أ. د. عادل الأسطة - التغني بفلسطين : (سأموت وفي نفسي شيء من حتى)

سأل عبده وازن محمود درويش عن شعوره عندما يقرأ شاعرا إسرائيليا يتغنى بأرض فلسطين ، فأجاب الشاعر بأن شعوره يأخذه إلى " أن الصراع ليس عسكريا فقط ، وأننا مدفوعون إلى صراع ثقافي عميق " ، وذكر الشاعر اليهودي يهودا عميحاي الذي لم يدع مكانا في فلسطين ، وهو يسميها " أرض إسرائيل " إلا وكتب فيه قصائد " وبعضها جميل جدا وتحرج الشاعر الفلسطيني حقا . تحرجه في أي معنى ؟ "
ويتابع محمود درويش :
" الشاعر الفلسطيني لم يشعر يوما بأنه محتاج إلى تقديم براهين على حقه بالمكان ، وعلاقته بالأرض تلقائية وعفوية ولا يحتاج إلى أي ايديولوجيا أو تبرير " ( الغريب يقع على نفسه ، ص١٢٤ / رياض الريس ، ٢٠٠٦ ) .
كلام محمود درويش عن علاقة الشاعر الفلسطيني بالأرض كلام مهم جدا في قراءة موضوع الأرض في شعره ، وموضوع الأرض طغى على أشعاره قبل مغادرته فلسطين إلى العالم العربي .
من هي الشخصية الحزبية في ( راكاح ) التي شجعت الشاعر على الهجرة ؟
في رسالة " لا توبخ حنيني " يبوح درويش إلى إميل حبيبي ، ، بعد أن سأله عن وفاة إميل توما ، بالسر :
" سأقول لك إن إميل توما قال لي ونحن نصعد من وادي النسناس إلى شارع عباس :
- ماذا تفعل هنا أيها الشاب ؟
فسألته ماذا يعني ، فرد بصوت خفيض :
- ابحث لنفسك عن أفق ... " ( ص ٥٣ )
ماذا كتب الدكتور عادل مناع في كتابه " نكبة وبقاء " عن إميل توما وموقف الحزب منه بسبب رفضه قرار التقسيم ؟
ما علاقة الكتابة السابقة ببعضها ؟
أحيانا يخلط المرء الزيت بالماء ويكون سرياليا .
منذ أيام وأنا أدور في الحلقة نفسها وهي انتماء محمود درويش إلى حركة الأرض .
هل كان الشاعر سميح القاسم الذي تصادف ذكرى رحيله في هذه الأيام ، هل كان أيضا منتميا إلى " شركة الأرض " ؟
يجب أن أعود إلى كتابي° حبيب قهوجي " القصة الكاملة لحركة الأرض "( ١٩٧٨) وهشام شرابي " صالح برانسي ، النضال الصامت " علما بأن الكاتب رشاد ابوشاور كتب معقبا على مقال لي مبديا رأي برانسي في الموضوع ، وعلما بأن الشاعر عبد الناصر صالح Abdelnaser Saleh عزز ما كتبه رشاد بأنه سمعه مباشرة من برانسي .
ربما يسأل سائل :
- هل يستحق الأمر هذا النقاش ؟
بعد مرور ألف عام وأكثر على وفاة المتنبي ما زال الدارسون مشغولين بالبحث عن أبيه الذي لم يذكره في شعره :
- أكان أبوه سقاء ماء في الكوفة أم أنه كان الإمام الثاني عشر المنتظر ؟
لماذا تغنى محمود درويش في أشعاره الأولى بالأرض أكثر من تغنيه بالحزب الشيوعي وقادته ، بخلاف ما فعله الشاعران توفيق زياد وسميح القاسم ؟
كتاباتي الغثة ذات اللت والعجن لا تروق للمبدعة العظيمة حارسة ظلال الروائي إميل حبيبي والشاعر محمود درويش ، إذ لا ينبغي لأحد أن يكتب عنهما كتابة مختلفة عما تعرفه العبقرية فريدة زمانها . ( ذاكرة سهام داوود )
زغردي يا انشراح !!
صباح الخير
١٥ آب ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى