نيرة الشريف - في يوم الطالب العالمي.. ''مصراوي'' يُحيي ذكري ''سهام صبري''

تحل اليوم ذكري يوم الطالب العالمي الموافق 21 فبراير من كل عام، والتي بدأت في 9 فبراير عام 1946، حيث استخدمت القوات البريطانية العنف ضد الطلاب المصريين المطالبين بالجلاء والاستقلال، بعدها تضامنت الحركات الطلابية في العالم أجمع مع الحركة الطلابية في مصر، وانطلقت المظاهرات في أرجاء العالم، في يوم 21 فبراير، وهو اليوم الذي اختير ليصبح يوم الطالب العالمي.

برزت علي مدار عقود من النضال الطلابي عدة وجوه ناشطة في تاريخ الحركة الطلابية المصرية، اختار ''مصراوي'' منها اليوم وجه ''سهام صبري'' أبرز الطالبات الناشطات في الحركة الطلابية خلال السبعينيات، والتي تعد الفترة الأظهر في تاريخ الحركة الطلابية المصرية، فبسبب وعد ''عام الحسم'' الذي لم يُنفذ، وبسبب غلاء الأسعار ثار الطلبة، ففي عام 1977 وعقب قرارات رفع أسعار الكثير من السلع الأساسية وانفجار المظاهرات الشعبية في 18 و 19 يناير، شاركت جامعة القاهرة في الحدث فتم إغلاق الجامعة، واعتقال الكثير من الطلبة والطالبات، فتم اعتقال الطالبة سميحة الكفراوي من المظاهرات، وفوجئت الطالبة كريمة محمد علي بقرار فصلها من الجامعة وهي طالبة ببكالوريوس الصيدلة مع زملاء وزميلات آخرين، ولكنهم عادوا بقرار من المحكمة، وقد ضمت قائمة الاعتقال عقب أحداث يناير عام 1977 نحو 35 طالبة وتعرضت الكثيرات لمجالس التأديب.

كانت سهام صبري طالبة بكلية الهندسة جامعة القاهرة قسم ميكانيكا، وكان لها الكثير من المواقف الجريئة خلال الحركة الطلابية في السبعينيات، فعندما نظمت جماعة أنصار الثورة الفلسطينية مؤتمرًا في يناير عام 1972 لاستجلاء موقف السلطة من الحرب علي إسرائيل إثر خطاب السادات الذي برر فيه مرور عام الحسم -1971- دون حسم، وكان المؤتمر بحضور الدكتور أحمد كمال أبو المجد الأمين العام لمنظمة الشباب الاشتراكي ووزير الشباب وقتها للرد علي استفسارات الشباب، لكن أسئلتهم المحرجة وإدانتهم للسلطة كان شديدًا، ولم يجد الرجل مخرجًا سوي الاعتذار عن عدم الإجابة واعتبار نفسه ''بوسطجي'' بريد بينهم وبين الرئيس، فتصدت سهام وآخرون من زملائها لمواجهته، وكانت المواجهة حادة وقوية، وطلبت سهام من الوزير أن يحضر الرئيس بنفسه إليهم للرد عليهم طالما هو ''بوسطجي'' وهو المطلب الذي اشتعل إثره الطلبة مؤيدينه.

وفي مسيرة الطلبة الحاشدة قرب الجامعة في يناير من عام 1973 أصيبت في وجهها بطوبة أفقدتها الوعي أثناء اشتباك الطلبة مع قوات الأمن المركزي، وعندما أفاقوها عادت بصعوبة للوقوف من جديد في مقدمة المسيرة، ثم نجحت هي وآخرين في إقناع الطلبة بالتقهقر بالمسيرة إلي حرم الجامعة وإغلاق أبوابها حماية لهم من عدوان الأمن المركزي.

كما واجهت استفزاز سيد فهمي مدير المباحث العامة، يوم قُبض عليها وتوجيهه التوبيخ والسباب لها واتهامها بالعمالة وتلقي أموال أجنبية، بشجاعة وهدوء أعصاب لتفوت عليه محاولة استدراجها في الحديث، وتهديدها له بأنها ستفضي بتعدياته هذه إلي النيابة.

كما قامت سهام بدور قيادي في الاحتجاجات التي تلت القبض علي قيادات الحركة الطلابية في 29 ديسمبر عام 1972، والشخصيات العامة المناصرة لهم في حركة استباقية لإحباط خطة حركتهم، فأراد الأمن إلقاء القبض عليها بعيدا عن المتحلقين حولها فقاموا باختطافها وهي عائدة لبيتها، بعد مشاركتها في مظاهرة حي بين السرايات الشعبي المجاور لجامعة القاهرة، وتتبعوا الأتوبيس الذي استقلته وأوقفته سيارة مباحث وصعد ضابط مباحث لاختطافها.


1624098462425.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى