محمد بشكار - رسائل الكفران (الجزء السابع عشر)

1
الأكيد أنَّ لكُلٍّ مِنَّا روتينه اليومي ولوْ لم يفتح الكاميرا، أسأل الله أنْ يتوب على الجميع، ولكن من يَنكُر أنَّ آفة البطالة قد تقلَّصت بنسبة عالية بفضل اليوتيوب !
2
مَنْ يتَّخذُ من الماضي وسادةً ناعمة لنومه السَّحيق، قد لا ينتبه لِمنْ يَسرقون من تحته الحاضر والمُستقبل، وليس بعيداً أن يضُمُّوه على نفس السَّرير إلى باقي المآثر المُدِرَّة للسُّيَّاحْ !
3
كَبُر وهْمُ إسرائيل وعجَّلتْ لكيانها الصهيوني بالرحيل إلى حيث كان لقيطاً منذ عصور قبل الإقدام بمُساعدة بريطانيا على احتلال فلسطين، كَبُر وهْمُها وزاد باتِّساعه هَمُّها حين صار العالم لا يُفرِّق بين دولتها الإرهابية المزعومة ومسكن الشيطان، هل يُعقل أنْ تُضرِم دولة مُتمدِّنة نيران الحرب على غيرها وهما معا في نفس البلد، مَنِ العَدوُّ هنا ومَنِ الصديق والمكان آهلٌ بالمواطنين أصحاب الأرض والمُسْتوطِن الغازي، نحنُ أمام مجرم حربٍ خطير يَحْتمل كل الأمراض النَّفسية المُسْتعصِية على التَّحليل، يُضحي بعشيرته التي خضعتْ على مدى عقود لتضليلِ دماغٍ، لا لشيء .. إلا لِيظْهَر بصورة القويِّ الأجْدَر بالزَّعامة في منطقة الشرق الأوسط، وقدْ تَبِعتْه هذه العشيرة وصدَّقتْ تعاليمهُ التَّلمُودية المُحرَّفة والمُبالغ في أسطوريتها، تَبِعتْهُ هرباً من المِحْرقة التي أجَّجتْ الأفلام الهوليودية كوابيسها في ذهن كل يهودي في بقاع العالم، ولكنْ إلى أين.. وهو يَصْنع لعائلته نفس المحرقة ليس في قاعة العرض هذه المرة حيث لِكل فيلم نهاية تُبدِّد العتمة بالإضاءة، إنما على أرض يملك واقعها بقوة التاريخ والجغرافيا الفلسطينيون، لا أعرف ما التَّشْخيص المُناسب للحالة المرضية النَّفسية لهذا الكيان الصهيوني المجرم، لا النيكروفيليا تليق بعُهْره وهو يُمارس الجنس على أقربائه الموتى، ولا الشيزوفرينيا تسْتجمع وجهَه المَشْروخ بعْد أن تَقنَّع بأكثر من وجه وعافتْه المرايا، عِلْماً أنَّ تطوُّر الطِّب النَّفسي كما ابْتَكر مُصطلحات الأمراض النفسية توصَّل أيضا إلى ما يُناسبها من دواء، إلا مرض إسرائيل فما زال بعدواه الرهيبة طليقا يُهدِّد أمْنَ العالم ويسْتَعْصِي على كلِّ دواء !
4
مَا لا أفْهَمُه بالعقل أُدْرِكه بالشُّعور !
5
الكتابةُ لعبٌ في الحدِّ المُضيء الذي يفْصِل بين الغموض والإبْهام، وأبْلَغ غموض ما كان مَصْدَراً للإلْهام !
6
لا أعجب إلا لِمنْ يَحتلُّ أرْضَ الغَيْر ويسْتَعْذِبُ النُّزْهة على بُركان يَعْتقدُه خَمدْ !
7
أفْظعُ عقابٍ ما يكون منْ أدواتِ الجريمة !
8
أحبُّ النَّظر للأرض بينما خيالي يقفُ مائلا على كتف السماء، وكُلَّما أبْصَرتُ الخُنْفساء وهي تقوم بعمليَّة تَدْوير روْث البهائم بنفس الطَّريقة المَعْهودة دون تطوير لإمكانياتها، أيْقنتُ أنَّه لا يوجد بين كلِّ الأنْواع الحيَّة أفْضَل من الإنسان في تصنيع قذارته والعودة لاستهلاكها، فالحمد لله على نعمة العقل !
9
لا يَعِيبُ الرَّجُل إلا جيْبُه إذا كان شاغراً، ولا يَعيبُ العاشق إلا قلْبُه إذا كان شاعراً !
10
مَنْ تجرَّع المَرارة في الصِّغر لن يتخلَّص من نَكَدها في الكِبر ولوْ غَمَسْته عند كلِّ وجبةٍ في صَحْنٍ من عَسلْ !
11
قدْ لا ننتبهُ ونحن نُحقِّق بالثِّياب أناقتنا أنَّ بعض الكلمات التي لا نُحْسِن كتابتها تصْنع بَشاعتنا، فالكلمة لِباسُ المَعْنى ومَنْ لا يُحْسِن استعمالها كَمنْ يمشي عارٍ بين الناس !
12
القروض التي تَتفنَّن الأبناك في ابتكار أشكالها، تطْمعُ في إغراء آخر فقير على وجه البسيطة بشِعار إنَّ مع العسر بنكاً، ولا ترتاح حتى تَثْقب أجْرَه الشَّهري الهزيل بديون قد تُعجِّل بِقَبْره ليُسدِّدها بعده التأمين أو الجثة قبْل أن تتحلَّلْ، وأفْظَع مِن الفقير من يدَّعي الغِنى مزهُوّاً بِحُبِّ الظُّهُور، يسْتَسلم للعبة هذه القروض بها يشتري المنزل والسيارة ويعلِّم أبناءه في أرقى المدارس بعيدا عن عامَّةِ الشَّعب، ولا أعلم كيف يتدبَّر قُوت يومه هو والعائلة ولا يبقى من أجْرِه آخر كلِّ شهْر بعد الاقتطاع ثمنُ عُود ينقِّي بوخْزته الأسنان، لستُ مُنظِّرا اقتصاديا وما ينبغي لجيبي المثقوب أن يكون، ولكِنْ من حقِّي القوْل إنَّ جشع الأبْناك بما تَدسُّه مِنْ سُمٍّ في دسم عروضها القرْضية بكل إغراءاتها الإشهارية، أحد أسباب انهيار الاقتصاد سواءً على مُسْتوى البلدان أو الافراد، وإذا كان النَّاصِح مُغفَّلاً في زمني فالغافل من يُراوِغ هذه الحقيقة ليُسدِّد أهدافاً في شِباكه وهو يبني حياته بأموال الآخرين !
13
مَا الدَّاعي لِكلِّ هذا التَّعصُّب الشِّعري، أليس مع جَهْل الأغلبية بعِلْم العَروض، يُصبح كل الشُّعراء بِمنْ فيهم العموديون والتفعيليون يكتبون قصيدة النثر !
14
لم أعُد أحبِّذ استعمال كلمة وطن في كتاباتي رغم أنَّها وثيقة الدلالة والوجدان بجغرافيا الرُّوح ولا تتحدَّد كالبلد بموقعها على الخريطة، الأجْدر أن يتَّقي الكاتب هذه الأيام الشُّبُهات ويتحاشى كلمة وطن التي أفْسَدتها السياسة، فما يَكتُبُه بِصِدْق يَنْتهِزُه البعض مَكْسَباً للرِّزْق !


..........................................
افتتاحية ملحق"العلم الثقافي" ليوم الخميس 27 ماي 2021.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى