المهدي الحمروني - وهمٌ لاكتمالٍ عصيّ

على قاب قوسٍ واحدة
لمنحنى أدنى قربًا
إلى العتبة الخامسة والخمسين
لأَكَمةِ آبٍ آخر
ورائها ماورائها من غيب
أُجاهد صعودًا إلى الهاوية
بسرٍّ مرتّق الخطو
مثل عهدٍ مُثخنٍ بالبياد
موجزٍ لهامشٍ خاطفٍ
من سيرة قفر
غنيةٍ بالخيبات العظمى
لا أجد ما أُوصي ومن أُوصي
سوى كرامة دفنٍ عاجلٍ
مُغرقٍ في التواضع
بمثوىً بلا بهرجة
ربما أُنعى بفرطِ مؤبِّنٍ من رثاء
مشوبًا بشططٍ في النحيب
لكنه يلبث مأتمًا ويمضي
هكذا أُوارى كخبرٍ صغير
على صفحات نفرٍ معدودين
من نُخبٍ صديقة
دون صورةٍ ترسخ في خيال العامة
متوزعٌ نسيي على تناقل الذكر
بين الوسائل
لطمسٍ مٌدبّرٍ بليالٍ طوال
لكني لا أزال حيرة التيه
في تناسل البيد
طفولة النهد الثائرة على الفطام
أُراود الشعر لقصيدةٍ وحيدة
أغذُّ الوهم لاكتمالٍ عصيّ
كل مساءٍ أقف دقيقة صمتٍ
حدادًا على الشفق
أُباكي الوحي بنايٍ من الوحشة
عن كثبٍ من نبوّة طاعنةٍ في التفرد
أقُدُّ ملاءة الفجر بمدية حلم
مُلاقٍ الصبح بتوجس الحكمة
في استشراف الجفاف
مثل ضلِّيلٍ تساقط قروحه في الدرب
بما تواتر عنه أنه قال:
ألا عم صباحًا
أيها الطلل البالي
وهل يعمن
من كان
في العصر الخالي
ثم أنتهي قطينًا لعزلتي
كلوعة الضوء في غيبة الجب
صعلوكًا خلف طراد المعنى
رحّالا إثر غيض ماءٍ بواحة مهددة
نازحًا وراء مواطَنةٍ مذعورة في البلاد
لاهثًا لالتقاط صدىً يردد:
وهل يعمن
من ضيّع الشوقُ عمره
يقلِّبه المنفى
إلى غربة
الآل
____________________________
ودّان. 2 حزيران 2021 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى