صلاح عيد - تساؤلاتٌ أَمَامَ المَرَايَا

أُحَدِّقُ فِيِ تَفَاصيلِ المَرَاَيَا
فأُبْصِرُ داخِلي أحَداً سِوَايا
غريب الوجهِ مجهولاً كأني
أتيتُ من الأحَاجِي و الحَكَايَا
فلا اللونُ المقابلُ لي.. كَلونِي
ولا هِرَمِي يُنَبِئُ عَنْ صِبَايَا
فهلْ أنا مَنْ أنا أمْ أنَّ غَيْرِي
تَسَرَّبَ رغمَ عَنِي في دِمَايَا
و مَنْ ذاكِ الذي لاحَتْ لِعَيْنِي
رؤاهُ كَهَرْطَقَاتٍ أو شَظَايَا
و أيْنَ الطِفْلُ غَضُّ العودِ مِنْيِ
و أينَ البِشْرُ كَمْ أزْهَىَ صِبَايَا
تلاشَتْ غِبْطَتِي أَصْبَحْتُ كَهْلاً
تُطَارِدُنِي طيوفٌ للمَنَايَا
فهلْ هذا الذِي قد لاحَ حُلُماً
تَشَكَّل في خَيَالِي و في رُؤَايا
أم انَّ حَقيقتيِ محض انعكاسٍ
لضوءٍ سَوْفَ يَخْبُو بالزوايا
فأغدو ذات يومٍ بعضَ ذِكْرَىَ
غباراً قدْ تناثرَ أوْ بقايا
رماداً للنبالةِ أو رذَاذاً
لبعضِ الطُهْرِ أوْ بعض الخَطَايا
فَيا مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ أجِرْنِي
و أخْبِرْنِي بما اقْتْرَفَتْ يَدَايَا
و هوِّنْ حِيِرَتِي و شَتَاتَ عَقْليِ
فَكَمْ أَحْتِاجُ بَعْضَاً مِنْ وَصَايَا
إذا ما قدْ خُلِقْتُ رَهِيِنَ جَسَدٍ
يَغِلُّ الروحَ قَسْراً بالحَشَايا
فكيفَ يكونُ لي فِيِها اخْتِيَارٌ؟
و ما اخترتُ العَطَاياَ و الرَّزَايا
إذا ما جِئْتُ رغماً كيفَ أمْضِي؟
و كيفَ يكونُ إفْكِي أَوْ هُدَايا؟
***************
شعر/ صلاح عيد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى