رسائل الأدباء سبع رسائل من أنطون سعادة إلى جورج بندقي

الرفيق جورج،
منذ مدة وصحيفة (الرابطة) تنشر تباعاً «محاضرة» رشيد الخوري «المسيحية والإسلام» ولم يخطر لك في بال أن ترسلها إليّ مع أنها هامة لي. وقد وردني معظمها وبقي القسم الأخير الذي نشر بعد رد القس الراسي، فأريد أن ترسل هذا القسم إليّ سريعاً، فاقطعه من الجريدة وأرسله بالبريد الجوي، أرسل إليّ أيضاً نحو خمسين نسخة من العدد الذي ستصدر به الرسالة المرافقة هذا الكتاب.
في (4) أغسطس/آب 1940م)
ولتحيَ سورية
الإمضاء

***

إلى جورج بندقي
رفيقي العزيز جورج بندقي،
وضعت لك، منذ يومين، في البريد العادي المسجل مغلفاً يشتمل على المقالين الأولين من سلسلة مقالات في رشيد سليم الخوري ومنظوماته و«محاضرته» الأخيرة بعنوان أول (جنون الخلود). فأكرر هنا وجوب التدقيق في تصحيح الأغلاط المطبعية وطبع ألف نسخة من هذه المقالات في كراس على حدة كما فعلت بنداء الزعيم إلى الشعب السوري، وتابع السلسلة أرسله كله أو تباعاً حسب الظروف...
بقي أن أشير في صدد مقالات (جنون الخلود) إلى وجوب وضع القسم الأكبر من كل مقالة في الصفحة الأولى، وإملاء هذه الصفحة بالعنوان والمقالة المختصة بالعدد، نظراً إلى أهمية الموضوع والنتائج السياسية لهذه الحملة...
في (23) أغسطس/آب (1940م)
تنبيه: يجب مبادلة (السمير)
الأوراق المرسلة بالبريد العادي وفيها مقالات (جنون الخلود) بعضها مكتوب على قفاه فيجب إنزال الكتابة في المكان المشار إليه بعلامة سهم على الوجه.
كنت قد طلبت منك أن تواصل إرسال خمسين نسخة إليّ من كل عدد فيه شي هام عن الأرجنتين، خصوصاً مقالات التعليق على زكي قنصل. وقد وردني من العدد (78) عشر نسخ فقط وكذلك من العدد (79) فأطلب إرسال أربعين نسخة أخرى من هذا العدد الأخير، والرفيق إميل أرسل يطلب عشرين نسخة من العدد (78).
وأرسل كذلك خمسين نسخة من كل عدد يصدر فيه مقالة عن رشيد سليم الخوري، ومتى تمّ طبع المقالات في كراس على حدة ترسل إليّ خمسمئة نسخة إلى هنا رأساً.
الإمضاء
كُتب هذا الكتاب قبل موعد البريد الجوي وبقي. واليوم قبل ختمه وصلت رزمتان من نسخ العدد (78)، وعسى أن تصل قريباً رزم العدد (79).
وإني مضمّن هذا الكتاب مقالة للرفيق وليم بحليس بصورة كتاب مفتوح إلى رشيد الخوري فأطلب نشرها قبل الابتداء بسلسلة مقالاتي في هذا الموضوع، أي في عدد هذا الأسبوع.
في (25) أغسطس/آب (1940م)
الإمضاء.

***

إلى جورج بندقي
... أرسلت إليك منذ مدة الحلقتين الأوليين من سلسلة مقالات (جنون الخلود)، وذكرت لك هذا الأمر في كتاب أرسلته برفقة الكتاب المفتوح الذي وجهه الرفيق وليم بحليس إلى رشيد سليم الخوري. وقد وردني البريد هذا الصباح وفيه العدد (82) من (سورية الجديدة) فوجدته خالياً من المقال الأول من سلسلة (جنون الخلود). وقد كنت أتوقع صدوره في هذا العدد، ولم تردني كلمة منك تفيدني شيئاً، فتعجبت وخشيت أن يكون المقالان قد فقدا، وكنت أود أن أعلم ذلك بسرعة لأتخذ الاحتياطات اللازمة...
اكتب وأبلغني عن مصير المقالين المرسلين لأتخذ ما يلزم. وعسى ألا تكون تعباً للغاية.
إن «محاضرة» رشيد سليم الخوري هي اختيار للحرب ليتم لنا النصر. وهذه المعارك الفكرية تفيد الحركة وبالتالي الجريدة فائدة معنوية وحسية، لأنها تنبه الرأي العام وتكشف عن شعوذة أعدائنا الذين يحاربوننا بسلاح الأوهام الباطلة.
عسى ألا تكون المقالات قد فقدت، فلا تكلفني الكتابة من جديد، وأنا أشد ما أكون حاجة للوقت. وقد كتبت مقالين جديدين للسلسلة، ولكني لا أرسلهما حتى أعلم مصير المقالين الأولين وهل بوشر نشرهما، ولذلك أنتظر جواباً سريعاً.
سلامي لك وللرفقاء ولتحيَ سورية.
في (9) سبتمبر/أيلول (1940م)
الإمضاء

***

إلى جورج بندقي
الرفيق العزيز جورج،
عندما وردني العدد (82)، الأسبوع الماضي بالبريد الجوي، ولم أجد فيه أولى المقالتين اللتين أرسلتهما منذ نحو شهر بالبريد الأرضي المسجل وهما بدء سلسلة مقالات بعنوان (جنون الخلود) تتناول «محاضرة» رشيد الخوري، بادرت إلى إرسال كتاب بالبريد الجوي المسجل أبين لك فيه أني أرسلت إليك المقالتين المذكورتين، وأطلب إخباري إذا كانتا قد وصلتا أم لم تصلا. وبت أرقب ورود البريد. وصباح اليوم تسلمت العدد (83) وحده وليس فيه أثر للمقالتين. وورود الجريدة وحدها جعلني أعتقد بوجود تلاعب في البريد وبعدم وصول كتابي إليك. وكنت أرسلت معه كتاباً آخر بالطريقة عينها إلى أخي. ومنه أيضاً لم يردني جواب. وكتابي الأخير له هو الكتاب الثاني أو الثالث. ولذلك بادرت مراجعة دائرة البريد هنا، وسأطلب منها مخابرة دائرة بريد سان باولو لمعرفة ما جرى للرسائل. وأطلب منك، إذا كنت لم تتسلم المقالين وكتابي الأخير وما قبله أن تطلب من مدير البريد في سان باولو فتح تحقيق لمعرفة ماذا يحدث لمراسلاتك. وإذا كانت المسألة كذلك، فإني أعتقد أن لجميل صفدي وأخيه وديع يداً في الأمر، وأنهما يستوليان على الرسائل بطريق الرشوة...
في (16) سبتمر/أيلول (1940م)

***

إلى جورج بندقي
الرفيق العزيز جورج بندقي،
أخبرني أخي عن تأخرك الصحي، الأمر الذي قد يدعو إلى اجتيازك أكثر من عملية جراحية، فتأسفت جداً لذلك، وتكدرت لما لحق بك أنت العامل المخلص في مكانك، وإني أتمنى أن تجتاز الصعوبات الصحية بنجاح، وتعود إلى الميدان وقد زدت نشاطاً وقوةً، وتخلصت من كل وصب.
وردني كتاب من أخي يخبرني فيه أنك «لم تتمكن» من نشر مقالتيّ في صدد «محاضرة» رشيد سليم الخوري، فأدركت أن المانع يجب أن يكون من الرفيقين فؤاد وتوفيق. ثم وردني كتاب من الرفيق فاخوري يطلعني فيه على موقف ابني عمك في هذا الصدد، وبعض كتب أخرى علمت منها بعض التفاصيل. وقد كنت دائماً مستعداً أن أجيز للرفيقين فؤاد وتوفيق تقديم الاعتبارات المتعلقة بهما باعتبارهما ذوي مصلحة رئيسية في المشروع، وأن آخذ ما يبديانه في الاعتبار، أما أن يتناولا اعتبارات لا شأن لهما فيها ومن شأن المراجع العليا وحدها، فما لا أجيزه مطلقاً، وأعدّه تجاوزاً لحدودهما في هذا الأمر. فهما يمكنهما أن يقدما وجهة نظرهما باعتبار مصالحهما، أما أن يحكما على مقالاتي التي هي درس نفسية عامة في أحد «الشعراء» الذين يعالجون قضية الحركة القومية، ويتهجمان عليها سراً وعلناً، ويعدّاها من باب «المهاترات الشخصية»، فخروج على حدودهما القانونية والثقافية، إذ هما عضوان عاملان بسياسة الزعيم ومؤيدان لسلطته، دون شرط استشارتهما في التدابير التي يقررها. وهما من جهة الثقافة في مركز لا يخوّلهما الحكم على ما يصدر عن الزعيم أو مكتبه. ولو أنهما كتبا إليّ مباشرة وحاولا التفاهم معي لكنت ساعدتهما على عدم ارتكاب مثل هذا الغلط الفظيع. ولكنهما لا يقبلان تقييد نفسيهما معي بتوقيع صريح، وهذه كانت سياستهما منذ البدء، وقد أقاما أنفسهما حَكَماً على سياسة الجريدة وعلى تعليمات الزعيم، وهذا مخالف للاتفاق الأساسي على إصدار الجريدة، ومخالف للقَسَم الذي أدياه وأصبح من واجبهما التقيد به، ولولا أنهما لا يدريان ما يفعلان لما غفرت لهما.
في كل حال أطلب منك أن تسلّم المقالتين لأخي إدوار ليعيدهما إليّ. وبما أني سأصعد إلى هضاب كوردبة قريباً، عملاً بإشارة الطبيب، ونظراً لاحتمال بقائي هناك بضعة أشهر، ولما كنت أريد أن أستفيد من هذه الفرصة لدرس بعض نقاط تاريخ الحزب وجهاده، فإني أحتاج لوجود مجموعة(النهضة) معي. وهذه كنت قد طلبتها تكراراً من قبل، ولا يسعني خسارة وقت أكثر مما خسرت، فسلّم المجموعة لأخي ليرسلها إليّ طرداً بالبريد...
في 23 سبتمبر/أيلول 1940

***

إلى جورج بندقي
الرفيق الساهر جورج بندقي
بعد إرسال كتابي الأخير إليك وردني كتابك المسهب المؤرخ في (24) سبتمبر/أيلول الماضي ووقفت منه على جلية الأمر في صدد مقالات (جنون الخلود) وموقف الرفيقين فؤاد وتوفيق. والظاهر من هذا الحادث أن الرفيقين فؤاد وتوفيق نسيا أن إنشاء الجريدة كان لتكون تحت مطلق تصرف المراجع الحزبية وبدون أن يكون لهما أو لأي منهما تدخّل في شؤون هذه المراجع وما تنشره، وأنهما لا يفهمان شيئاً عن فلسفة التنظيم والحكمة من التزام كل فرد دائرة اختصاصه فلا يتعداها. ولذلك حصل في مسألة (سورية الجديدة ما يحصل للجيش الذي يخرج بعض جنوده من أماكنهم ليتدخلوا في شؤون القيادة على نسبة معرفتهم وإدراكهم: عرقلة خطط المعركة.
الجريدة ليست مجلة علمية، والجريدة الحزبية تدخل كل معركة الحزبية، ولما كانت مهمتنا الأولى كشف القناع عن سحن المشعوذين «الوطنيين» الحقيقية، فإننا لا نستطيع إنقاذ الشعب من شعوذاتهم بالسكوت عليها، لتحقيق رصانة جوفاء ونظرية خرقاء. وما هي النتيجة التي نتوخاها من إطباق جفوننا على القذى؟
أما قول فؤاد وتوفيق إن ما نشر «يسي إلى سمعة الحزب وسمعتهم» فهو نتيجة تحليلك لما حدث لهما مؤخراً بتأثير الماكرين...
في (2) أكتوبر/تشرين الأول (1940م).

***


12/12/1939
رفيقي العزيز جورج،
لا أدري كيف لم تصل الرسالة الحاوية أخباراً عن الوطن وترجمة القوميين المعتقلين، مع أنها وضعت قبل الكتاب الذي تسلمته وأجبتني عليه. إنها قد تكون فقدت ولكن لا أدري كيف تسلمت العدد 42. وأصارحك أني لست راضياً مقدار ذرّة على محتوياته غير مقالة «رأي سورية الجديدة» ومقالة محمد حاج حسين. وكنت قد كتبت إليك بوجوب قطع كل علاقة مع جميل صفدي ووعدتني إنك ستمنعه من الاتصال بالإدارة، ولكنك لا تزال تقبل اتصاله وتنشر له هذه السخافات المملوءة دساً.
فأنا لا أقبل هذا التصرف من سوري قومي. وإذا كانت لا تردني الأسبوع القادم كل التأكيدات والإثباتات أن كل علاقة مع هذا الأثيم قد انقطعت فسأعمل ما يوجبه القانون القومي، وأتخذ الموقف الذي أراه مناسباً.
إذا كانت المسألة مسألة صعوبة تحرير، فأمامك مئة ألف مصدر للنشر من جريدة النهضة ومن نشرات حزبية وغيرها. وإذا لم تجد، فأمامك قصة عنترة أو الزير أو حكاية ألف ليلة وليلة تنشر منها كلما نقصت لديك المواد. هذا ما رأيت أن أقوله الآن. ولتحيى سورية.
بعد: سيسافر يوم الجمعة القادم، في 15 الجاري، إلى سنطس وسان باولو الرفيق إلياس فاخوري وكيل مجلة العصبة هنا. وذهابه لأشغاله التجارية المتعلقة بتجارة الفاكهة بين الأرجنتين والبرازيل فيجب ذكر خبر قدومه في سورية الجديدة.
وأطلب منك أن تعرّفه بإلياس [بخعازي] وتوما [توما] وهو يحمل بعض أمور تتعلق بهما.
إن وديع صفدي يحاول الآن أن يلقي خطباً وغير ذلك، وستحدث مساعٍ لإقناعك بطبعها وتوزيعها، فإياك أن تفعل شيئاً من ذلك.
ثم بعد: كتبت إلى أخي إدوار أطلب منه إجراء ما يلزم لطبع نحو 500 نسخة من صورة الزعيم مكبرة وتحتها الأبيات بدون اسم الناظم، وهي ضمن الإطار الظاهر في عدد 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. أي جعل الصورة بقطع أكبر من القطع المنشور في الجريدة ولكن ضمن الإطار عينه ورمز النسر والأبيات تحتها، وعلى ورق صقيل سميك كالكرتون. ويكون قسم من النسخ بحبر لون رمادي وقسم لون بني ويستحسن تجربة لون آخر. فماذا يكلف طبع هذا العدد.
إن الطلب على صورة الزعيم يزداد يوماً عن يوم فأحب معرفة ما يقتضيه الطبع.
[ضرب على فقرة «ثم بعد» بعلامة الشطب (×)، وكتب مقابلها «قررت تغيير المشروع»].
تأخر إرسال هذا الكتاب وتأخر سفر الرفيق فاخوري حتى أواخر الأسبوع نحو 23 الجاري فيصل في أواخر الأسبوع القادم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى