أ. د. عادل الأسطة - ذاكرة أمس ٩٧ : تعريب الجزائر ، تهويد أو تعبير فلسطين وتبعير أهلها

أنفقت جل الوقت أمس في شقتي الثانية .
في التاسعة صباحا غادرت المساكن الشعبية الشرقية لأسجل شقتي القريبة من مدرسة عادل زعيتر في البلدية باسمي ، وهو ما لم أفعله من قبل بخصوص شقتي في المساكن الشعبية الشرقية ، إذ انتهت مدة الوكالة الدورية ولم أجددها ، فصارت الشقة مشاعا وحصلت عليها من خلال نصيبي في الميراث ، والله لا يضيع حق العاملين .
غالبا ما صرت أسخر من الذين تأكلهم الدنيا ، فلنا من المال ما ننفق والباقي هو نصيب الوارثين و .... .
في الحادية عشرة صباحا جلست في باب الساحة مدة ساعة ، وعدت في السابعة والنصف مساء أتأملها . إنها المكان الأجمل في المدينة على ما يبدو لي ، هي وشارع النصر ، ولا أظن أن في نابلس كلها شارعا أفضل للمشي ، في المساء ، من شارع النصر . لا اكتظاظ ولا سيارات ولا عربات تعيق المشي ولمن أراد أن يتحلى فكنافة الأقصى ساخنة طازة يخرج السدر من النار إلى منقل البيع وينفد سريعا .
صارت حلويات الأقصى معلما من معالم نابلس السياحية يسأل عنها القادمون . أن تأكل من حلويات الأقصى يعني أنك زرت نابلس ويمكنك أن تشاهد كيف تصنع الكنافة .
وأنا أنهي قراءة رواية Al Habib Sayah " الموت في وهران " ، وهي رواية يجب أن أعيد قراءتها ، تذكرت رواية إميل حبيبي " اخطية " ، فالروايتان تسيران في خطين متعاكسين بخصوص التعريب ، الأولى تعرب الأماكن والثانية تأتي على ظاهرة تعبير / تهويد الأماكن . أعني أن رواية الحبيب السايح تذكر الاسم القديم للمكان أيام الاستعمار الفرنسي وما صار إليه في زمن التحرير ، فيم تذكر رواية إميل الاسم القديم للمكان وما صار إليه في زمن التعبير / التهويد ، والتعبير هنا من العبرنة - اللغة العبرية . هل سيأتي يوم تعرب فيه الأسماء العبرية وتعود الأسماء إلى ما كانت عليه قبل إنشاء الدولة الإسرائيلية ؟ من يدري ؟!
حاولت فرنسا خلال ١٣٢ عاما فرنسة الجزائر ولم تنجح ، والدولة العبرية أسست قبل ثلاثة وسبعين عاما - يعني تحتاج تقريبا إلى ستين عاما ليتساوى استيطانها مع استيطان فرنسا الجزائر .
وأنا أقرأ في الرواية كنت بين فترة وأخرى ألقي نظرة على جديد المنشور في الفيس بوك . ما زال النشيطون يخوضون في شأن لقاحات ( فايزر ) وصفقة تبادله بين جهات في السلطة الفلسطينية وإسرائيل ، وفي حين طالب العقيد جبريل الرجوب بإقالة حكومة الدكتور محمد اشتية وتشكيل حكومة جديدة تخلو من أي وزير من وزرائها ، فإن الرئيس الفلسطيني أبو مازن يرى أن الناس بعد أيام ستنسى الحكاية كلها .
قبل سنوات منعت إسرائيل دخول الخيار البلدي الفلسطيني إلى أسواقها بسبب زيادة نسبة المواد الكيماوية في الرش ، فامتلأت الأسواق الفلسطينية به وتنغنغ المواطنون في أكل السلطة والمخلل وطبخ الخيار المحشي أيضا . ترى أين ستدفن إسرائيل كميات اللقاح شبه منتهية الصلاحية بعد أن لم تنجح في دفنها في أجسادنا ؟ في مناطق A و B الفلسطينية مثلا .
بعد توقيع اتفاقية أوسلو كتب شاعر مجهول قصيدة نسبت إلى محمود درويش مطلعها :
" لهفي على القدس الشريف
يلوغ بها الجبالي والطريفي "
وكان الرجلان محسوبين على الاحتلال ، والآن ... الآن ... بم ستجود عبقرية بعض شعرائنا ؟
هل سينجح الإسرائيليون في تهويد / تعبير بقية فلسطين ؟ ولو لم يلتفت إلى تاريخ اللقاح وطعمنا به لنجحت إسرائيل ليس في تعبير أسماء الأماكن وحسب ، بل في تبعير الفلسطينيين ، والتبعير من البعير .
صباح الخير
خربشات
٢١ حزيران ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى