ختام ميّاس - أصحاب أفئدة الطيور

نحن أدعية منكسرة متعلقة بعرش الله
نحن الهاديات ولم نُهد ، وأحيانا أمهات ولم نَلد
نحن الطِباع التي تحبها الزوايا
وتبغضها الفساحة والطمئنة
نحن الهواجس والبراء وعلى جباهنا
حزن الحقائق إذا تاهت الفكرة واعتلّ الضمير
نحن المُبعَثون قسرًا لقيامة الطين رغم أننا أحياء
الأوائل في الشقاء والأواخر في الهناء
نُؤذَى ولا نؤذِي ونميط الأذى عن المؤذين
نُطعن ولا نَطعن وتغدو أرواحنا
كالدخان الكثيف المتصاعد
لا نموت وسرعان ما نهطل
نَنتَظِر ولا نُنتَظَر ولنا شعلة
ما زالت مضيئة في كل مضمار
نحن الجيدون في تمرير القوة من منتصف
الدراية الموجعة رغم العتم الكثيفة
ورغم ضيق الدائرة
نُكرَه ولا نَكرَه
قلوبنا هواجس شفافة
وأفكارنا كطلع البساتين ، كصوت الضراغم
وهي تنهش بالفرائس في الخلا
كوجع التفاقم عند كل غصة
نُحِب ولا نُحَب وخلاصنا كطائرٍ عملاق
مهووس بأدمغة الصغار
لا يفرض حضوره إلا في حكايا الجدات
نعطِي ولا نُعطَى ثم نكتفي ولا نطلب
وعزاؤنا كالتناقض بين قاهر ومقهور في حرب البقاء
نُخدَع ولا نَخدع ، نعرف ونتجاهل
كي نعمّد الآهات بدموع الغيم الشريدة
ونصنع للتوخّي صوب
ومخطئ من يظن بأننا لا نعرف
نَكتُب ولا نُكتَب ، نَقرأ ولا نُقرأ
وكلماتنا لا تبرح راحات الله
نُسامِح ولا نُسامَح ومنذ قرن ونحن
نتبرع للوأد بأرواحنا كفارة
لخطايا القلوب حين لم تسعها كل البقاع
قلوبنا غلة التلويح وكجاهل ومجهول
كلاهما غائب عن توزيع الأدوار بقسمة النور
نترنح من شدة الآلام حتى يظن المتعِبون
بأننا نرقص فتشتد سياطهم بالضرب أكثر
نحن كأصحاب أفئدة الطيور
نُدفَع على كل الهاويات ولا نَدفع
نتأرجح ولا نسقط
وإذا سقطنا تلقفتنا أيدي الله
ومن يراهن على سقوطنا عليه أن يراهن الله
  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى