عماد الدين التونسي عودُ

أَعُودُ..ِلِأُفَتِّشً حَوَارِي أَصْوَاتِي
ِلأَزُورَ حَوَانِيتَ نَظَرَاتِي
ِلأَدُقَّ أَبْوَابَ ضَحَكَاتِي
ِلأَمْلَأَ أَجْسَادَ مَقَاعِدِي وَ زَوَايَا مَسَامِعِي
أَعُودُ..لِأُجْلِسَ الْكَائِنَاتَ
ِلأُشْغِلَ الْمَكَانَ وَالطَّاوِلاَتَ
ِلأُحْرِّرَ الْأصْوَاتَ
ِلدَفْقِ الْحَيَاةِ
أعُودُ..لِأَرَى ظِلاَلَ الْأَجْسَادِ
ِلأَلْمُسَ حَيِّزًا فِي الزَّمَانِ
ِلأُقَلِّصَ وِحْشَةَ الْمَوْتِ..إِِخْتِفَاءَ الظِّلِ
سَخَفَ الْغِيَابِ وَ شُغُورَ الْمَكَانِ
أَعُودُ.. لِأَصْنَعَ أَحْضَانًا..رَوَائِحَ ِلأَثْوَابٍ
أَلٌوذُ بِهَا بَقِيَّةَ الْعُمُرِ
ِلأُشَكِّلَ رُكْبَةً مِنْ صُوفٍ..أَغْفُو عَلَيْهاَ
لَوْ دَاهَمَنِي إِِعْصَارُ الْخَوْفِ
ِلأُعِيدَ تَشْكِيلَ الْقَدِيمِ
ِليَكْتَمِلَ الْجَدِيدُ..أَكْثَرَ حَيَاةً
مِنْ صُوَرٍ مُعَلَّقَةً عَلَى الْجُدْرَانِ
ِلأُعَمِّرَ الْأَمَاكِنَ الْخَالِيَةَ وَ أَجْلِسُ حَوْلَهَا
ِلأَضَعَ وَسَائِداً قُرْبَهَا
أُقَبِّلُهَا دُونَ رَتَابَةٍ
أَعُودُ..لِأعْتَنِي بِالْإِبْتِسَامَاتِ
بِلَوْنِ الْبَشَرَاتِ وَ تَجَاعِيدِ الْيَدَيْنِ
فَقَدْ إِِشْتَقْتٌ لِلْوُجُوهِ لِلْعُيُونِ وَ الْعَلاَماَتِ
لِْلأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ
أَعُودُ..ِِلأَشْكُو الْأَزَمَاتَ
وَ حِينَ يَحِلُّ النَّوْمُ
أُُوَدِّعُهَا بِعِبارَةِ
"تُصْبِحِينَ عَلَى عَوْدَةِ"

عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيُّ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى