ابن نباتة المصري - غازلتنا فأعيدي ماضي الغزل

غازلتنا فأعيدي ماضي الغزل = شواهر البيض من مسودة المقل
إنا الى الله تلهينا الأوانس عن = مساجد النسك بالاصداع كالقبل
غيد بدت فتولى الظبي من حنق = يسعى وأطرق غصن البان من خجل
بأوجهٍ من بني بدر تناضلنا = من دونها لحظات من بني ثعل
من كل مسكرة الألحاظ مائسة = يهزها الدلّ هزّ الشارب الثمل
معسولة الثغر إلا أنّ قامتها = منسوبة القدّ للعسالة الذبل
يلذ لي هجرها مع بغضها بدلاً = من البعاد ومن للعثور بالحول
عدمت صبري ولم أظفر بريقتها = فما حصلت على صابٍ ولا عسل
و عاذلي ليس يدري أن ناظرها = سيفٌ الى قتل مثلي سابق العذل
خالي الحشا ان دعا فكري لشكواته= أجاب دمعي وما دمعي سوى طلل
يامن تملك سكنى القلب معطفها = أعلى الممالك ما يبنى على الأثل
ماذا على العاذل الجهميّ منظره = إنّ الصبابة من كسبي ومن عملي
و ماعلى ظاهري من محاسنها = إني على الصبر فيها أيّ معتزل
لم أنس اذ زارني طيف الخيال بها = يخطو ويخطر بين الحلي والحلل
مأمورة الوصل والهجران جائرة = بالردف والعطف بين الريث والعجل
سقياً لعطف على ردف ينوء به = وحبذا جبل الّريان من جبل
و حبذا غزلي في الخصر قلت له = يا خير منتحل في خير منتحل
و حبذا العيش والأيام مسعفة ٌ = ومصر داري وأحبابي بها خولي
يا بارقاً من نواحي مصر مبتسماً = بلّغ تحية هامي الدمع منهمل
واذكر اذا هب معتل الصبا جسدي = فربما صحت الأجساد بالعلل
و الملك يصلح عقباها بصالحه = والفضل يقسم من ساداتها بعلي
ربّ العطا والنقا إن شمت برقهما = علمت أنّ علياً كيف شاء ولي
الباذل الوفر في بدو وفي حضر = والجامع الحمد من سهلٍ ومن جبل
لله كم للعلى بكرٌ محجبة ٌ = زفت اليه لقد زفت الى رجل
ثبت الجوانب والدنيا مزلزلة = وصائل الرأي والقرضاب لم يصل
و الكامل الذات يروي فضل سؤدده = عواليَ الفضل عن آبائه الكمل
تجمعت فيه أقسام الفخار كما = تجمعت قسم التفصيل في الجمل
نوال عزٍّ أضافته الصفات إلى = تدبير محتنكٍ في عزم مكتهل
إذا سقى ماله الظمآن أتبعه = جاهاً فيا لك من علٍ على نهل
في مصر والشام يرجى سحب ذي كرم = بالجود مشتهر بالحمد مشتمل
مطابق الوصف فوق النجم موضعه = والجود يدنيه قيس الكف للأمل
لو قال طلت السهى قال الأنام نعم = يا صادق القول والعلياء فقل وطل
مازال يعدل حتى ما بمصر سوى= من فائض النيل قطاع على السبل
و منشئ اللفظ نبعاً للقلاع فما = يرى كنبعك طلاعاً على القلل
نعم الفتى أنت في السادات اكبر من = مثل وأسير في الأوصاف من مثل
و ابرع الناس نطقاً ليس محتفلاً = فكيف حين يراعى فكر محتفل
في كفه قلمٌ ناهيك من قلم = ومن حسامٍ ومن رزق ومن أجل
معدل بشهادات العلى وله = جراح يوم سطا يقذفن بالقتل
حكاه في قطعه حد الحسام وما = حكاه في مقبل الأرزاق متصل
سد يا علي فما أبقيت منقبة = يمتاز عنك بها في الأعصر الأول
تحفى بمدحك أقلام مننت على = آمالها وعلى الأسياف في الخلل
يا باسط الجود في سيف وفي قلم = لقد مننت على حافٍ ومنتعل
يا ابن السراة إلى الفاروق نسبتهم = وجمعهم لفخار القول والعمل
البالغين مدى العليا ولو قعدوا = والسابقين ولو ساروا على مهل
من كل فاتح أرض غير طائعة = مبارك الفتح أنى سار والقفل
فكل مقترب الأقلام ساجدها = بأشرف اللفظ يحمي أشرف الملل
بّلغتني يا ابن فضل الله مطلباً = لم أرجه من بني الدنيا ولم أخل
نلت العلى وكبتّ الحاسدين على = يد اغتنائك لا حيْلي ولا حيَلي
وقد سموت لديوان الرسائل في = طي ادّكارك لا كتبي ولا رسلي
مداً أخوك إلى مرقاه أوصلني = ولو ترقى اليه النسر لم يصل
و إن تعذر معلومي عليه ففي = معلوم جودك أو في مدحه شغلي
ان مد قصدي في الدنيا لغيركم = يد الرجا فرماها الله بالشلل
بلغتم آل فضل الله منزلة = تحول زهر الدراري وهي لم تحل
يخف نظم المعاني في مدائحكم = وفي سواكم فما يخلو من الثقل
و يألف الناس عطفاً من عوارفكم = فما تميل أوانيهم الى بدل
أنتم رجائي الذي وحدت مقصده = في العالمين ولم أعكف على هبل
مالي وما للسرى قصداً لغيركم = هيهات لا ناقتي فيها ولا جملي
فما لإيضاح لفظي لا يضيئ بكم = وقد بذلتم له الأموال بالجمل
فدونكم من ثنائي كل سائرة = مرخى لها في عنان القول بالطول
سيارة في بسيط النظم مسرعة = فياله من بسيطٍ جاء في رمل
اسعى على درر المعنى بأبحرها = وسعيُ غيريَ في مستفعلن فعل
بقيتم يا بني العلياء في نعم ٍ = ملء الزمان وفي أمن ٍوفي جذل
تقاسم الناس في أيام سؤددكم = يوماً وليلاً فمن مثنٍ ومبتهل

.
أعلى