د. مصطفى أحمد علي - لسانيات

في واقع الأمر، لا وجود اليوم للضاد الفصيحة التي "تخرج من إحدى حافتي اللسان أو كلتيهما مع ما يحاذي ذلك من الأضراس العليا"، كما وصفها سيبويه ومن أتى بعده من اللسانيين العرب. حلّ محلها إما صوت الظاء، كما في غالب دول الخليج والعراق وتونس وإما دال مفخمة، كما في غالب دول الشام ومصر والسودان وكثير من دول المغرب العربي.
ما حلّ بالضاد الفصيحة، حلّ أيضاً بالقاف الفصيحة، التي وصفها سيبويه بالجهر وبالشدة، بينما ما اصطلحنا وتوافقنا عليه اليوم من نطق، يتصف بالهمس، ولا يتصف بالجهر، وإنما أتى اصطلاحنا وتوافقنا على هذا النطق المستحدث، العائد غالبا إلى نطق قديم موروث من حواضن لغوية سابقة، سريانية وفينيقية وفرعونية وبربرية، أتى من باب غلبة نفوذ مراكز الحضارة والثقافة العربية التاريخية في الشام والعراق ومصر، وعظم تأثيرها وشدّة وطأتها.

د. مصطفى أحمد علي،
الرباط، يوليو ٢٠٢١م.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى