أ. د. عادل الأسطة - وعند حبيب قهوجي الخبر اليقين: باحث إن شاء الله!!

انشغلت في الأيام الأربعة الأخيرة بتقصي علاقة الشاعر محمود درويش بحركة الأرض ، وفي ألمانيا بدأت أكتسب روح الباحث الصبور الذي يسعى وراء صحة المعلومة ، علما بأنني في شبابي كنت نزقا " وذا بصلة محروقة " ، كما يقال في مثلنا الشعبي ، بل وغالبا ما كنت أنعت نفسي بالبرجوازي الصغير الذي يريد تدمير العالم بلحظة - إن لم ينصع لرغباتي . ولطالما خفت أن أصاب بنوبة قلبية حادة إن حشرت في زاوية .
ومع الأيام اختلف الأمر ولبست ، لكي أعيش السنوات التي كتبها الله لي ولا أنتحر ، لبست جلد تمساح ممزوج بجلد حمار ، أو أنني صرت من ذوات الدم البارد ، وصرت أحتمل زناخة الكثيرين من الحيوانات الذين يتكلمون بلسانهم ويرفسون بأيديهم ، ولطالما رددت قول الكاتب الألماني ( هاينريش هاينة ) عن الحشرات الإنسانية العنيدة التي يحتملها المرء بصبر مسيحي حقا . هذه الحشرات التي لا تخجل ولا تفهم وفيها من الوقاحة ما يكفي لإصابة أمة كاملة بالجفاف الفكري والتبلد .
نعم في ألمانيا اكتسبت روح الباحث يسعى وراء المعلومة ويتأكد منها ولا يتسرع .
كنت كتبت إن محمود درويش انتمى إلى حركة الأرض وإنني قرأت المعلومة ، ونفى بعض القراء الأمر وطالبوا بالدليل ، وصرت أسعى إليه ، وجل تفكيري منصب في العثور على مصدر أو مرجع له صلة بالأمر . راسلت وسألت وبحثت في ( غوغل ) العظيم وفتشت في كتبي و ... و .... وأمس مساء جاء الفرج من الأستاذة Kawthar Aslah الفلسطينية المقيمة في الجليل ، فلقد انشغلت معي وانشغل معي كثيرون ، وزودتني بعدد مجلة شؤون فلسطينية الذي أشارت إليه منى أبو عيد في مقالها في " القدس العربي " ، وأعتقد أن المعلومة ستسهم في تفسير تغني محمود درويش في شعره بالأرض أكثر من تغنيه بالشيوعية وبالصراع الطبقي أيضا . وكان الصديق Emad Alasfar قد زودني بمرجع يقول الشيء ذاته .
تحت عنوان " محمود درويش وجائزة اللوتس " كتب ح .ق - حبيب قهوجي - في العدد الأول من مجلة " شؤون فلسطينية " ( ١٩٧١ ) الآتي :
" فلقد كان محمود درويش يبشر بشاعرية خصبة موهوبة وكان يبحث عن الطريقة التي تزاوج بين الرومانسية وبين واقعية الموضوعات التي تشده إليها ، إذ إنه في تلك الفترة بدأت أفكاره القومية والاجتماعية تتبلور بخط متواز مع شعره ، فانتمى إلى حركة الأرض في أواخر الخمسينيات ، ولما لوحقت هذه الحركة وأغلقت صحيفتها ، كتب في صحيفة الحزب الشيوعي الإسرائيلي " الاتحاد " فوجد فيها منبرا لشعره ، ثم انضم نهائيا إلى الحزب وبقي يلقي قصائده الوطنية ذات المحتوى الاجتماعي التقدمي الإنساني ومحور ولائه يدور حول قضية فلسطين " .
كم شعرت بالرضا مساء أمس وأنا أقرأ في " شؤون فلسطينية " . لقد نسيت تعب الأيام الأخيرة ونسيت أيضا الإرهاق الذي ألم بي ونسيت ... .
هل كررت :
" ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا "؟
كنت في ألمانيا كلما أنجزت فصلا من رسالة الدكتوراه أحتفل بكأس نبيذ ، وعندما سلمت الأطروحة احتفلت ببعض زواري وأولمت لهم واشتريت من الملابس أفخرها و ... ولم أفرقع المفرقعات احتفالا بنجاحي في التوجيهي بمعدل ٦٠ أو أقل قليلا .
صباح الخير
خربشات
١٢ / ٨ / ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى