حواء فاعور - أقف سعيدة في العزاءات ، فيما اقدح واحدا لنفسي من الحجر

أقف سعيدة في العزاءات ، فيما اقدح واحدا لنفسي من الحجر .
أقف حاسدة وانا انظر إلى المآب الذي أصبو إليه بشكل استثنائي ، واراقب آثار أقدام الغربان وهي تمتلئ بماء السماء أو ملح العيون ،مثلها في قلبي مملوءة بالنحيب ،
باللذة والصراخ المأسور بالقوة .
أم الوهم أنا وأبوه ، حين يكبر أقتله، وأنجب توأما آخر
أربيه بفيء جمودي الغريب ،حيث لا انغمس ولا أقف على الحافة .
أعلمه الضحك الهستيري ، والمشي فوق المصيبة كأن شيئا لم يكن .
ثم آمره أن يكون حقيقيا .
وهما مزدوجا يمشي في الزحام ، حاملا اللعنة نفسها
واللذة نفسها
ونفس الجمود .
كلما قال العالم أمامه : سأفنى قريبا ،
يضحك بالهستيريا التي لقنته إياها .
كل شيء ممل منذ زمن طويل مضى ، فلينته الآن بسرعة .
صاما أذنيه عن لغو النحيب الغبي المتعالي ،
النحيب الذي يدعو إلى الغثيان ، مثل جرع العلاج الكيماوي التي تطرح متعاطيها في الفراش لأيام ،
يطرح المنتحبين في دائرة الهباء والسخف
مت أيها العالم!
فموت الميتين صدقة!
شجر الليمون في الخارج تقطر أوراقه ماء السماء .
ضوءا برتقاليا ساطعا وسط الضباب المتعشش بين الشجر
وأنا أحاول شد حبك في قلبي مثل حبل متراخ على الشرفة تثقله قطرات المطر .
أحمل ماسبق في روحي كمشهد أخير في قلب بكر وعاق يريد حفرة أوسع .
يدفن فيها الحب الذي غلب اليأس .
الحب الوهم المزدوج السعيد الحاسد الذي يقف في العزاءات ويضحك ليسمع صدى الضحك تحت التراب .


# حواء فاعور
#لا_أنقاض_تحتك



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى