما شينا وغابت صورة المستقبل المؤسسعلى فهم علمى ورؤية علمية واضحة .




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى