أ. د. عادل الأسطة - هل أسهم الشعراء في موت الشعر؟

قبل نحو ٤٠ عاما قرأت مقالا يأتي فيه كاتبه على أزمة الشعر في فرنسا ، ومما قاله إنهم يدقون آخر مسمار في نعشه .
وقبل ٢٠ عاما نشر الدكتور جابر عصفور كتابه " زمن الرواية " ، كأنما يفترض العنوان عنوانا آخر هو أن زمن الشعر ولى .
ولطالما كرر شعراء السؤال الآتي :
- ما جدوى القصيدة ؟
ومع ما سبق فما من شاعر إلا كتب مئات القصائد وأصدر عشرة دواوين شعرية على الأقل . ثمة إسهال شعري . هل هناك خلاف حول هذا - أعني الإسهال الشعري ؟!
صار الشعراء يكتبون بمناسبة وبدون مناسبة . إن عاشوا تجربة أو إن لم يعيشوا تجربة . كأن الكتابة صارت لهم واجبا يوميا ، وأرجح أن كثيرين منهم حين يقرأون قصائدهم بعد حين لا يعرفون دافع كتابتها .
كان ( ادموند ولسون ) يأخذ برأي الشاعر ( وردزوورث ) الذاهب إلى أن الشعر ينشأ في " أحضان الرجاء والخوف والرغبة والخيبة " ، وآلاف القصائد الآن لا تنشأ في حضن أي من المحركات السابقة .
خاف النابغة من النعمان فرجاه واعتذر له ، ورغب المتنبي في العطايا والولاية فمدح ولما خاب رجاؤه هجا ، وتغرب ابن زريق فشعر بالخيبة والغربة والإخفاق فكتب قصيدته ولم يكتب مئات القصائد ، وكبرت تجربة محمود درويش على الأحداث الكثيرة التي عاشها الشعب الفلسطيني وارتبطت كثير من قصائده بالمناسبات ، وأعجبني رأي زكريا محمد القائل بأن الشاعر يكتب ثلاث إلى أربع قصائد في حياته وما زاد هو تكرار لها .
شخصيا ما عدت أقرأ الشعر وليس لدي رغبة في الكتابة عنه وسامحوني أيها الشعراء .
في ديوانه " محاولة رقم ٧ " كتب محمود درويش :
" يا أيها الخطباء لا تتكاثروا
يا أيها الشعراء لا تتكاثروا " .
واعذروني لأن الاقتباس السابق كمن يقرأ " لا تقربوا الصلاة " .
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
Adel Osta
٢٣ / ٩ / ٢٠٢٣ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى