رسائل الأدباء سبع رسائل من سعدالله ونوس إلى عبلة الرويني

سلاماً يا عبلة:

كان الصينيون القدماء حين يريدون طلب الأذيّة وسوء الحظ لشخص ما، يتمنّون له أن يعيش في عصر مهم. كان العيش فيِ عصر مهم بالنسبة لهم هو اللعنة ذاتها. ويبدو أنهم لم يكونوا مخطئين، فها نحن نكتشف باضطراب حياتنا، وموجات القلق التي تعصف بنا معنى أن نعيش في عصر مهم. كنت أهيئ نفسي في أواخر تموز ـ يوليو ـ وبعد أن تلقيت رسالتك، لكتابة مرافعة مطوّلة أشرح لك فيها الآثار المدمرة التي خلّفها عبد الناصر، والإبقاء عليه طوال أثني عشر عاماً، امتدت من 1945 وحتى 1966، بل ويمكن أن أمدها حتى وفاته إذا تغاضينا عن فتور الحماسة في السنوات الأخيرة، والخيبة، والبدء في البحث عن رؤية خاصة «غير أبوية» للتاريخ ووقائعه، وقلت لك مرة عن شعور اليتم الذي أحسست به عند رحيله. ولو لم أكن قد بدأت البحث عن طريق مستقلة قبل وفاته بسنوات لما كان بوسعي أن أحتمل، ذلك الرحيل من دون انبهار، أو تخلخل عميق في حياتي.
وكنت أهيئ نفسي أيضاً لأن أشرح لك وقع ما سمته الثورة المضادة «ذات الأساس الموضوعي»: البيروسترويكا، على تفكيريِ، وعلى توازني الداخلي، فيِ الحالين كنت أفقد الجدار الذي أتكئ عليه سياسياً ووجودياً أيضاً، وفيِ الحالين كان عليّ أن أعود مع نفسيِ ووسط مرارة فظيعة، ويزيدها فظاعة تعاليِ الأصوات الشامتة، واحتفالات قوى اليمين والظلام بالنصر، أقول أن أعود مع نفسي إلى البدء، وإلى التساؤل: لماذا؟.. وأين الخطأ؟.. وكم كنت نزيهاً في مواجهة هذا الخطأ؟.. وإلى أي حد تواطأت؟.. وإلى أي حدٍّ بسّطت التاريخ؟.. وإلى أي حدٍّ كنت في اتقائي اليقيني المطمئن أستجيب إلى بقايا لاهوتية إيمانية مستقرة في نسيج لا وعي؟ ـ وأنا أكتب إليك هذه الكلمات يتناهى إلى سمعي خطيب الجامع القريب وهو يصرخ بدعائية رخيصة، وفصاحة بائسة منادياً إلى العودة إلى الهدى، وإلى سيد الهدى، ومن عاد إلى الهدى وسيد الهدى نصره الله، ومن ينصره الله فلا غالب له ـ.. يا للبؤس! لا أريد بعد اليوم ذلك اليقين المطمئن. في الحالتين كان ثمة خطأ دفعنا ثمنه غالياً. ولأني أكثر نضجاً من الاعتقاد بأن الخطأ مؤامرة، أو سوء حظ، أو قدر غامض، فإن علي أن أتقصى هذا الخطأ في التاريخ، وليس في أي مجالٍ آخر. إني أتشدق كثيراً بضرورة وأهمية الوعي التاريخي.. ولكن الوعي التاريخي ليس شعاراً، ولا تحيزاً أيديولوجياً، إنه ممارسة، إنه نقد، وإعادة نظر متواصلة، إنه باختصار فك ارتباط نهائي مع اللاهوت، والإيمان المطمئن. وبالتالي مع المقدس بكل أشكاله، هل يفضي ذلك إلى ضرب من العدمية؟.. الاحتمال وارد. لكنه لا يلغي الاحتمال الآخر. أن يعيش المرء مستقلاً، وأن يكون وعيه نقدياً، وأن يجد إمكانية منفذ أو إشارة إلى تاريخ أفضل تتحقق فيه حياة أفضل أو إخفاقات أقل. كنت أهيئ نفسي لهذا كله، ولكن يبدو أن مفاجآت عصرنا المهم لن تترك لنا فرصة لمواصلة أي حوار حتى نهايته اجتاحت العراق الكويت، وبدأت أسوأ أزمة تعيشها هذه المنطقة منذ حرب 76.. وعلينا أن ننفق وقتنا في اللهاث وراء مؤشر الراديو، والتخمين، والتمني، إنها وضعية مريعة أن تكوني في عربة تتدحرج، وأن تكوني داعية لهذا التدحرج، وأن تدركي فوق هذا أنك عاجزة عن فعل أي شيء، أو محرومة من إمكانية فعل أي شيء! منذ بدأت هذه الأزمة، وأنا قلق، وتقريباً لا أفعل شيئاً سوى ملاحقة الأخبار، والقراءة بين النشرات والتقارير الإخبارية، حتى حين سمعت بوفاة لويس عوض، وهو واحد من آخر النهضويين العرب، لم أجد القوة والصفاء لكتابة شيء عنه، وكنت أنوي كتابة دراسة طويلة عن سياقه النهضوي، وتناقضات هذا السياق تحت وطأة تاريخ عاصف ومثقل بالخيبات، منذ علمت أنه في المستشفى، وأن من الصعب تدارك مرضه، على كل، ستضاف هذه الدراسة إلى المشاريع المؤجلة وهي كثيرة. إني متشائم جداً من أزمة الخليج، وأدرك أننا مقدمون على تغيرات بنيوية، وربما مأساوية، في وضعنا القومي والاقتصادي، والاجتماعي، والمستقبلي. ولأن أداة الفعل الممكنة هي أن نقول كلمتنا ونمشي، فقد قلت كلمة أولية ضمنتها البيان الذي أرسله لك مع هذه الرسالة، وقد وقع على هذا البيان عبدالرحمن منيف وفيصل وعدد لا بأس به من الكتاب السوريين.

**

العزيزة عبلة

سألتك مرة عن الكتابة.. فأجبت وكأنك تردين على لوم «أنا لا أكتب إلا حين يكون لدي مزاج للكتابة» ومن المؤكد أن سؤالي لم يكن يعني اللوم، ولم يخطر في بالي أن الكتابة واجب ينبغي ألا تتهاوني في تأديته.. وأنا أكثر الناس معرفة بصعوبة الكتابة، وبعدم ضروريتها حين تكون تعذيبًا، وإرهاقًا للنفس.. ولكن ما قصدته في الواقع هو هذه الكتابة – البوح، التي تطهر الروح، وتجعل المرء أقل تعاسة، عنيت الكتابة كعلاقة داخلية يخلو فيها المرء إلى نفسه وهواجسه ومشاعره، بعيدًا من، أو في مواجهة العالم الخارجي بما ينطوي عليه من فظاظة أو ابتذال.. هذه الكتابة الشبيهة بالاستحمام، والانغمار في مياه دافئة.. ولا يهم هنا أن تأخذ الكتابة شكلًا موضوعيًّا (أي قابلًا للنشر) أو ذاتيًّا كالمذكرات واليوميات والرسائل وسواها.. وفي الحالين ليس مهمًّا مصير الكتابة، بل فعل الكتابة، وحتى هذا فإني لا أريد أن يفعله المرء إذا كان لا يحقق له اللذة والراحة!
سعدالله

**

العزيزة عبلة

سيطول علاجي.. البارحة زارني طبيب لبناني يعمل في أميركا، كنت على اتصال معه منذ عودتي من فرنسا، وقد وجد نتائج العلاج مرضية حتى الآن، واقترح عددًا من الجرعات الإضافية، كي يصل المجموع إلى تسع جرعات..
ذكرت ذلك لأقول، وكلما طال علاجي، زاد غوصي في دخيلة نفسي، ورقت صلتي بالعالم الكثيف حولي.. طبعًا ليس الغوص في النفس جديدًا علي، لكنه زاد كثيرًا بعد المرض.. ومن الغريب أن نفْس المريض هي بالدرجة الأولى جسدية، إنها خلجات ومخاوف وآلام واستجابات وذكريات وأماني الجسد بالذات.. هل أحاول الإجابة عن سؤالك حول حسية أعمالي الأخيرة؟.. إطلاقًا.. فالجسدية التي تستغرقني إنها شيء آخر، يختلف تمامًا عن تلك التي برزت في أعمال هذا العام، على حد تعبيرك، وهي غامضة بالنسبة لي غموضها بالنسبة لك.. من الغريب، ولعلك لاحظت ذلك على التليفون، كلما حاولت الحديث عن أعمالي الأخيرة أشعر بالسخف، وبأني أعبر بكلاشيهات مكررة عن حالات هي أشد غِنًى وجدة.. هل قلت غنية وجديدة؟.. صدقيني لست متأكدًا من غناها أو جدتها.. حاولت أن أعيد قراءة «الطقوس» لكي أجيب على أسئلتك، فأصبت بالخيبة، ولا أستطيع أن أقرأ أكثر من بضعة مشاهد، وشعرت أن حبي لها قد تبخر.. كانت فترة الكتابة غنية وجديدة! نعم.. هذا يمكن أن أؤكده. وقد قلت لك مرة: إني أمارس حرية جديدة، كانت مغلولة في داخلي، وكنت أستكشف نفسي والعالم حولي.. كنت أجازف.. تمامًا كانت كتابة مجازفة، وكنت أنبش مخزوني، وأستكمل (أو هذا ما يخيل إلي) تظهير الجوانب الخفية من رؤيتي المركبة للإنسان والعالم…
من مسرحية «طقوس الإشارات والتحولات»
سعدالله

***

العزيزة عبلة

في القاهرة كنت أملأ دفترا كاملًا.. كنت أكتب كل يوم.. أما هنا فإني لم أكتب حرفًا واحدًا.. وهذه الرسالة تتثاقل دون إضافات مهمة.. كانت لجنة التحكيم رديئة، ووزعت الجوائز بناءً على ترتيبات سياسية ودبلوماسية ونفسية والجميع له حساباتهم ولهم مصالحهم، وأعتقد دون مبالغة أن نتائج التحكيم ستسهم في دفع المسرح العربي خطوة أخرى نحو الرداءة.. نودي على اسمي بين المكرمين.. إني سخيف ومضحك.. صفقوا لي بحرارة.. إني سخيف ومضحك.. وقفت على المنصة.. إني سخيف ومضحك.. أعلنوا قرارات لجنة التحكيم.. إني سخيف ومضحك.. بدأ الفائزون يعتلون المنصة، ويتناولون جوائزهم وأنا متعب من الوقوف.. إني سخيف ومضحك.. امتلأت القاعة «أكل وشرب ونفاق وأكاذيب».. إني سخيف ومضحك، وقف الوزير وبدأ يتكلم بركاكة عن أهمية تكريم الفنانين ولا أحد يصغي إليه وسط صخب الملاعق والأحاديث والدخان، بدأ النداء على المكرمين سهير البابلي.. إني سخيف ومضحك.. وتتالت الأسماء. الجو خانق وأنا لا أكاد أجد الهواء اللازم للتنفس.. سعدالله ونوس.. إني سخيف ومضحك.. تناولت الميدالية والحقيبة، والتقطت الصور التذكارية مع سيادة الوزير.. إني سخيف ومضحك.. خرجت جريًا، عدت إلى الفندق، وذهبت إلى المطعم، أكلت لقيمات، صعدت إلى الغرفة ورميت الميدالية والحقيبة.. إني سخيف ومضحك.
سعدالله

**

العزيزة عبلة

كنت أهيئ نفسي أيضًا لأن أشرح لك وقع ما سمته الثورة المضادة ذات الأساس الموضوعي «البيريسترويكا» على تفكيري وعلى توازني الداخلي.. في الحالين كنت أفقد الجدار الذي أتكئ عليه سياسيًّا، ووجوديًّا أيضًا.. وفي الحالين كان عليَّ أن أعود مع نفسي، ووسط مرارة فظيعة ويزيدها فظاعة تعالي الأصوات الشامتة، واحتفالات قوى اليمين والظلام بالنصر.. أقول أن أعود إلى نفسي إلى البدء، وإلى التساؤل.. لماذا؟.. وأين الخطأ؟ وكم كنت نزيهًا في مواجهة هذا الخطأ؟ وإلى أي حد تواطأت؟ وإلى أي حد بسطت التاريخ؟ وإلى أي حد في اتكالي اليقيني المطمئن، أستجيب إلى بقايا لاهوتية إيمانية مستقرة في نسيج لا وعيي؟
لا أريد بعد اليوم ذلك اليقين المطمئن.. في الحالتين كان ثمة خطأ دفعنا ثمنه غاليًا، ولأني أكثر نضجًا من الاعتقاد أن الخطأ مؤامرة، أو سوء حظ أو قدر غامضٌ، فإن علي أن أتقصى هذا الخطأ في التاريخ، وليس في مجال آخر.. إني أتشدق كثيرًا بضرورة وأهمية الوعي التاريخي.. لكن الوعي التاريخي ليس شعارًا، ولا تحيزًا أيديولوجيًّا.. إنه ممارسة، إنه نقد وإعادة نظر متواصلة، إنه باختصار فك ارتباط نهائ ي مع اللاهوت والإيمان المطمئن.. وبالتالي مع المقدس بكل أشكاله.. هل يفضي ذلك إلى ضرب من العدمية؟ الاحتمال وارد، لكنه لا يلغي الاحتمال الآخر، أن يعيش المرء، مستقلًّا، وأن يكتب وعيه نقديًّا، وأن يجد إمكانية منفذ أو إشارة إلى تاريخ أفضل أو إخفاقات أقل..
سعدالله

***

العزيزة عبلة

كل شيء قاتم ومبتذل ومسف!.. المهرجان يؤذن بالانتهاء.. شاهدت كل العروض.. ضحالة وتدهور.. لا إبداع ولا هموم حقيقية.. وإننا نعود القهقرى..
منذ فترة طويلة لم أشعر بمثل هذه الوحدة الداخلية.. وحدة فيها تقزز فيها خوف، وفيها حزن أيضًا كان ينبغي أن آتي.. ولكن من المؤكد أنها آخر مرة في حياتي!.. سأعود إلى قوقعتي وحياتي اليومية وأوهامي التي أنسجها وحيدًا في غرفتي وبين كتبي، هناك يبدو للعالم كثافة وتبدو للأفكار أهمية، وتتخذ الثقافة بعدًا مصيريًّا.. أما هنا فلا شيء إلا الكذب والفساد وموت الأمل.. إلى هنا تعني كل هذه المظاهرات والمهرجانات والمؤتمرات، وحتى لقاءات وسهرات المثقفين والفنانين.. أتعرفين ما نحن في مجتمعاتنا؟!.. إننا -نحن المثقفين- سلطة ظل شاغلها الأساسي أن تصبح سلطة فعلية، أو أن تنال فتاتًا في السلطة الفعلية.. إننا قفا النظام ولسنا نقيضه أو بديله، ولهذا ليست لدينا أطروحات جذرية، ولا آفاق مختلفة، والمراوغة تطبع عملنا، وتشكل جوهر سلوكنا.. ياللخيبة!.. وياللحزن!!
سعدالله


***

العزيزة عبلة

قرأت مقالك في «اليسار» حول تقديمي لعدد طه حسين ولا أدري إن كنت أنا الذي أفتعل الخصومة أو التوتر بين ثورة يوليو وطه حسين، أم أنك أنت التي تفتعلين الخصومة معي!! لن أكرر هنا الوثائق المفعمة بالدلالات، ولن أعيد التأكيد بأن طه حسين حين كتب في يناير 1923م وهو الشهر الذي حلت فيه الأحزاب والحياة البرلمانية «لن نرضى من الثورة إلا بأن يتسع سلطان العقل، حتى يغزو بالمعرفة نفوس المواطنين، وبأن يعظم سلطان العقل حتى لا يخشى رقيبًا حين يعلن ما يرى خطأً كان أم صوابًا»..«والعقل الحر هو الذي لا يقبل دكتاتورية مهما يكن لونها، ومهما يكن غرضها، ومهما يكن أسلوبها في الحكم».. لم يكن يلقي الكلام على عواهنه، إنما كان يعبر عن مخاوف حقيقية، وعن رفض صريح لمفهوم الضباط الأحرار عن المجتمع المدني والديمقراطية.. وفي حين أن الفكرة التي أردت أن أعبر عنها هي مدى الضرر الذي لحق بالثورة ولحقنا معها؛ لأنها لم تتبنَّ الإنجازات الفكرية التي تحققت قبل قيامها، ولأنها لم تدرج تراثًا غنيًّا بالمواجهات والسجالات في برامجها، وتلك كانت مشكلة الأحزاب الشيوعية أيضًا!!.. فإنك قدمت المسألة وكأنها هجوم عدواني وموتور على ثورة يوليو ومنجزاتها العظيمة.. هل أجهل ما قامت به ثورة يوليو؟.. يقينًا لا.. ولكن هل ينبغي في غمرة حماستي لثورة يوليو وما مثلته أن أتجاهل ما لم تقم به؟!.. هل ينبغي أن أعفيها من المسؤولية لأنها لم تتخذ الاحتياطات الكافية كي لا تنهار منجزات الديمقراطية الاجتماعية بمجرد غياب قائدها.. هل ينبغي أن أنسى أن الثورة أنفقت نصف عمرها في معارك على اليمين وعلى اليسار، وأنها لم تحسم خياراتها السياسية والاجتماعية إلا تدريجيًّا، وتحت وطأة الضغوط التي أنضجت الوعي.. أينبغي أن أنسى أن الشرائح المثقفة التي كان يمكن أن تدافع عن قرارات 61 وميثاق 23 كانت تتعفن في السجون؟.. أينبغي أن أنسى أن برامج التعليم كانت سطحية وغير عقلانية، وخالية إلى حد كبير من التراث الفكري الذي بنيناه طوال قرن عاصف بين 1850 و1950م.
ولكن لا.. إنك تعرفين القصة أكثر مني.. وتعرفين أن ثمة أخطاء، وثمة سلبيات، وأن انتماءنا إلى الثورة ودفاعنا الحقيقي عنها، لا يكون بالدفاع عن الأخطاء والإغضاء عن السلبيات.. والمسألة ليست إيمانًا دينيًّا!.. إننا نكتب وبكثير من المشقة، لكي ندافع عن المستقبل، وليس لنحرق البخور حول الماضي!.. أريد ثورة يوليو، ولكن دون ما ارتكبته من أخطاء، ودون تنظيمها الفردي والبوليسي والشعائري.. أريد تلك الاندفاعة الحية.. أريد تلك الإرادة الوطنية الصلبة لبناء الاستقلال ومقاومة التبعية.. أريد تلك الرؤية الوحدوية الثاقبة.. ولكني أريد مع هذا كله الأسباب التي تغير الإنسان، وتكسبه الوعي والحرية، وتجعله مقاتلًا في سبيل هذه المكاسب وحاميًا لها!
سعدالله

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى