شهادة القاص الكاتب الاستاذ صديق الحلو عن القصة القصيرة...

يوم القصةالعالمي 2020

قصتي مع الكتابة والقصة القصيرة. قبل أن أبدأ الدراسة النظامية كنت احب الرسم المناظر الطبيعية. اخد قلم الرصاص ودفتر واطلع في شجرة في قرية كتراية العظمة منتظرا الهاما لم يجيء وارسم كل ما هو امام ناظري. المراعي الخصراء علي مد البصر والماشية. قطار السكة الحديد الذي يشق الفيافي في ريف كوستي المعطاء. اواسط السودان الوطن القارة. امي فاطمة تحكي لي عن قصص الثورة المهدية التي لاتنتهي. كان جدي احد قوادها. وتحكي لي عن ابوزيد الهلالي ومخاضته عند النيل. وعن عنتر بن شداد وعبلة وحسن الشاطر وفاطمة السمحة والغول. الغاز وحكايات السحر الافريقية. في المدرسة الاولية كانت هناك حصة القصة والتي كنا ننتظرها بتشوق. كنت احفظ القصص عن ظهر قلب. وكأن لاستاذي وخالي امام عبدالنبي النور دور كبير واساسي في حبي للغة العربية والقصص. وعندما دخلت المرحلة المتوسطة كنت ادخل السينما وأشاهد الافلام واحضر في اليوم التالي الخصها واحكيها للصغار في مثل عمري الذين يتحلقون حولي في الليالي المقمرة وانا اقص عليهم قصة الفلم واشاهد الدهشة في عيونهم الصغيرة وانبسط. وفي كوستي الاهلية الوسطي كنت ادير الليالي الادبية واخرج صحيفة حائطية مع بعض الاصدقاء. هنا قرات الاعمال الكاملة ل بدر شاكر السياب ولمن تقرع الاجراس للامريكي ارنست همنجواي. احسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ. قصتي مع الكتابة بدأت في اشادة معلمي بكتابتي للنشاء واحرازي الدرجة الكاملة وتميز في اللغة العربية والاملاء. كتبت للاصدقاء رسائلهم الغرامية للحبيبات وكنت ارد عنهم بعبارات تعجبهم. قرات للاخ عيسي الحلو في وقت مبكر وابهرتني عوالمه. استاذي في المرحلة الثانوية الشاعى الكبير عبدالله شابو كان له فضل علي. وكذلك الاستاذ شيخ الدين عمر ومنار وعبدالرحمن الحلو حيث قرات كل مكتباتهم. كنت احلم ان اصير كاتبا واوفر من مصروفي المدرسي واشتري الكتب وكنت اود ان اكتب كتاب استعرضه في الفترينة الزجاجية بالمكتبة الوطنية لمصطفي صالح وقد حصل بعد20 عاما. كنا نتبادل الكتب مع الاصدقاء عمر محمد احمد وصلاح كوستي. عصام خليل. حسين ربيح ومحمد عبدالرحيم. ولا انسي دور نزار غانم ونازك الملائكة في تشكيل وجداننا في تلك المرحلة. وفي ثالثة ثانوي نشرت لي مجلة الاذاعة والتلفزيون اول قصة كتبتها بعنوان الجذور 1978.فزت في العديد من مسابقات القصة القصيرة بالمركز الأول. في تلك الفترة قرات الطيب صالح. عبدالرحمن منيف. سلوي بكر. يحي حقي ويوسف ادريس. ونشرت مجموعتي القصصية الاولي الفصول بمدينة جدة بالسعودية وعمري 30سنة وتحوي 24قصة قصيرة. ثم مجموعتي غصة في الحلق ويحوي34قصة..ثم كتابي إمرأة من الزمن الماضي ويحوي 50قصة قصيرة و14قصة في مجموعتي رهاب الحكايات في العام 2019
اربعون عاما في كتابة القصة القصيرة. 122 قصة مطبوعة في كتب
واخريات لم يطبعن بعد
كنت ومازلت احب القطط والعصافير والزهور والعطور. وللانثي مكان خاص في عالمي. كتبت عن الواقعية والرمزية والرومانسية والتراث. وكنت اتمني ان اصير ممثلا أو رساما تشكيليا ولكنه لم يحصل. زمن كتابة القصة القصيرة استوعبتني الصحافة لأنها الاقرب. فصرت مشرفا علي العديد من الملفات الثقافية بالصحف والمجلات السودانية. وشاركت في ان شاء روابط ثقافية وجمعيات ابداعية واتحادات للكتاب. ترجمت بعض قصصي للفرنسية والانجليزية. اصدقائي يقولون انني غزير الانتاج. وممتن جدا لنادي القصة السعودي وصديقي خالد اليوسف حيث نشر لي كثير من القصص. عندما تكون صغيرا ونحيفا ولاحول لك ولاقوة والكبار يبدأوون آراء في كل مايدور حولك وعندما تريد أن تبدا رايك يقمعونك. وتسكت لتلجأ للأوراق تبثها احزانك وافكارك وربما شوقك. من هنا تبدأ كتابة القصة القصيرة. انه المخاض بعد معاناة.كان اجدادي رجال علم ودين وكنت اعتقد ان الشاب ينجح في ما يعمله اسلافه ولذلك لجأت للكتابة. وكان في كل مراحل عمري يكون اصدقائي من المبدعين نلتقي مع بعض نستفيد من الآراء والملاحظات ننتقد بعض ونصل لنتائج. احب جدا السخرية وكنت أعتقد ان المبدع الحقيقي لايكون بدينا وان الأغنياء لايستطيعون الكتابة العميقة ولكن بمرور الايام... صار كل شيء ممكن.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى