محمد رضا - هذا الصّيفُ لم يكن أيضًا لنا

هذا الصّيفُ لم يكن أيضًا لنا
لا غيومَ في سماواتنا نحن
سكانُ الطّوابقِ الأرضيّة

ما الحلّ؟
غدًا أموت مثلَ طيرٍ جارحٍ
لم يعثر يومًا على الشمس
حتّى في المنافي الدافئة
غدًا أودعُ جسدي الحدائق
لتنمو فيها زهورُ الاسمنت، وحيدةً ومتطفّلة
مثلَ جثّة رجلٍ أزرق
أرادَ طويلًا أن يكونَ سمكة

لما لا تأتي الآن
مخادعًا مثل كل الرجال الذين عرفتهم في حياتي
على طاولتي سلة ليمون فارعة
وكرسيّ على الشرفة يتّسع لجسدين متعبين
وفم وافر يصلح عشًا واطئًا
لرجال أكبر من شاشات السينما وأحلامهم

لما لا تأتي الآن
لتتركَ هذا البحر الذي يطلّ على نافذتك
غريبًا مثل عيون السائحين الذين هم الآن رفاقي
مع أني لم أترك بيت أهلي أبدًا
ولم أسافر إلاّ في الحقل
ولم أتخل عن شجرة كانت يومًا معقلًا للأطفال الشاردين
عن المدينة
وأبنية الباطون
ولم أبعث لهم سوى رسائل صوتية
أخبرهم فيها أني حيوان مقتول
بلا غابات
بلا حبٍ ولا مأوى


تعال بكل حزنك
كي أرتقَ ثقوب جواربك الملوّنة
وأعقدَ أربطة حذائك
وألمع نظارتكَ صباحًا
كي تقرأ كلمة "حبيبي" بشكلٍ واضحٍ على السّطر
تعالَ بكاملِ موتك
قبلكَ فقدتُ طفلين
أبي ورفيقَ اللّعب
وأخوةً كثر كبروا في دروجِ الخزائن

تعال
لا أصدقاء لنا سوى المقابر
ندفن فيها البحر والشارع وشجرة الحقل
وحبّنا الذي يومض الآن حنونًا
مثل يدٍ لم تعتد أن يجسّ أصابعها في العتمة
أحد
مثلَ معطفٍ مبتل يخشى أن يقتلَ صاحبه


محمد رضا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى